
كانت ليلة استثنائية بكل ماتحمله الكلمة من معنى فقد شهدت قاعة الشيخ راشد في المركز التجاري العالمي بدبي أول عودة لفنان العرب محمد عبده بعد غياب ثلاث سنوات بسبب الأزمة الصحية التي ألمت به فقد كان جمهوره الذي سبقه الى الصالة قبل بدء الحفل بساعتين كله عطش لفنه وإبداعه فقد إمتلأت الصاله بجمهور الفنان الكبير قبل دخوله وبعد أن أشارت الساعة للحادية عشرة أطل فنان العرب من على خشبة المسرح فضجت الصالة بالهتاف والتصفيق ووقف جمهوره الوفي والمحب له يصفق لمدة خمس دقائق متواصلة الامر الذي جعل فنان العرب يضع يده على راسه وعقاله.
ثم بدأ الحفل بمسرح زينته حركة أمواج البحر الزرقاء وكأنها عبرت عن الفراق والشوق واللقاء وبدأ أبو نوره وصلته بموال أغنية «مستحيل أنساك» وغناها بشجن ليس له مثيل الأمر الذي أعاد تصفيق الجمهور له مره أخرى وكأنه يقول لجمهور مستحيل أن تبتعد عني قيد شعره فهذا أول مسج له حدث به جمهوره.
وبعدها حاول تهدأت الصالة برمتها فغنى «قسوة» والتي فعلا هدأ بها المكان وبعد أن تأكد أن الجمهور قد هدأ تماما جاء لهم بأغنية «أشوفك كل يوم» وبمجرد دخول مقدمتها الموسيقية تأججت مشاعر الفرح لدى الجمهور فهام وتراقصت الأيادي بها وهنا أريد أن أشير إلى أمر فمحمد عبده كان يغني بشهية مفتوحة وكأن به حالة من العطش الغنائي فقد كانت نفسه للغناء منفتحة جدا لدرجة انه قال كلمة «مفضوح» وكأنه يقول انتم أيضا شهيتكم مفتوحة لي وغنى بعدها «صمتك أجبرني» وبعدها كانت المفاجأة وأعادنا الى حقبة الثمانينات التي تفوق فيها فغنى «خواف» وهي من أفضل روائعه على الإطلاق فتأثر أحد جماهيره في تلك المرحلة بها والذي قال هذا الطرب هذا محمد عبده الذي نعرفه وأتبعها باغنية بنفس تلك الفترة وهي «إنت معاي» فنثر الشوق لأيام خوال جميلة ذهبت والتي أشعل بها أيدي جماهيره تصفيقا وأعاد جمهوره لنقطة الصفر من جديد فأهداهم باغنية «حبيب الحب» وبعدها مالبث أن أصحاهم و كان هناك صفير منقطع النظير عندما غنى «أيوة» وحاول أن يوجه ضربات متتالية ومتواصلة من الرومانسية المستمرة فجاء بـ «لمعازيم» و«ليلة خميس» ليعطي جمهوره فرصة لالتقاط أنفاسه مره أخرى فغنى» الله جابك» وكانت من الإغنيات الجديدة الجميلة جدا وغنى» مجموعة إنسان» و» على البال» وكانت الختام بـ «لنا الله» فكان الجمهور يريد أن يكمل مع فنانهم الذي غاب إلا أن الفجر قد اقترب وأريد أن أشير هنا أن فنان العرب ظهر بصحة جيده وبلياقة غنائية ممتازة جدا مما يؤكد قدرته على إقامة الحفلات وفي أكثر من مكان.