
استطاع الفنان محمد الخضر أن يقيم ما يمكن أن يسمي بمهرجان الوفاء لكبار النجوم الذين أثروا الحياة الفنية خاصة المسرحية بعد أن نظم جائزة الراحل حسن يعقوب العلى رئيس فرقة المسرح العربي وحقق نجاحا كبيرا .
والخضر التحق بالمسرح العربي مع كبار الرواد أمثال عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وشارك في بعض المسرحيات أثناء دراسته وعمل مخرجا مع زكي طليمات وممثلا لبعض الأدوار في مسرحيات عربية عرضت على مسرح معهد التمثيل وفي لندن شارك في عرض بعض المسرحيات باللغة الانجليزية وهو من رواد العمل التربوي والمسرحي الخضر يستعد حاليا لإطلاق الدورة الثانية باسم جائزة الفنان الراحل خالد النفيسي حول المسابقة في نسختها الجديدة دار حوارنا مع الخضر.
< بداية كنت عضوا في المسرح العربي وعملت مع الراحل خالد النفيسى فهل تتذكر هذه الفترة ولماذا تركت العمل بها؟
- نعم انضممت إلى المسرح العربي عام 1964 ـ 1965 وكان برئاسة حسين الصالح وأصبحت عضوا بالفرقة وشاركت بأول مسرحية وهى» الكويت سنة 2000 «بدور بسيط كبداية كان خالد النفيسي يقدم دور مدرس وكنت اعمل في التنظيم المسرحي يعني تجهيز المسرح من إضاءة وصوت وديكور وملابس وإكسسوارات نحضر هذا للممثلين وهي أول مسرحية شاركت بها 1965 ـ 1966
المسرحية الثانية وجميع مسرحيات المسرح العربي كنت أشارك فيهم بالتنظيم المسرحي مثل «مسرحية إمبراطور يبحث عن وظيفة» وكان لي دور مهرج والدور الثاني فلاح صاحب مزرعة وبعد ذلك كنت مساعد مخرج مع المخرج فؤاد الشطي وعندما كنت طالبا في معهد التمثيل صرت مساعد مخرج مع الفنان الكبير زكي طليمات عندما كان في الكويت وأذكر من رؤساء المسرح العربي حسن يعقوب وفؤاد الشطي وأمضيت سنوات وقدمت ثلاث مسرحيات من إخراجي الأولى طبيب في الحب، وقاضي الفريج واذكر العنصر النسائي مثل مريم الصالح ومريم العبد الرزاق وسعاد حسين وعائشة إبراهيم وكنا نستعين بمريم الغضبان من المسرح الشعبي وأذكر قدمنا مسرحية من «سبق لبق» وتوقفت عن العمل في المسرح العربي لأني انشغلت في المسرح المدرسي وتأليف الكتب.
< بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى من مسابقة جائزة الدكتور حسن يعقوب العلى للتأليف المسرحي ما هي الاستعدادات لانطلاق الدورة الثانية والتي تحمل عنوان جائزة الفنان الراحل خالد النفيسي؟
- لقد بدأنا مبكرا هذا العام لتلافى أية أخطاء تكون قد حدثت في الدورة الأولى نتيجة لضيق الوقت والسرعة التي تمت بها الدورة الأولى ورغم ذلك حققت نجاحا كبيرا والحمد لله لكننا نطمح دائما لمستوى أفضل خاصة أن الدكتور بدر فيصل الدويش الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لم يدخر جهدا ويدعمنا بكل قوة لإنجاح الدورة الجديدة وأنتهز هذه الفرصة لأقدم له كل الشكر والتقدير على مبادراته الثمينة لدعم هكذا أنشطة من أجل إعلاء اسم الكويت عاليا ونحن نثمن هذا الدور الرائد له
< ما هي أسباب اختيار اسم الراحل خالد النفيسى ليحمل اسم الدورة المقبلة ؟
- خالد النفيسي هو أحد أعلام الكويت ومن الرواد الكبار في عالم الفن أثرى المكتبة الفنية الكويتية والخليجية بعشرات الأعمال المتميزة التي رسخت لإعلاء الفن الكويتي في كل مكان فهو فنان موهوب استطاع مع رفاق دربه الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا والقدير سعد الفرج أن يشكلوا انطلاقة كبيرة في فننا الخليجي فهم كوكبة مضيئة في سماء الفن علاوة على أن النفيسي هو أحد المؤسسين لفرقة المسرح العربي العريقة وقد انضممت للفرقة بعد تأسيسها مباشرة ولذلك فهو يستحق أن تحمل الدورة الجديدة اسمه وفاء لعطائه الزاخر على مدى نصف قرن تقريبا وتكريما له وإحياء لذكراه
