لم يحمل يونس شلبي وسامة نجوم السينما والمسرح في بداياته حتى يشق طريقة ويصل إلى النجومية بشكل سريع، إلا أنه اعتمد على الموهبة والعفوية والتلقائية وخفة الدم وقرب ملامحه إلى الأطفال ليكون من نجوم الكوميديا الذين لا ينسى الجمهور أعمالهم، يونس شلبى برز على خشبة المسرح فى أهم مسرحتين فى تاريخ المسرح حسب شهادة الجمهور وهما «مدرسة المشاغبين» التى عُرضت عام 1973 واشتهر بـ»الولد اللى مبيجمعشى»، و»العيال كبرت» عام 1979 وقد شخصيه عاطف» الفتى البدين خفيف الظل المتلعثم دائمًا، ولفت بهذا الدور انتباه الجمهور إلى شخصيته الظريفة فقدّم المزيد من تلك الأدوار الصغيرة التي كانت تضيف البهجة إلى العمل الفني رغم صغر الدور أحيانًا، ولم يتذوق يونس طعم النجاح فى السينما أو التليفزيون فى مشوراه الفنى بالشكل الذى حققه فى المسرح.
يونس شلبى ممثل مصرى، ولد عام 1949 فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية لأسرة بسيطة بعيدة عن الفن وأجواءه ولكنها لم تعارض توجهه إلى العمل الفنى.
بدأ يونس شلبى عمله الفنى منذ صباه عندما كان فى الصف الثانى الإعدادى إذ كان عضواً فى فريق التمثيل، واستمر فيه حتى نهاية دراسته الثانوية، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية، ووقتها اختاره المخرج المسرحى نبيل الألفى عميد المعهد ليشارك فى أعماله التى يخرجها.
حصل على «بكالوريوس» المعهد العالى للفنون المسرحية قسم التمثيل عام 1969، وشارك فى أول عمل مسرحى بعنوان «الغول»، ثم شارك بدور منصور «الواد اللى ما بيجمعش» ابن مدير المدرسة فى مسرحية «مدرسة المشاغبين» عام 1971، وهى المسرحية التى شهرته هو باقى الفنانين معه فى المسرحية، قدم بعدها أدواراً أخرى فى مسرحيات «العيال كبرت»، و»حاول تفهم يا ذكي»، و»أولادنا فى لندن»، و»الحى الغربى»، و»سداح مداح»، ولكن معظم هذه العروض المسرحية لم يوثق تليفزيونياً باستثناء «العيال كبرت» و»مدرسة المشاغبين» اللتين شاهدهما الجمهور العريض عبر الشاشات.
بدأ عمله السينمائى عام 1975 فى فيلم «الظلال فى الجانب الآخر»، وحصل على جائزة شرف عن دوره فى فيلم «عشاق تحت العشرين» من المهرجان الثامن والعشرين للمركز الكاثوليكى عام 1980، إلا أنه شارك بأدوار صغيرة فى نحو 77 فيلما سينمائيا وقام ببطولة عدد قليل من الأفلام التى يعتبرها سينمائيون «مقاولات» وأبرزها «العسكرى شبراوي»، و»ريا وسكينة»، و»مغاورى فى الكلية» و»سفاح كرموز» و»الشاويش حسن»، و»عليش دخل الجيش»، و»رجل فى سجن النساء».
كانت له أدوار تحمل أهمية كبيرة فى رأى النقاد من خلال أفلام بارزة فى السينما المصرية منها «الكرنك»،و»شفيقة ومتولي» للمخرج على بدرخان، و»إحنا بتوع الاتوبيس» للمخرج الراحل حسين كمال، و»المخبر»، و»الشاويش حسن»، و» أمراة واحدة لا تكفي»، و»قليل من الحب كثير من العنف»، وقدم آخر أدواره فى السينما فى فيلم «أمير الظلام» عام 2002.
بدأت علاقته بالأعمال التليفزيونية نهاية السبعينيات عندما شارك الفنان فؤاد المهندس فى بطولة المسلسل الكوميدى «عيون»، الذى ظل الأهم فى مشوار حياته الفنية فى الدراما التلفزيونة، رغم مشاركته أكثر من 20 مسلسلا منها «الستات ما يعملوش كده»، و»أنا اللى أستاهل».
يُعدّ مسلسل الأطفال الشهير «بوجى وطمطم» الذى قدمه مع الفنانة هالة فاخر على مدى سنوات حتى توفى مخرجه محمود رحمي؛ من أهم المسلسلات التى شارك بها على الرغم من أنه لم يشارك فيه إلا بصوته، ولكنه نجح فى الاقتراب من عالم الأطفال الذين اعتادوا منذ ذلك الحين على مناداته باسم «بوجى» وهى الشخصية التى كان يؤديها فى المسلسل.
قلت مشاركاته فى الأعمال الفنية فى فترة التسعينات بسبب الأمراض التى أصيب بها وبدأت رحلة علاجه مع هذه الأمراض، فى السعودية حيث أجرى جراحة فى القلب وقد أجريت الجراحة بنجاح، إلا أنه ما لبث أن تعرض لظروف صحية صعبة وزاد من متاعب الفنان الكبير ارتفاع نسبة السكر فى الدم.
اشتكت زوجته من تجاهل نقابة الممثلين لأزمة «يونس» الذى واجه حالة حرجة وطالبت آنذاك بعلاجه على نفقة الدولة أسوة بجميع الفناني، واضطرت أسرته لبيع آخر ما يملك فى بلدته بالدقهلية، مسقط رأسه للأنفاق على تكاليف علاجة، قبل أن تتكفل وزارة الصحة بها.
توفى يونس شلبى فى 12 نوفمبر 2007 بأزمة تنفسية حادة، بعد أن ظل على سرير المرض لسنوات وسط تجاهل الفنانين لمرضه والظروف الصعبة التى يمر بها، باستثناء القليل منهم اطمأنوا عليه هاتفياً.