
إذا بحثت جيدًا في مكتبة السينما المصرية، ستجد مئات من الممثلين جسدوا أدوار الشر، ولكن من نجح منهم في أن يصبح أحد أهم ممثلى أدوار الشر في السينما المصريين قليلون، ويعدون على أصابع اليد الواحدة، وأكثرهم من ممثلي الأبيض والأسود، فعلى الرغم من قيام بعض الممثلين في السنوات الأخيرة من تقديم أدوار الشر، إلا أنها لم تعلق بذهن الجمهور، حتى إن كثيرين قد لا يتذكرون أن هذا الممثل قدم دور أحد الأشرار في مرة من المرات.
«محمود المليجي»
وفى تاريخ السينما، هناك أسماء لا يمكن أن تنسى في هذا المجال، فإذا تحدثنا عن الشر لا بد أن نذكر في البداية محمود المليجى «الشرير الطيب»، فمن كان يعرف محمود الميلجى جيدًا لم يكن يتحدث سوى عن أدبه وأخلاقه وطيبته، ولم يكن يتوقع أحد أن هذا الشخص الطيب الذي يجلس أمامه هو أحد أهم أشرار السينما المصرية، وهو قطب من قطبى الخير والشر الذي جسده هو والفنان فريد شوفى، الذي قدم معه أفلاما كثيرة، كان يقوم فيها بدور الشرير وكان يقوم فريد شوقى بدور رجل الخير.
وعلى الرغم من تقديم المليجى لأدوار أخرى ظهر فيها كرجل طيب، وبرع في الخروج من عباءة الشر التي كان يرتديها، أبرزها دوره في فيلم «الأرض»، إلا أنه يشتهر في السينما المصرية بدور الرجل الشرير، وأحد رواد مدرسة الشر الأولى في السينما.
«زكي رستم»
وبالطبع لا بد أن نذكر الفنان الكبير «زكى رستم» الذي قدم مدرسة أخرى في الشر، واختلفت مدرسته عن مدرسة المليجى، فكان الأخير يبرز دائمًا في أدوار الشر الجنائية، المتعلقة بالمعارك و»الخناقات»، وكان يصاحبها ظهوره بدور معلم أو رئيس عصابة، أما زكى رستم فكانت مدرسته معتمدة على أدوار الشر الاجتماعية، فهو الأب المتسلط الذي يسعى للسيطرة على أبنائه، أو هو الرجل الارستقراطى الذي يسعى لحرمان بنته من أن تتزوج من حبيبها الفقير، وغيره من الشر الاجتماعى الذي برع فيه الفنان القدير، وكان أول من قدمه على شاشة السينما.
«ستيفان روستي وتوفيق الدقن»
والشر ليس كله مكروهًا، فقد كان هناك أشرار يعشق الجمهور شرهم، مثل الفنانين ستيفان روستى وتوفيق الدقن، اللذين تمكنا من تقديم الشر في قالب كوميدى اجتماعى، وإذا تحدثنا عن ستيفان روستى، سنجد أنه ممثل كوميدى في المقام الأول، وبالتالى كان من الطبيعى أن يقدم الشر بطريقة مختلفة، فكانت أدواره الشريرة مليئة بالإفيهات الكوميدية، حتى في أصعب المشاهد وأكثرها دراما، كان روستى يجد لنفسه مكانًا في إخراج كلمة أو فعل كوميدى ليطيح بكل من معه في المشهد ويظهر على الشاشة منفردًا، وبالرغم من تميزه في تقديم أدوار الشر الكوميدية، إلا أنه أيضًا قدم أدوار شر جادة، ولكن الكوميدية علقت في أذهان الجمهور أكثر.
ومثله الفنان توفيق الدقن، الذي قدم الشر في قالب كوميدى، حتى أن الكثيرين ما زالوا يحفظون إفيهاته ويرددونها حتى الآن، مثل «يا آه يا آه»، «أحلى من الشرف مفيش»، وغيرها من الجمل التي عاشت معنا كثيرًا بفضل تألق هذا الفنان في تقديم نوعية مختلفة من أدوار الشر، وكانت أفضل أفلام الفنان الراحل تلك التي ارتبط اسمها فيها بالفنانين إسماعيل ياسين، أحمد رمزى، وعبد المنعم إبراهيم، حيث قدم معهما عددًا من الأفلام تعتبر الأبرز في مشواره الفنى، كما قدم أفضل أدوار شر جادة هو الآخر، خاصة مع تقدمه في السن، إلا أن أدوار الشر الكوميدية التي يتذكرها الجمهور أكثر.