< ما هو الهدف الرئيسي من تنظيم المسابقة ؟
- هدفنا الأساسي هو تنشيط كتابة النص المسرحي ودعم الحركة المسرحية في الكويت كما نسعى إلى تسليط الضوء على المواهب المتميزة والواعدة في هذا اللون الأدبي المعبر عن الإنسان مع نفسه ومع الآخر
< هل كانت تجمعكم ذكريات ومواقف شخصية مع الراحل النفيسي؟
- بالطبع هناك الكثير من المواقف ومنها على سبيل المثال مشاركتي معه في مسرحية «الكويت سنة 2000» لكنني كنت أميل أكثر إلى التنظيم المسرحي والجانب الإداري ثم مساعد مخرج فمخرج وجمعتنا فرقة المسرح العربي التي كنا نقضي فيها معظم أوقاتنا نعمل ونتحاور ونتسامر
< ما هي أوجه الاختلاف بين الدورة السابقة والمقبلة ؟
- فى الدورة السابقة كانت المسابقة مفتوحة لكل أبناء الوطن العربي وغير محددة بسن معينة فجاءتنا مشاركات كثيرة ولذلك ارتأينا أن تكون الدورة المقبلة قاصرة على الكويتيين فقط تشجيعا للمواهب المحلية الشابة لأن الشباب هم ذخيرة الوطن وعلينا أن نساعد هؤلاء الشباب وتنمية مواهبهم والنهوض بهم من أجل رفعة الوطن خاصة أن هناك مسابقة أخرى ينظمها المجلس الوطني على مستوى أكبر تفتح المجال للمشاركات من كل أنحاء الوطن العربي ولذلك قررنا ألا يزيد عمر المشارك في مسابقتنا عن 35 سنة وهى مفتوحة للشباب من الجنسين لأننا واجهنا مشكلة فى الدورة الماضية بعد أن تقدمت لنا نصوص لمؤلفين محترفين وكبار تنافست مع نصوص لشباب لازال في طور التكوين وليس من العدالة أن يتنافس الكبار مع هؤلاء البراعم الشبابية فكان لابد من الفصل والتعديل حتى نحقق العدالة
< هل ستكون النصوص باللغة العربية الفصحى أم اللهجة الكويتية الدارجة ؟
- من ناحية اللغة رأت اللجنة العليا المنظمة أن يكون النص باللغة العربية الفصحى ولكن يجوز كتابة الحوار باللهجة الكويتية الدارجة وأن يتوافق النص مع القواعد الأساسية للكتابة الدرامية والابتعاد عن المباشرة والخطابية والوعظ وهناك العديد من الشروط مثلا للمتسابق الحرية في اختيار موضوعه مع مراعاة طبيعة المجتمع العربي المسلم
< هل سيتم تكريم شخصيات ورواد ضمن فعاليات دورة الراحل خالد النفيسي؟
- نعم سيتم تكريم العديد من الشخصيات لكن لازال الوقت مبكرا وسيتم اختيارهم وفق معايير محددة ويكرمون في الحفل الختامي وتوزيع الجوائز كما سيتم تكريم بعض الإعلاميين والرعاة
< هل سيتم إنتاج عروض مسرحية من النصوص الفائزة لتقديمها ؟
- نعم سيتم اختيار أحد النصوص الفائزة من العام الماضي لتقديمها في الحفل الختامي من قبل اللجنة العليا المنظمة والتي شكلت برئاستي وعضوية كل من الدكتور انطون بارا مستشارا والدكتورة خالدة الخضر والدكتور حسين الشطي والمهندس جاسم الخضر
< تعد كتابك الرابع حاليا فهل سيصدر مع الاحتفالية ؟
- أعمل على تجهيزه وأنجزت جزءا كبيرا منه حتى الآن وسأكشف عن تفاصيله في وقت لاحق لكنه بالطبع يتمحور حول المسرح وفنونه والحمد لله كتابي السابق « يلا نلعب مسرح « حقق نجاحا طيبا وطرح في أكثر من ندوة ولقاء وتم الاحتفاء به لكنه سيصدر بعيدا عن الاحتفالية لكن سيصدر كتاب آخر عن خالد النفيسى من إعداد الزميل والكاتب صالح الغريب
< كيف ترى المسرح في الكويت الآن؟
- المسرح الكويتي ظل لسنوات طويلة مقصورا على المهرجانات والمواسم المسرحية لكن بادرة المجلس الوطني استطاعت أن تغير هذا الوضع من خلال مواسم مسرحية مستمرة ومتواصلة طوال العام مما ساهم في الارتقاء بالمسرح والدكتور بدر الدويش أحدث نقلة نوعية سواء بحضوره المتواصل أو دعمه لكل الأنشطة المسرحية والفنية مما كان له الأثر الايجابي على الحركة المسرحية والفنية بشكل عام.