
تقديراً منها للإبداع ووفاءً لأهله ممّن سطّروا إنجازات وصل صداها إلى الآفاق في مجال العلم والمجتمع والإعلام والفن والاقتصاد، كرّمت مؤسّسة الفكر العربي ثلّة من مبدعي الوطن العربي، في حفل تكريمي استضافته «ندوة الثقافة والعلوم»، وذلك في اختتام المؤتمر السنوي «فكر11» الذي عُقد في دبي تحت عنوان: «المواطن والحكومات: رؤية مستقبلية».
حضر حفل التكريم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، وسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هئية دبي للثقافة والعلوم، بالإضافة إلى عدد كبير من المفكرين والمثقفين والإعلاميين والمشاركين في المؤتمر.
سلّم جوائز الإبداع العربي للفائزين، رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الذي شكر في كلمته الحاكم المبدع حاكم إمارة دبي، سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رعايته ومشاركته في افتتاح المؤتمر الحادي عشر لمؤسسة الفكر العربي، وشكر مدينة الابداع دبي على استضافة المؤتمر وكل مَن شارك في انجاح «فكر11». وقدّم سموّه درع مؤسسة الفكر العربي لسمو الشيخ ماجد، الذي قام بدوره بتقديم هدية لصاحب السمو عبارة عن لوحة لإحدى قصائد سمو الأمير.
وتوزّعت الجوائز لهذا العام على خمس فئات هي: جائزة الإبداع العلمي حازها الدكتور محمد غنيم، وجه من أبرز وأشهر جراحي الكلى في مصر والعالم، الذي نبّه العالم إلى كفاءة الطبيب المصري بنجاحه في إجراء أول جراحة نقل كلية في مصر سنة 1976 بأقل الإمكانيات، الدكتور غنيم عبر في كلمته عن شكره مؤسسة الفكر العربي لإختياره بين المبدعين العرب وقال: «ما يميّز هذه الجوائز أن لجان خاصة تقوم باختيار المبدعين بدقة وموضوعية»، وأضاف: «إنه لتقدير عظيم أتمنى أن استحقه».
وتسلّمت جائزة الإبداع الإعلامي مديرة المركز الوطني لفن العرائس في تونس، نيابة عن المركز الذي استحق الجائزة نظراً لمساهمته في خلق مجالات جديدة للعرض وفي بلورة رؤية جمالية متجذرة في آن واحد في التراث التونسي ومتوجهة نحو التجارب العالمية المرموقة. وجاء في كلمة هلا بنت سعد:»انه لفخر كبير لنا أن نتوج من قبل مؤسسة الفكر العربي، عملنا الذي يختتم مسيرة 20 سنة لمركزنا، ونفتخر بكون تكريمكم شمعة مضيئة في مسيرتنا، وأنها ستكون محفّز لنا للمضي قدماً نحو مزيد من التقدم والعمل».
وكانت جائزة الإبداع الاقتصادي من نصيب الدكتور محمد سعيد لوتاه، الرائد في العمل المصرفي الإسلامي في الإمارات، مؤسّس بنك دبي الإسلامي و الشركة العربية الإسلامية للتأمين «اياك» وشركة «س.س. لوتاه للمقاولات»، والذي اهتم بالتعليم العالي فأسس «كلية دبي الطبية للبنات» و«كلية الصيدلة للبنات»، وجامعة «آل لوتاه العالمية» بكلياتها الخمس.
لوتاه توجه إلى حضور الحفل بمعادلة اقتصادية – دينية «هادفة» تلخص علاقة الاقتصاد بالحياة الاجتماعية، وقال: «في الثلاثينات كانت 30 جنيه استرليني تساوي 10 روبيات هندية، وعند تزوج امرأتين كُتب للأولى 30 جنيه استرليني وللثانية 300 روبية هندية، ومرّ الزمن فاحتفلت التي نالت المهر بالاسترليني فيها حزنت صاحبت الروبيات الـ 300».
أما جائزة الإبداع الفني فقد نالها الفنان التشكيلي البحريني عبد الله المحرقي، لكونه علم بارز في عالم الفن التشكيلي ليس في مملكة البحرين فحسب وإنما على المستوى العربي أجمع. المحرقي الذي أبدع بريشته وعلى مدار أكثر من أربعة عقود رسوماً تعد علامات مضيئة في مجال الفن التشكيلي البحريني والعربي المعاصر الذي شكر في كلمته مؤسسة الفكر العربي على استمرارها بالعمل الدؤوب.
الجائزة الخامسة والأخيرة، جائزة الإبداع المجتمعي، منحت هذا العام للجمعية الكويتية للطفولة العربية، كونها حاولت الإضاءة على الجوانب التي لم تتناولها المؤسسات الحكومية أو التعليمية في التربية المعاصرة، وأسهمت فيى تطوير أبحاث علمية جديدة. الجائزة تسلمها رئيس الجمعية فيصل المطوّع،الذي قال «نحن في رحاب مؤسسة الفكر العربي الرائدة والتي نحتاجها في عالم مضطرب، ونحن في جمعيتنا نعتني بالطفل العربي، لكي لا يكون هناك طفل عربي لا يستطيع أن يذهب إلى المدرسة أو لا يستطيع أن يحصل على العلم، فطفلنا بحاجة لهذا العلم والفكر لأنه هو المستقبل».
يشار إلى أن الهيئة الاستشارية لمؤسسة الفكر العربي كانت قررت في اجتماعها المشترك مع لجان تحكيم الجوائز حجب جائزتي الإبداع الأدبي والتقني هذا العام، نظراً لقلة عدد الأعمال المرشحة، كما تقرّر أيضاً حجب جائزة أهم كتاب عربي، للسنة الثانية على التوالي، وللسبب ذاته.