«عادل أدهم»
وبالتأكيد لن نغفل الحديث عن الفنان الكبير عادل أدهم أحد سادة مدرسة الشر في السينما المصرية، والذي رأى أنور وجدى أنه لا يصلح للتمثيل، لكنه نجح في تقديم نفسه كأحد عمالقة السينما في مصر، حتى تمنى المخرج العالمى إيليا كازان أنه يصحبه معه إلى هوليود، ليصنع منه نجما عالميا كبيرا، لكن لم يكتمل هذ الحلم، ومثله مثل كل من سبقوه، كان كل من يعرفه يؤكد أن الشر لا يعرف لقلبه طريقا، حيث اعتقد البعض أن براعته في تقديم أدوار الشر تعود إلى أن شخصيته متقاربة مع هذه الأدوار، إلا أن الأمر كان عكس ذلك تمامًا.
وبعد هذا الجيل من الأشرار في السينما المصرية جيل آخر من الفنانين الشباب كان بالانتظار.. ولعل أبرزهم الفنان والمخرج خالد صالح، وخالد الصاوي...
خالد صالح، بوقت قصير، كتب للفنان خالد صالح أن يصبح واحدا من أهم الممثلين المصريين نتيجة موهبته الكبيرة في تقمص الشخصيات الشريرة التي يقدمها في عدد من الأفلام مثل شخصية رفعت السكري في فيلم «تيتو» الذي كان بداية انطلاقه مع الشهرة عام 2004 ،فيما لفت انتباه الجمهور عبر أعمال: «احلام حقيقية»، و»هي فوضى»، و»الريس عمر حرب» الذي حقق نجاحا كبيرا.
خالد الصاوي، قدم كممثل أكثر من 54 عمل من أهمها مسلسل «أم كلثوم» وفيلم «جمال عبد الناصر»، ومسلسل «محمود المصري»، وفيلم «أبو علي»، وفيلم «عمارة يعقوبيان» وحصل على جائزة أحسن ممثل دور ثاني عن دوره فيه من عدة جهات مصرية وعربية.
سامي العدل، له أكثر من 52 عملا سينمائيا ودراميا وتميز بأدواره الشريرة له العديد من الأفلام والمسلسلات الحديثة وأكثرها مع الممثلة يسرا والممثل هشام سليم وهو صاحب شركة إنتاج كبيرة في مصر وهي «العدل جروب».
محمد رجب، خاض أولى تجاربه في البطولة السينمائية في فيلم «تمن دستة أشرار» عام 2006 بعد أن قدم عددا غير قليل من الأدوار الثانية في أفلام مثل: «مذكرات مراهقة، والباشا تلميذ، وكان يوم حبك، وملاكي اسكندرية، وحماده يلعب»، ورغم أدائه الشرير في معظم هذه الأفلام إلا أن هذا الأداء لفت أنظار الجمهور.
باسم سمرة، ملامح وجهه القاسية تعطي انطباع بشخصية شريرة ووحشية ساعدته إلى جانب تمثيله البارع في أن يثبت نفسه منذ أول أفلامه «المدينة» ثم «مرسيدس» للمخرج يسري نصرالله، ونمت موهبته في فيلم «عمارة يعقوبيان» ثم جاء فيلم «الجزيرة».
ضياء عبد الخالق، كانت بداية شهرته في فيلم «أمير الظلام» في شخصية الشرير الذي تتسم ملامحه بالحدة، عدا عن تفاصيل جسده التي تدل على العدوانية.
عمرو عبد الجليل من الوجوه التي حققت نجاحا في مدة زمنية قصيرة، بدأ التمثيل في «ديسكو ديسكو» مع نجلاء فتحي ومحمود حميده عام 1994، وقال عن أدواره الشريرة «أنا لا أعمل إلا في الأدوار التي أجد نفسي فيها، وقد حدث تواصل بيني وبين دور الشرير في فيلم «حين ميسرة».. كما أن الفيلم شكله جديد من حيث الصورة والدراما، وهذا يرجع إلى وجود مخرج متمكن مثل خالد يوسف».
أحمد سعيد عبد الغني، هو ابن الفنان الكبير سعيد عبد الغني وتمتع بتميز أدائه في أداور الشر، وبدأ أعماله بمسلسل «أم كلثوم» مع الفنانة صابرين، ومن الأدوار الذي تميز فيها مسلسل «عباس الأبيض في اليوم الأسود» مع الفنان يحيي الفحرانى بدور بيبرس الابن الضال كما تميز في مسلسل «الحقيقة والسراب».
ياسر فرج، كان أول ظهور له في مسلسل «عباس الأبيض في اليوم الأسود» وله في رصيده الفني 5 أفلام و11 مسلسلا.