العدد 5154 Thursday 17, April 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
ولي العهد : ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي مجلس الوزراء : ماضون بتنفيذ الإستراتيجية الرقمية الشاملة «التعليم العالي» : نتابع باهتمام أوضاع طلبتنا الملغاة تأشيراتهم بأمريكا المستوطنون يواصلون اقتحام المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الأمير عزى ملك ماليزيا بوفاة رئيس الوزراء الأسبق الكويت ومصر: دعم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية ولي العهد : الكويت ملتزمة بالحوار البناء لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي مجلس الوزراء: ضمان أعلى معايير أمن المعلومات وسرية البيانات في الخدمات الحكومية اليحيا: طعن قيادة العراق في بطلان اتفاقية خور عبدالله «شأن داخلي» حيات لـ الصباح: برامج تنموية مع دول آسيا الوسطى بعد قمة سمرقند 5 مايو المقبل دراسة: محيطات الأرض قد تتحول إلى اللون الأرجواني في المستقبل «الصحة العالمية» تتوصل إلى اتفاق تاريخي لمواجهة الأوبئة تهريب النمل .. أحدث جريمة أمام القضاء كالاس تقر: إسرائيل تجاوزت كل الحدود في غزة الجيش السوداني: سيطرنا على مناطق رئيسية جنوب غربي أم درمان الرئيس الإيراني: نأمل في إبرام اتفاق مع أمريكا وزير "التجارة" يحيل 25 موظفاً بينهم 5 مديرين للتقاعد «الكويتي للتنمية» قدم لمصر 54 قرضا بقيمة 3.6 مليارات للمساهمة في تنمية قطاعات حيوية بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع مؤشرها العام 7.90 نقاط العربي يودع كأس التحدي الآسيوي منتخب الكويت للإسكواش بطلا لمنافسات البطولة العربية الـ29 للشباب والناشئين القادسية يخسر لقب بطولة دوري أبطال الخليج أمام دهوك العراقي الرسام والناصري والشامي والمحمداوي يحيون حفلين غنائيين بأرض المعارض عمار الشريعي العبقري الكفيف الذي قدم للموسيقى العربية روائع الأنغام نجمات السينما في منافسة قوية على إيرادات شباك التذاكر في صيف 2025

كلمة رئيس التحرير

قمة الخير .. في كويت الخير

01/12/2024

كتب :أ. د. بركات عوض الهديبان



ليس من قبيل المبالغة، أن نقول إن مجلس التعاون الخليجي، هو المنظمة الإقليمية الأنجح في المنطقة، والتي أثبتت على مدى أكثر من أربعين عاما، قدرتها على الاستمرار والصمود في مواجهة كل التحديات الإقليمية والعالمية، التي عصفت بالكثير من الدول، ونشرت في بعضها الخراب والدمار، وأفرزت الكثير من الاضطرابات والنزاعات السياسية، والانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، فيما ظلت منظومة «التعاون الخليجي» قوية ومتماسكة، وتزداد مع الأيام قوة وتماسكا وصلابة.
لذلك فإنه عندما يلتقي قادة دول مجلس التعاون وممثلوهم اليوم، في بلدهم الثاني الكويت، فإنهم يجددون العهد لشعوبهم، بأن يواصلوا هذا المسار الذي كفل لهذه الشعوب - من بعد توفيق الله وحفظه – الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، وأتاح لدول المجلس الست مناخا طيبا وصالحا، لتحقيق تنمية اقتصادية، ونهضة شملت كل المجالات التعليمية والصحية والإسكانية وغيرها. وقدمت دول المجلس نموذجا رائدا ورائعا، في استثمار مواردها الطبيعية، وتوظيفها لمصلحة مواطنيها ومجتمعاتها، والنأي بدولها وشعوبها عن المغامرات السياسية التي لا محصلة لها سوى زعزعة استقرار الدول والمنطقة، وضرب أمنها في مقتل.  
وبعد مرور ثلاثة وأربعين عاما على تأسيسه، فإن مجلس التعاون يستحق ذلك الوصف الذي أسبغه عليه  صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، حينما كان سموه وليا للعهد، حيث مثل أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، في القمة الخليجية الثالثة والأربعين التي عقدت بالرياض في ديسمبر من العام 2022، وأكد في كلمته أن المجلس هو «أهم كيان إقليمي استطاع أن يحقق الكثير من المكتسبات، لصالح دوله وشعوبه». ومسيرته الحافلة بالإنجازات الكبيرة-  وبالتعبير السامي أيضا- «ارتقت بهذا الكيان إلى مصاف الاتحادات الإقليمية الأكثر نجاحا وفعالية».
وإذا كنا قد جنينا بحمد الله ثمار نضج مجلس التعاون، فإننا الآن أشد ما نكون حاجة إلى التمسك بهذه المنظومة الخليجية، في ظل ما يحدق بمنطقتنا من مخاطر وتحديات، تتطلب أن نواجهها صفا واحدا، وأن نواصل ما بيننا من تعاون وتنسيق، لأننا بإزاء تحديات كبيرة وجسيمة، ولا يمكن لدولة بمفردها أن تتمكن من مواجهتها وتجاوزها. وهذه التحديات لم تعد مقتصرة على الأساليب القديمة، لمن يكيدون للمنطقة ويتربصون بها الدوائر، فقد دخلت أيضا مخاطر جديدة، لعل أحدثها هو ما يتعلق بمخاطر الأمن السيبراني، والتي تشكل تهديدا ليس فقط للأمن السياسي والعسكري، وإنما أيضا للأمن المالي والاقتصادي والاجتماعي. وكذلك ما استجد من أساليب للغزو الثقافي الخبيث، الذي يستهدف تدمير القيم الدينية والثقافية والحضارية، لدى أجيالنا الناشئة. ومما يُحمد لمنظومة مجلس التعاون، انها قرأت هذه المخاطر مبكرا، وانخرطت في إقامة اتحادات وروابط جماعية لمواجهتها والتعامل معها، بأفضل السبل وأنجعها.
 إن شعوبنا الخليجية تجمع على أن القيادة الحكيمة لدول التعاون، مثلما هي واعية تماما بكل المخاطر التي تواجه المنطقة، فإنها بالقدر نفسه مدركة أيضا لما يحقق أماني شعوبها، وتطلعاتها نحو الأفضل في كل ميدان.
وإذ نبتهل إلى الله، أن يوفق قادة خليجنا إلى الخير، فإننا نستهدي وإياهم بالهدي القرآني العظيم، في قوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، وبقوله سبحانه أيضا: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ».
وفق الله أميرنا وإخوانه الكرام، إلى كل ما فيه خير شعوبنا الخليجية والعربية والإسلامية، وخير الإنسانية جمعاء.