أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد العبدالله أن دولة الكويت آمنت وأدركت منذ مرحلة مبكرة من تاريخها الحديث مكانة وأهمية دور الحركة الفنية والثقافية وفي مقدمها المسرح.
وقال الوزير العبدالله في كلمته الافتتاحية لملتقى فؤاد الشطي المسرحي الدولي الأول مساء الخميس في مسرح الدسمة المقام برعاية سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء إن الكويت كانت وستبقى منارة إشعاع وحاضنة للابداع وداعمة للانتاج الثقافي والأدبي والفني.
وأضاف أن أهل المسرح في العالم العربي يعون أهمية ومكانة سلسلة المسرح العالمي التي نفتخر بأنها تطلق من الكويت شأنها شأن الكثير من المطبوعات التي أثرت المكتبة العربية.
ولفت إلى إيمان القيادة السياسية وعلى رأسها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح بأهمية دور الثقافة في المجتمع.
ونقل إلى الحضور تحيات راعي الملتقى سمو رئيس مجلس الوزراء مؤكدا الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه بالحركة الفنية ورموزها الأفذاذ ومنهم المخرج الراحل فؤاد الشطي الذي حمل الكويت والمسرح بين ضلوعه وراح يحلق بعيدا في فضاءات المسرح محليا وعالميا.
وذكر الشيخ محمد العبدالله أن الراحل الشطي أحد أبرز رموز الحركة المسرحية في الكويت وقد آمن الراحل بدور المسرح وقضيته فكان حضوره على الصعيد المسرحي تجليات خالدة وبصماته تجاوزت حدود الزمان والمكان.
وبين أن الشطي حمل عشقه للمسرح وراح يحط به تارة في الكويت وتارة أخرى في الشارقة وثالثة في قرطاج ودمشق وبغداد ومدن المعمورة وكان هاجسه الأساسي المساهمة في تقديم مسرح يليق بالإنسان ويرتقي به.
وقال إن دور الراحل الشطي تجاوز ذلك إلى بصمات «نفتخر ونعتز بها ومنها دعم إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية وهو أحد الصروح الشامخة التي أثرت حياتنا المسرحية ليس فقط في الكويت بل في دول مجلس التعاون الخليجي الست».
من جانبه قال رئيس الهيئة العالمية للمسرح محمد سيف الأفخم في كلمة باسم الهيئة إن الراحل الحاضر فؤاد الشطي كان أحد أبناء جيل حمل على عاتقه شرف التأسيس للحركة المسرحية الكويتية والخليجية وكان قد تجاوز الأطر الجغرافية لمحيطه الإبداعي حالما بالعالمية.
وأضاف الأفخم أن دور الراحل كان كبيرا في حركة الهيئة العالمية للمسرح حيث تصدى لمجمل مشاريعها داعما ومساهما فاعلا والحراك الذي تشكل بحركته وضع المسرح العربي تحت إضاءات عالمية كانت قد أهملته سنوات طويلة.
وأوضح أن الهيئة العالمية للمسرح لم يفتها أهمية الدور الذي أداه فؤاد الشطي حيث قررت في وقت سابق منح الشطي العضوية الفخرية للهيئة وهو ما تشرف به الهيئة ونحن نستشعره حاضرا بيننا عرفانا لتاريخ لم ولن يموت.
من جانبه قال رئيس الملتقى ورئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي أحمد فؤاد الشطي في كلمته إن هذا الملتقى الذي يستمر أربعة أيام يشكل بالنسبة له لحظات فارقة في حياته مشيرا إلى أن رحيل والده كان في مثل هذا اليوم قبل عام.
وأضاف الشطي أن المخرج الراحل ترك إرثا من الإبداع المسرحي وتجربة ثرية وصداقات عميقة بينه وبين رجالات المسرح في كل أرجاء المعمورة.
وأعرب باسمه وباسم مجلس إدارة الفرقة ونيابة عن أسرة الراحل بخالص الشكر لسمو رئيس مجلس الوزراء وللوزير العبدالله على الدعم والرعاية لإقامة هذا الملتقى مشيدا بجهود الجهات الحكومية والأهلية والمؤسسات والأفراد وكل من شارك بجهد طيب في هذا الملتقى.
بدوره قال مدير الديوان الأميري في إمارة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة الشقيقة الأديب والشاعر محمد الضحناني في كلمة باسم ضيوف الملتقى إن الراحل الشطي كان خير المخلصين لقضية المسرح فنا وفكرا وقد تجاوز الشكل النموذجي لما يجب أن يكون عليه الفنان المسرحي.
وأضاف الضحناني أن التزام الراحل الشطي بقضية المسرح لا تقتصر على المضمون الذي يقدمه والرسائل التي ينشد إيصالها وحسب بل يتعدى ذلك نحو الالتزام بأهله صناع المسرح وعشاقه من المتفرجين.
وذكر أن مجمل ذلك يبرر أن يكون الراحل فؤاد الشطي مخرجا استثنائيا وإداريا ناجحا بآن معا حيث تسكنه حالة من الشغف تجاه عمله الفني وتدفعه لتقديم أي شيء لخدمته.
ولفت إلى أن أعمال الشطي مسكونة بقضايا إنسانية وعربية كبرى وهي تمتاز بالقيمة وهذه القيمة التي هدف إليها الشطي كانت الفكرة السياسية والثقافية والاجتماعية والإنسانية المغلفة بالأسئلة الفلسفية والمقدمة بلبوس جمالي.
بدوره قال مدير الملتقى بندر المطيري في تصريح على هامش الافتتاح إن تجربة المخرج الراحل الشطي تمثل واحدة من التجارب الثرية بالقيم الابداعية.
وأشار المطيري إلى أن ملتقى فؤاد الشطي الدولي الأول يأتي مفعما بجوانب من «تجليات ذلك المبدع وتلك القامة المسرحية التي نفتخر ونعتز بها».
وتخلل حفل الافتتاح الذي حضره لفيف كبير من عمالقة المسرح والفن من الكويت وخارجها عرفانا وتقديرا لعطاء الراحل في مسيرته معرض صور وجوائز ومقتنيات الراحل وتم عرض فيلم توثيقي عنه من إعداد عماد النويري وإخراج جابر المحمدي تضمن آراء تقدير وثناء بالراحل من قبل من تعاملوا معه فضلا عن عرض مسرحية (الكلمة الصعبة) لفرقة المسرح العربي من تأليف أسامة الشطي وإخراج أحمد الشطي.
ويتضمن الملتقى الندوة الفكرية (المخرج في المسرح المعاصر) ومسرحية (في حضرة جولييت) لفرقة المسرح العربي من تأليف نادية القناعي وإخراج علي العلي وتمثيل سماح علاوة على عرض مسرحي زائر من دولة الإمارات العربية المتحدة لفرقة (دبا الفجيرة) المسرحية بعنوان (الليل نسي نفسه).
وإلى جانب هذه الفعاليات ثمة شهادات فنية لنخبة من المسرحيين العرب والعالميين في حين أصدرت اللجنة المنظمة كتابا خاصا عن الراحل فؤاد الشطي إلى جانب النشرة اليومية للملتقى.
