العدد 5061 Friday 20, December 2024
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الكويت والصين : تذليل أي صعوبات تواجه ميناء مبارك المشعان : ملف صيانة الطرق يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية المطيري : احتضان الكويت منافسات «خليجي 26» تجسيد لعلاقاتنا الاخوية ونسعى لاستضافة «كأس آسيا 2031» إسرائيل تواصل حملة «التطهير العرقي» في غزة الشرع : علاقتنا بتنظيم «القاعدة» أصبحت من الماضي الكويت تحتفل بالذكرى الأولى لتولي سمو الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم اليحيا : بدأنا بالخطوات الأخيرة مع الصين لتسريع تنفيذ المشاريع بجدول زمني محدد المشعان: بدء الصيانة الجذرية للطرق في منطقة القصر بالجهراء لغز الثقب الأسود.. دراسة تكشف: ليس مدمرا كما كنا نعتقد سراييفو تعاني من سوء جودة الهواء لتصبح المدينة ثالث أكثر مدينة تلوثا في العالم "المحاسبين" : حلول مبتكرة لتطوير مهنة المحاسبة وسط التحولات الرقمية والمتطلبات الجديدة للاستدامة "الوطني" يعرّف طلاب المدرسة البريطانية بأبرز أساليب الاحتيال وسبل تفاديها الجمعية الأمريكية لمحترفي السلامة تحتفي بالفائزين بجوائزها الخليجية 2024 المطيري : استضافة الكويت لمنافسات "خليجي زين 26" تجسيد للعلاقات الأخوية بين الشباب الخليجي والعربي نجوم الأزرق: بدعمكم ومساندتكم جاهزون لتقديم الأفضل والمنافسة «خليجي 26» بطولة «لمّ الشمل» على أرض الكويت محاكمات في سجن حماة لضباط ومقربين من أسماء الأسد مقتل 16 فلسطينيا في غارات للجيش الإسرائيلي على شمال غزة الحوثيون : هجوم إسرائيل لن يثنينا عن الرد ومواصلة دعم غزة عروض مسرحية وورش عمل في مهرجان الرياض الثاني للمسرح علي الدويان: «كبسة وكمونية» أول مسرحية سعودية سودانية في قالب كوميدي اجتماعي فايز السعيد يثق بوصول فريقه إلى النهائيات في «إكس فاكتور»

