
كشفت الفنّانة السوريّة منى واصف أسباب غيابها عن التكريمات والمهرجانات الفنيّة التي دُعيت إليها، والتي كان آخرها جائزة تايكي «جوردن أوورد»، مشيرة إلى أنّ الأحداث الدامية في سوريا تمنعها من السّفر وحضور التكريمات.
وأكّدت واصف في تصريحات خاصّة لـ «سيدتي نت» أنّها اعتذرت أيضاً عن اللقاءات التلفزيونيّة كافة على الفضائيّات العربيّة، وذلك لرفضها القاطع السّفر إلى خارج سوريا، لأيّ سبب من الأسباب، مشدّدة على أنّها ستبقى في بلادها حتّى اللحظة الأخيرة.
وكانت جائزة «تايكي» قد أعلنت عن تكريمها للفنّانة واصف، باعتبارها قامة فنيّة أغنت مسيرة الفنّ العربيّ، حيث تمّ تخصيص دورة هذا العام لتكريم المرأة العربيّة التي خاضت مجال الفنّ العربيّ متحمّلة جميع الصّعاب.
وفي سياق آخر، تحدّثت واصف عن تجربتها في مسلسل «عمر» الذي عرضته MBC، معتبرة أنّه لو بقي أفق التعامل مع المرأة المسلمة مثلما كان على زمن سيّدنا عمر بن الخطّاب، لكانت وصلت إلى أعلى المراتب، مشيرة إلى أنّ المرأة وصلت في ذلك الزمن إلى مرتبة الوزيرة.
وقالت الفنّانة السوريّة: «حللت كضيفة شرف على مسلسل «عمر»؛ ولكنّ الدور حمل رسالة جميلة جدّاً، فـ «شفاء» كانت امرأة قويّة وشغلت منصب وزيرة التموين في سوق مكّة، وكان عليها مسؤوليّات كبيرة، مؤكّدة أنّ التعامل مع المرأة في صدر الإسلام كانت أفضل بكثير ممّا هي عليه الحال في أيّامنا هذه».
وأضافت واصف: «للأسف باسم الدين أبعدوا المرأة عن مجالات الحياة. وباسم الدين قلّلوا من شأنها، واستهانوا بقيمتها، وذلك بسبب الفهم الخاطئ للأديان السماويّة وعدم تطبيقها بالشكل الصحيح».
من جهة ثانية، أبدت واصف إعجابها الشّديد بالمخرج السوريّ حاتم علي، وأكّدت أنّ لديها ثقة كبيرة به وبكلّ أعماله، مشيرة إلى أنّ مسلسل «عمر» لاقى اهتماماً واسعاً، خاصّة أنّه تُرجم إلى أكثر من لغة، وأنّ الفنّانين المشاركين به كانوا محظوظين جدّاً لما تمتّع به العمل من أهميّة وإنتاج عربيّ ضخم.
أمّا عن الجدل الذي أثير حول مسلسل «عمر»، فكان للفنّانة السوريّة تعليق، قالت فيه: «أعادني العمل 35 عاماً إلى الوراء، حيث ذكّرني الجدل الذي أثير حوله بالجدل الذي أثير حول فيلم «الرسالة» الذي تمّ إنتاجه قبل حوالي 35 عاماً؛ وقتها قامت الدنيا ولم تقعد، حيث عانى مخرجه مصطفى العقّاد كثيراً حتّى تمكّن من إنجازه واضطر إلى أخذ أذونات كثيرة ليستطيع أن يُظهر وجه سيّدنا حمزة على الشاشة، خاصّة أنّه من العشرة المبشّرين بالجنّة.
وأعادت الفنّانة السوريّة التأكيد أنّ الجهل في التعاطي مع المسائل الدينيّة ما يزال قائماً، برغم التطوّر الكبير الذي لحق بالمجتمعات العربيّة منذ 35 عاماً، لافتة إلى أنّ العرب يأخذون دائماً بالشكليّات ويُهملون الهدف بمجرّد أن يمسّ الموضوع الدين، معتبرة أنّ الحديث في السياسة أقلّ خطراً من الحديث بالدين.
ويتناول مسلسل «عمر» قصّة ملحميّة لم يسبق عرضها على شاشات التلفزيون، وهو عن نصّ الدكتور وليد سيف، ومن إخراج المبدع السوريّ حاتم علي. وقد تمّت مراجعة معلومات العمل التاريخيّة على يد لجنة من العلماء المسلمين. وتمّ تصوير هذا الإنتاج التلفزيونيّ الضخم في مناطق مختلفة من المغرب حتّى سوريا، بطاقم فنيّ من 10 دول مختلفة و5 قارات.