
شهدت الندوة النقاشية التي اعقبت عرض مسرحية « محطة 50» لفرقة المسرح الجامعي شبه اجماع على جمالية الرؤية الاخراجية لنصار النصار وتجانس الممثلين وتميز النص الذي الفته تغريد الداود، حيث تحدث في البداية المعقب الرئيسي للندوة د. محمد زعيمه عقدت الاستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قائلا: نص المسرحية يؤكد ان هناك مؤلفة قادرة على تقديم مقنع لواقعها ليس المحلي فقط وانما العربي ايضا، فالشخصيات مثلت شرائح المجتمع المختلفة مع استيعاب التراث وعدم التقليد.
واضاف زعيمه: كما استطاعت المؤلفة ان تتجاوز الطرح العبثي الى اسئلة اخرى من خلال تغلغل في طبيعة الانسان وعلاقته بالسلطة الديكتاتورية، اما المخرج فقد اكد على خطورة «الانتظار» الذي يمثل العديد من الاجيال، لافتا الى ان العرض قابل للتأويل، مثنيا على حيلة النصار في استخدام الغناء المصري واللبناني والاوروبي ما ساعده على تحرير العرض من صفة المحلية، وكانه يتحدث عن هموم الانسان في الوطن العربي، ملمحا في الوقت نفسه الى ان الايقاع كان بطيئا في بعض فترات العرض وان الممثلين يحتاجون الى تدريب على الصوت والحركات اكثر
وختم د. محمد بالقول: المخرج النصار تعامل في هذا العرض بذكاء وكان حريصا ان لا يفقد الصالة فامتع المتلقين سمعي وبصري.
المداخلات
بعد ذلك عقب عدد من الحضور على المسرحية، حيث قال الاستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية هاني النصار انه متابع لفرقة المسرح الجامعي من وقت طول ووجدها ممتعة في «محطة 50»، مشيدا بمجهود نصار النصار في احياء هذه الفرقة. بينما قال مبارك المزعل انه شعر بان النص يقصد الواقع الكويتي وليس العربي. وهذا ما ايده فيه الزميل فالح العنزي والذي قال: النص مباشر وجميعنا فهم ما يرمي اليه وقد ترجمه النصار بصورة جميلة وقدمه مجموعة شباب كانوا متجانسين في الاداء.
ومن جانبه اشار الاعلامي بدر الدلح الى ان فكرة الانتظار و عنوان المسرحية يرمز الى 50 سنة من الانتظار في سبيل الانطلاق الى المستقبل وعدم النكوص للماضي والتطلع للطموح. كما قال الفنان والمخرج الاماراتي محمد العامري انه اعجب النص، قبل ان يضيف: لقد حققت مسرحية « محطة 50» شعار المهرجان من خلال توافق المؤلفة والمخرج، ونقلنا العرض الى رحلات كثيرة في الذاكرة الانسانية، فاستمتعنا برؤية وفكرة مميزتين.
بدورة قالت الكاتبه عواطف البدر انها شعرت ان النص مقتبس وكان المفروض من المؤلفة ان تكتب اعداد وليس تاليف على القصة. بينما قال الزميل عبد المحسن الشمري ان فكرة الانتظار تم تناولها في اعمال مسرحية خليجية لكن تغريد الداود البسته الرداء الكويت، مستددركا: كنت اتمنى منها ان تعمق من بعض الشخصيات ليكون الحوار مختلفا شكلا ومضمونا.
وخالفه الحديث وليد الانصاري والذي علق بالقول: لقد شهد مهرجان الشباب التاسع ولادة مؤلفة واعدة مثل الداود، مثنيا على فريق العمل، مشيرا الى انه نتاج اكاديمية الفنون التي تعمل في الخفاء لامداد الساحة الفنية الكويتية بمواهب متميزة. كما قال المخرج علي العلي ان ما يميز المخرج نصار النصار انه يتجه الى تناول القضايا التي تمس المجتمع في اعماله المسرحية التي تشكل مؤثرا يعالج الكثير من المشكلات، مؤكدا ان المؤلفة قالت وجه نظر الناس فيما يحدث حاليا، مضيفا: المسرحية مليئة بالنقاط المضيئة.
اما الناقد انطوان بار فقال ان العرض اعاد الامل في عودة المسرح الكويتي الى سابق عهده من الق. وهذا ما قاله ايضا الفنان ابراهيم بوطيبان وعثمان الشطي. بينما قال د. ايمن الخشاب ان النص حمل لحظات مهمة ولم يعب الاخراج استخدام الازياء الاوروبية لان المسرح عابر للقارات والامكنة.
الى ذلك اختصر د. مؤيد حمزة تميز العمل في كلمتين هما الاهتمام بالتفاصيل من قبل المخرج والذي تعاون مع الممثلين فاغنى المسرحية برؤية رائعة رغم فقر الديكورن لافتا الى ان النص فيه حبكة درامية قوية ولم يعتمد على السرد والوصف وانما اعتمد على الفعل امام الجمهور عن طريق جوهر الصراع بين الشخصيات في «محطة 50». اما د. طارق جمال فقال: النص جديد في اطروحاته وحمل معاناة الانسان العربي في مجموعة اشخاص اجتمعوا في مكان واحد تنوع فيه الصراع، حيث كل واحد يريد ان يسيطر، فكانت مجموعة رمز جميلة متفرقة وما زاد من الجمالية هو النهاية المفتوحة التي حركت خيال المتلقين، مثنيا على الكوميديا الساخرة التي قدمت في المسرحية.
وفي معرض ردوده على اراء المعقبين قال المخرج نصار النصار: لقد قدمت «محطة 50» بحسب امكانات مادية محدودة للغاية ومسرح يحتاج الى تجهيزات اكبر، لافتا الى انه درس اللبس الذي ارتداه الممثلين، مكملا: الازياء من الماضي وكان بعض الكويتين يلبسونها، مشيرا الى انه لم يقصد بمعاناة الانسان المجتمع الكويتي، مضيفا: الهم في العرض موجود في كل العالم وليس عندنا او في الوطن العربي، معلقا على لغة النص: ليس المهم اللغة لكن المهم ما سيصل الى الناس.
ومن جانبها اكددت المؤلفة تغريد الداود ان المسرحية فكرتها بالكامل ولا تعرف الاعمال التي تناولت «الانتظار»، قائلة: ما يعنيني هو ان العرض نال اعجابكم وكل نقد وجه لي ساستفيد منه، ملمحة الى انها اصرت ان تكون في مهرجان الشباب لكي تقدم شيئا يذكره الناس.