العدد 5191 Friday 30, May 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الكويت واليابان .. شراكة إستراتيجية شاملة الطبطبائي : ضرورة تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين (التربية)والجهات المحلية إسرائيل تتحدى العالم : سنبني 22 مستوطنة جديدة في الضفة سوريا توقع اتفاقاً بـ 7 مليارات دولار مع تحالف شركات لتوليد الكهرباء (شراكة إستراتيجية شاملة) بين الكويت واليابان وزير الكهرباء وقع في الرياض ميثاق انضمام الكويت إلى المنظمة العالمية للمياه الحويلة: الكثير من المخالفات المالية والإدارية في بعض الجمعيات تعود إلى غياب الرقابة علماء اكتشفوا ما قد يكون كوكبا قزما جديدا انهيار جليدي ضخم يدمر قرية سويسرية نهر يجرف طفلاً سعودياً في تركيا والسلطات تُسابق الزمن لإنقاذه مجزرة بالبريج وارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة المبعوث الأمريكي: ترامب سيرفع سوريا من قائمة الإرهاب رئيس بعثة (يونيفيل) يدعو إلى حلّ مستدام وطويل الأمد في جنوب لبنان الكويت تفوز بجائزة الشارقة في المالية العامة (2024 - 2025) (ناقلات النفط): مصنع تعبئة الغاز المسال (أم العيش) يحصل على شهادات بيئية من منظمة (جورد) الخليجية ( المركزي) يطلق الدورة الخامسة من برنامج (قادة الأمن السيبراني) الكويت يحسم لقب الدوري الممتاز لكرة اليد قبل 4 من جولات نهايته (الأزرق) الأولمبي في المجموعة الثانية لتصفيات كأس آسيا (الأولمبية الكويتية) احتفت بـ (أزرق الجمباز الفني) لنتائجه المتميزة في بطولة (غرب آسيا) بالأردن هبة الدري : نعود بمسرحية (رد كاربت ) بعيد الأضحى على مسرح نادي النصر سماح : (اليلوة ) مسرحية رعب بأحداث مشوقه وتقنيات جديدة عودة سلسلة (هاري بوتر) الشهيرة بمسلسل جديد تم اختيار أبطاله من بين 30 ألف طفل

كلمة رئيس التحرير

قمة الخير .. في كويت الخير

01/12/2024

كتب :أ. د. بركات عوض الهديبان



ليس من قبيل المبالغة، أن نقول إن مجلس التعاون الخليجي، هو المنظمة الإقليمية الأنجح في المنطقة، والتي أثبتت على مدى أكثر من أربعين عاما، قدرتها على الاستمرار والصمود في مواجهة كل التحديات الإقليمية والعالمية، التي عصفت بالكثير من الدول، ونشرت في بعضها الخراب والدمار، وأفرزت الكثير من الاضطرابات والنزاعات السياسية، والانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، فيما ظلت منظومة «التعاون الخليجي» قوية ومتماسكة، وتزداد مع الأيام قوة وتماسكا وصلابة.
لذلك فإنه عندما يلتقي قادة دول مجلس التعاون وممثلوهم اليوم، في بلدهم الثاني الكويت، فإنهم يجددون العهد لشعوبهم، بأن يواصلوا هذا المسار الذي كفل لهذه الشعوب - من بعد توفيق الله وحفظه – الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، وأتاح لدول المجلس الست مناخا طيبا وصالحا، لتحقيق تنمية اقتصادية، ونهضة شملت كل المجالات التعليمية والصحية والإسكانية وغيرها. وقدمت دول المجلس نموذجا رائدا ورائعا، في استثمار مواردها الطبيعية، وتوظيفها لمصلحة مواطنيها ومجتمعاتها، والنأي بدولها وشعوبها عن المغامرات السياسية التي لا محصلة لها سوى زعزعة استقرار الدول والمنطقة، وضرب أمنها في مقتل.  
وبعد مرور ثلاثة وأربعين عاما على تأسيسه، فإن مجلس التعاون يستحق ذلك الوصف الذي أسبغه عليه  صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، حينما كان سموه وليا للعهد، حيث مثل أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، في القمة الخليجية الثالثة والأربعين التي عقدت بالرياض في ديسمبر من العام 2022، وأكد في كلمته أن المجلس هو «أهم كيان إقليمي استطاع أن يحقق الكثير من المكتسبات، لصالح دوله وشعوبه». ومسيرته الحافلة بالإنجازات الكبيرة-  وبالتعبير السامي أيضا- «ارتقت بهذا الكيان إلى مصاف الاتحادات الإقليمية الأكثر نجاحا وفعالية».
وإذا كنا قد جنينا بحمد الله ثمار نضج مجلس التعاون، فإننا الآن أشد ما نكون حاجة إلى التمسك بهذه المنظومة الخليجية، في ظل ما يحدق بمنطقتنا من مخاطر وتحديات، تتطلب أن نواجهها صفا واحدا، وأن نواصل ما بيننا من تعاون وتنسيق، لأننا بإزاء تحديات كبيرة وجسيمة، ولا يمكن لدولة بمفردها أن تتمكن من مواجهتها وتجاوزها. وهذه التحديات لم تعد مقتصرة على الأساليب القديمة، لمن يكيدون للمنطقة ويتربصون بها الدوائر، فقد دخلت أيضا مخاطر جديدة، لعل أحدثها هو ما يتعلق بمخاطر الأمن السيبراني، والتي تشكل تهديدا ليس فقط للأمن السياسي والعسكري، وإنما أيضا للأمن المالي والاقتصادي والاجتماعي. وكذلك ما استجد من أساليب للغزو الثقافي الخبيث، الذي يستهدف تدمير القيم الدينية والثقافية والحضارية، لدى أجيالنا الناشئة. ومما يُحمد لمنظومة مجلس التعاون، انها قرأت هذه المخاطر مبكرا، وانخرطت في إقامة اتحادات وروابط جماعية لمواجهتها والتعامل معها، بأفضل السبل وأنجعها.
 إن شعوبنا الخليجية تجمع على أن القيادة الحكيمة لدول التعاون، مثلما هي واعية تماما بكل المخاطر التي تواجه المنطقة، فإنها بالقدر نفسه مدركة أيضا لما يحقق أماني شعوبها، وتطلعاتها نحو الأفضل في كل ميدان.
وإذ نبتهل إلى الله، أن يوفق قادة خليجنا إلى الخير، فإننا نستهدي وإياهم بالهدي القرآني العظيم، في قوله تعالى: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، وبقوله سبحانه أيضا: «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ».
وفق الله أميرنا وإخوانه الكرام، إلى كل ما فيه خير شعوبنا الخليجية والعربية والإسلامية، وخير الإنسانية جمعاء.