غيب الموت أول أمس الفنان القدير صالح الحريبي عن عمر يناهز الـ 70 عاماً، بعد معاناة من المرض خلال الفترة الأخيرة، حيث كان يرقد في مستشفى الفروانية منذ 10 أيام. وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة الصليبخات.
ونعى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود ببالغ الأسى والحزن والألم أحد أعمدة الحركة الفنية والغنائية بدولة الكويت والخليج العربي الفنان صالح الحريبي الذي وافته المنية عن عمر يناهز 70 عاما.
وقال الشيخ سلمان الحمود لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أول أمس إن رحيل الفقيد الحريبي يمثل خسارة كبيرة للأسرة الفنية الكويتية والخليجية والعربية على حد سواء لما كان يتمتع به من دماثة الخلق وإبداعات فنية كبيرة.
وأضاف أن الراحل أحد رواد الفن في ستينيات القرن الماضي بما ملكه من صوت جميل قدم خلال رحلته الفنية ألوانا متنوعة من الفن كالتراث الشعبي والمقامات العربية والشرقية لكبار الفنانين العرب ومن أشهر أعماله أغنية (برق تلالا) وظهوره في مسلسل (درب الزلق) الشهير بأغنية (على بلد المحبوب وديني) كما قدم الراحل برنامج (محمل الفنون) على تلفزيون دولة الكويت.
وتقدم الشيخ سلمان الحمود بخالص العزاء لأسرة الفقيد الفنان الكبير صالح الحريبي وللأسرة الفنية الكويتية والخليجية داعيا المولى تعالى أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
ومن جانبه أبن الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش الفنان صالح الحريبي الذي وافته المنية أول أمس .
وقال الدويش في بيان صحافي أمس إن الكويت فقدت أحد أبنائها المخلصين وأحد أشهر الأصوات التراثية الغنائية التي برزت منذ ستينيات القرن الماضي.
وأضاف أن الفنان الراحل استمر في عطائه المخلص على مدى أكثر من نصف قرن وملأ الأفئدة والوجدان بأغانيه الدينية والوطنية التي تجلت بشكل خاص أثناء الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت وكان له دور بارز في مقاومة الاحتلال من خلال إذاعة الكويت التي كانت تبث من القاهرة. وأشار إلى أن الفنان الفقيد ساهم في مناسبات وطنية كثيرة وشارك في مهرجانات وأمسيات خليجية وعربية عديدة واتسم غناؤه بميله للتراث الكويتي والخليجي الذي أجاده بفضل ما منحه الله من إمكانات صوتية شهد له بها المختصون في هذا العلم الجميل.
ودعا الدويش المولى عز وجل أن يتغمد الفنان الراحل الحريبي بواسع رحمته متقدما بخالص العزاء لأسرته ولكل محبيه في الكويت والعالم العربي.
يذكر أن الفنان الراحل صالح الحريبي الذي ولد عام 1945 يعتبر حجر الأساس في تاريخ الفن الكويتي حيث اشتهر بأغانيه التراثية التي كانت نقطة تحول كبيرة في تجربته.
ودخل الراحل سماء الأغنية في مرحلة مبكرة وكان في عمر 17 عاما وبدأ يصعد سلم النجاح بثبات خطوة خطوة حتى تربع على القمة وهو أحد المطربين القلائل الذين أجادوا الغناء التراثي العربي على اختلافه.
وحافظ الراحل الحريبي على الأعمال النادرة للتراث الكويتي وكانت لديه خامة صوت جميلة مع القدرة على التلوين وتميز أيضا بسهولة ونعومة في الانتقال بين القرار والجواب مصحوبا بحس شجن وأداء تعبيري عال.
وقدم المقامات العربية والشرقية لكبار الفنانين العرب ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وغنى الطرب العراقي واللبناني كما ظهر الحريبي في بعض الأعمال الفنية مثل مسلسل (درب الزلق) في أغنية على (بلد المحبوب وديني).
وغنى الفنان الراحل المقام العراقي فضلا عن غنائه الكثير من الأغاني المصرية وخصوصا للفنان الراحل كارم محمود مثل (أمانة عليك) و(على شط بحر الهوى) إضافة إلى غنائه للمطرب السوري صباح فخري. كما شارك الراحل في سبعينيات القرن الماضي بالغناء في برنامج المسابقات (سين جيم) حين غنى كثيرا من ألوان الغناء العربي.