العدد 5192 Sunday 01, June 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير يستقبل الشرع اليوم ويجري معه مباحثات رسمية سفراء لـ الصباح : ولي العهد .. خبرة وحكمة سياسية وقمة بالتواضع غزة تعاني القتل والجوع.. والتعنت الصهيوني الحويلة : تعزيز مستوى الامتثال الرقابي والمالي وترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية دخول جسم فضائي للغلاف الجوي مروراً بسماء الجزائر (الصحة العالمية) تدعو لحظر سريع لمنتجات التبغ المنكهة نمر يهاجم سائحا حاول التقاط صورة (سيلفي) معه الأمير هنأ رئيس كرواتيا بمناسبة ذكرى يوم الدولة لبلاده ولي العهد : تقديم صورة مشرفة تليق بمكانة الكويت إقليميا ودوليا سفراء لـ الصباح : سمو ولي العهد .. خبرة وحكمة وحنكة سياسية وقمة في التواضع سفير الصين: نرفع الشكر لمقام سمو الأمير للاهتمام البالغ بتطوير العلاقات بين البلدين (الشال) : من المتوقع أن تسجل الموازنة العامة للسنة المالية الحالية عجزاً قيمته 6.709 مليارات دينار (الصندوق الكويتي) يوقع مذكرة تفاهم مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (التجاري) يحتفل بـ ( شهر التوعية الدولية بالتدقيق الداخلي ) لرفع مستوى الوعي بالمهنة (الأزرق ) يبدأ تحضيراته لمباراتي فلسطين وكوريا الجنوبية العربي يتأهل لمواجهة الكويت في نهائي كأس الأمير كاظمة بطلاً لدوري كرة قدم الصالات للمرة الرابعة في تاريخه العالم يسابق الزمن للجم الكيان الصهيوني ووقف إبادة غزة وزير الخارجية السعودي: سنستمر في دعم (سوريا الجديدة) مصر والجزائر وتونس: نرفض كل أشكال التدخل الخارجي في ليبيا (روح الكويت) سيمفونيات تراثية أعادت عبق الماضي الجميل وحلقت به نحو العالمية غدير السبتي تستعد لـ مسرحية (غسيل ممنوع من النشر) في عيد الأضحى ناصر القصبي يعود إلى الدراما بمسلسل «فبراير الأسود ) حول شبكة إجرامية دولية

كلمة رئيس التحرير

ما جرى درسٌ لنا .. وللفرنسيين أيضاً

02/11/2020

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 على الرغم من كل السلبيات التي رافقت موضوع إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في فرنسا ، وكذلك تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، التي زعم فيها أن «الإسلام في أزمة» ، فإن الأمر لم يخلُ من إيجابيات ، كشف عنها حديث الرئيس ماكرون نفسه الذي أدلى به أخيرا لقناة «الجزيرة» الفضائية ، حيث قدم اعتذارا ، وإن كان بشكل غير مباشر ، لكنه أقرب إلى التصريح، منه إلى التلميح ، عن كل ما جرى خلال الفترة الماضية ، وأكد أنه «يتفهم مشاعر المسلمين إزاء تلك الرسوم»، نافيا تماما أنه يدعمها أو يؤيدها . كما أنه أبدى رغبة واضحة في مد جسور التعاون بين بلاده والدول العربية والإسلامية، وأيضا التعاون مع المسلمين المقيمين في فرنسا ، من أجل تجاوزالأزمات والمشكلات التي تواجههم, والحق أن ما جاء على لسان الرئيس ماكرون ، يعد انتصارا واضحا لنضال المسلمين السلمي ، وإنصافا لغضبتهم لنبيهم ، التي جرى التعبير عنها عبر وسائل مدنية سلمية، ومن خلال أساليب متحضرة راقية ، كمقاطعة المنتجات الفرنسية ، وبعيدا عن اللجوء إلى أي نوع من العنف ، الذي أدنّاه منذ البداية ، ولا نزال ندينه ونشجبه بكل قوة ، لأنه فضلا عن كونه يخالف تعاليم ديننا الحنيف ، الذي نهى نهيا قاطعا عن إيذاء أي إنسان ، وعصم دماء جميع البشر ، وجعل قتل نفس واحدة بمنزلة قتل الناس جميعا ، في الجرم والإثم ، فإن هذا العنف أيضا يضيع حقوق المسلمين ، ويشوه صورتهم، ويحولهم من «مجني عليهم» إلى «جناة» .
وعندما يقول الرئيس ماكرون في الحديث ذاته ، إن فرنسا بلد حريص على حرية المعتقد ، وإن هدفه أن يكون لكل مواطن في بلاده أيا كان دينه ، نفس الحقوق السياسية والمدنية، وصولا إلى مجتمع يتعايش مع كل الديانات التي تعيش فيه. وعندما يؤكد أيضا أن بلده ليس لديه مشكلة مع أي ديانة في العالم ، لأن كل الديانات تمارس بحرية في فرنسا، فإن ذلك مكسب كبير ، يمكننا البناء عليه وتطويره . وهنا يأتي دور مؤسساتنا الإسلامية بالتنسيق مع الجمعيات والروابط الإسلامية في فرنسا ، وغيرها من الدول الأوروبية ، من أجل استئناف الحوار الهادف إلى وضع تشريعات ، تضمن الاحترام الكامل لكل الأديان ، وتجريم الإساءة إليها ، وكذلك تعزيز دمج مسلمي أوروبا في المجتمعات التي يقيمون بها ، مع حفاظهم في الوقت نفسه على قيمهم ومبادئهم النابعة من دينهم وشريعتهم .
وكما ذكرنا في افتتاحيات سابقة ، فإن دفاعنا عن ديننا ونبينا – صلى الله عليه وسلم – لا يعني بأي وجه ، أننا نقر المساس بأي إنسان على وجه البسيطة ، بل على العكس من ذلك ، فان شريعتنا الغراء ذاتها تلزمنا ليس فقط بعدم إيذاء الناس ، بل أيضا بحمايتهم من أي أذى ، والتصدي لمن يحاول الإضرار بهم . كيف لا والإسلام العظيم يأمرنا بأن نجادل الناس «بالتي هي أحسن» ، ويخص أهل الكتاب في هذا الشأن بقوله سبحانه «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، ويوجهنا كذلك بقوله تعالى «وقولوا للناس حسنا» .
إننا نتمنى أن يكون فيما حدث درس مهم لنا وللفرنسيين أيضا .. بالنسبة لنا يقول هذا الدرس إن المسلم القوي ليس هو المسلم العنيف ، بل هو من يدافع عن دينه ونبيه وشريعته، بكل ما يملك من قوة ، من دون أن يتورط في أي عنف أو إضرار بالآخرين ، وأن المسلمين يملكون من وسائل القوة ما لو استثمروه جيدا ، لاستطاعوا تحقيق الكثير من الإنجازات والمكاسب ، على كل الأصعدة . والدرس المهم للفرنسيين أن استعداء أصحاب أي دين من الأديان ، هو مصدر لكثير من الشرور ، وأن الأصل أن يكون بين الأديان والثقافات ، أكبر قدر ممكن من التفاهم والتواصل والتعايش. وهذا ما ينبغي أن نسعى جميعا إليه ، ونعمل من أجله ، من أجل خير البشرية كلها .