كلمة رئيس التحرير

الإعلام الكويتي بريء من تُهم شعيب

27/11/2020

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 
   من حيث المبدأ فإن حق كل مواطن كويتي في التعبير عن آرائه بحرية تامة ، هو حق لا ينازعه فيه أحد ، من ناحية لأن الدستور هو الذي قرر هذا الحق ، ومن ناحية أخرى لأن ذلك تكرس وترسخ ، عبر ممارسة امتدت لأكثر من ستين عاما ، هي عمر الحياة البرلمانية في الكويت ، وهي ممارسة شهدت تجلياتها ليس فقط تحت قبة البرلمان ، ولكن أيضا عبر إعلام حر ، لا قيود عليه سوى ما تفرضه المعايير المهنية ، واعتبارات المصلحة العامة العامة للدولة .
في هذا الإطار بدا مستغربا ما صرح به النائب السابق شعيب المويزري ، من أن "هذه الانتخابات سيكون بها عبث كبير" ، وأنه "ممنوع من المقابلات التلفزيونية" . وبالنسبة لحديثه حول تخوفاته من حدوث "عبث في الانتخابات" ، فإنه أمر لا يعنينا ، لأنه يتعلق بجهات حكومية محددة ، وهي المنوط بها الرد على هذا الاتهام إن أرادت . كما أنه يأتي في إطار الحملات الانتخابية التي يتوقع أن تشهد سخونة في أحاديث المرشحين وتصريحاتهم . لكن ما يعنينا بالتأكيد هو حديث الأخ المويزري عن أنه "ممنوع من المقابلات التلفزيونية" . إذ لو صح ذلك لأصبح هذا الاتهام معلقا برقاب جميع المؤسسات الإعلامية ، خصوصا القنوات الفضائية . ومن هنا يأتي ردنا على أخينا الفاضل "أبو ثامر" ، لنقول له إنه قد جانبه الصواب تماما فيما قال . فنحن نشهد في "الصباح" أنه لم تأتِ إلى الجريدة أو القناة منذ تأسيسهما أي توجيهات أو تعليمات ، تحدد لنا من نستضيف أو نحاور ، أو تطلب منا عدم استضافة مسؤول أو نائب أو عضو مجلس بلدي بعينه ، أو غيرهم في أي موقع آخر من مواقع المسؤولية .
وإذا كان هناك تلميح أقرب إلى التصريح ، بأن المنع يأتي من شخصية سياسية كبيرة ، كرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، فإننا نقرر يقينا أن هذا غير صحيح بأي وجه . ولم يحدث أن تلقينا من هذا الرجل ، منذ أن كان نائبا ، أو بعد أن أصبح رئيسا للمجلس ، أي طلب أو توجيه ، بنشر أو بث شيء بعينه ، أو الاعتراض على استضافة أحد من الشخصيات السياسية والنيابية . وفي اعتقادنا أن حديثك هذا يعطي "صك براءة للغانم" ، ويبرئ ساحته تماما من مثل هذا الاتهام الباطل .
وقد اعتدت على إقحامك الغانم في كل صغيرة وكبيرة ، بحيث صارت هذه المسألة "أسطوانة مشروخة" ، ومكشوفة لكل المواطنين ، ولم تعد تنطلي على أحد . بل إنك بذلك أعطيت للغانم شهادة بمصداقيته وبراءته من اتهاماتك ، دون أن تدري . كما أنه من الغريب أنك وسائر النواب تتغنون بحرية الإعلام ، فلماذا الإساءة إليه ومحاولة تشويهه ؟ وهو ما نرفض السكوت عليه ، لأن سكوتنا يعني ببساطة الإقرار باتهاماتك له وإساءتك إليه . كما أنك قد أدنت نفسك بنفسك ، لأنك وجهت تلك الاتهامات عبر الإعلام الكويتي ذاته ، الذي تحاول دمغه بالتحيز وعدم الموضوعية . 
من هذا المنطلق أيضا نقول لك يا أبا ثامر وبكل ثقة ، إن صحيفة الصباح جاهزة تماما لتقول على صفحاتها ما تشاء ، وقناة الصباح أيضا مشرعة أبوابها أمامك على مدى أربع وعشرين ساعة ، لتتحدث من خلال برامجها ، وتوصل ما تريد من رسائل طوال فترة الحملة الانتخابية . أما كلام المنع والحظر فإنه لا يليق بدولة ديمقراطية حرة كالكويت ، وإنما يناسب دولا قمعية تمنع مواطنيها من الكلام ، وتحرمهم حقوقهم السياسية والإنسانية ، ليس فقط في أزمنة الانتخابات ، بل في كل أوقات حياتهم . وخطورة ما تقوله أنه يأتي في فترة استحقاق ديمقراطي كبير ، توسع الدولة خلاله مساحة الحرية ، وترفع سقفها إلى أقصى مدى . وحين يدعي أحد المرشحين أنه ممنوع من الحديث في الإعلام فإنه يسيء إساءة كبيرة إلى إعلام بلده ، ويصوره بأنه إعلام فاسد ومقموع ويدار بـ "الريموت كنترول" ، وهو ما يشهد الجميع في الداخل والخارج ، بعدم صحته ، ومخالفته التامة للحقيقة والواقع .
وإنصافا للإعلام كذلك فإنه لزاما علينا أن نُذكّر بأن تلفزيون الكويت الرسمي نفسه ، يفتح برنامجه الخاص بالانتخابات ، أمام جميع المرشحين ، ويمنحهم وقتا موحدا متساويا ، ليقدموا من خلاله أنفسهم لناخبيهم ، ويطرحوا رؤاهم وتصوراتهم وبرامجهم الانتخابية ، في واحد من أشكال العدالة والمساواة ، ربما لا يكون متوافرا مثله ، حتى في دول أعرق منا ديمقراطية .
أخيرا فإننا نعيد التأكيد على أن الأمر ليس دفاعا عن شخصية سياسية بعينها ، فالسياسيون أقدر على الدفاع عن أنفسهم ، وإيصال رسالتهم ، كما أنه ليس دفاعا عن جريدة أو تلفزيون "الصباح" ، وأنما هو دفاع عن الإعلام الكويتي المعروف بريادته الخليجية والعربية ، والذي يحق لنا جميعا أن نفخر به ، ونعتز بالدور الكبير والمهم الذي يؤديه ، خدمة لوطنه ولأمته ، وللإنسانية كلها .