العدد 5069 Monday 30, December 2024
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
اليوسف : مسؤولية حفظ النظام يسهر عليها رجال الأمن بروح التفاني وإعلاء قيمة البذل اليحيا يزور سوريا خلال ساعات ويلتقي الشرع الجلال : فتح مكاتب مساندة للمكاتب الثقافية الخارجية الأزرق جاهز لمقابلة البحرين غداً الفصام : دور إيجابي كبير للشركات الأمريكية في دعم الاقتصاد الكويتي الأمير استقبل ولي العهد ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للقضاء والنائب الأول ولي العهد استقبل العبدالله وبورسلي وزير الخارجية استقبل عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي الجلال : خطة إستراتيجية شاملة لتطوير قطاع الابتعاث الخارجي الطقس السيئ يتسبب في إلغاء رحلات بأمريكا والبيرو تغلق 91 ميناء جيفري هينتون: الذكاء الاصطناعي قد يقضي على الجنس البشري خلال العقد المقبل نهائي «خليجي زين 26» 4 يناير «اتحاد القدم»: تأجيل فتح بيع تذاكر المباريات المتبقية إلى اليوم الإعلام الخليجي يشيد بنجاح «خليجي زين 26» الفصام تبحث مع السفيرة الأمريكية تعزيز التعاون المالي والتجاري بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع مؤشرها العام 14.41 نقطة "برقان" يعزّز ر يادته في المسؤولية الاجتماعية بدعم شامل للمجتمع الكويتي وفاة رضيع تجمداً في غزة.. وقصف المستشفيات مستمر بلينكن لنظيره التركي: ندعم عملية سياسية يقودها السوريون وحدهم اشتباكات عنيفة بين «قسد» وفصائل موالية لتركيا.. و120 قتيلاً «الفاشينستا» يفتح ملف وسائل التواصل وتناقضاتها في منطقة الخليج هدى حسين خارج السباق الرمضاني وتستعد لمسرحية في عيد الفطر «مرضي ودحام 2» حلقات منفصلة متصلة تناقش 30 قضية خلال رمضان

كلمة رئيس التحرير

لـــبــيـــك يـــــا رســـــــول الله

25/10/2020

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 
 في البدء فإننا – نحن المسلمين – مطمئنون تماما إلى وعد الله لنبيه صلي الله عليه وسلم ، حيا وميتا ، والذي سجله القرآن الكريم ، وصار مطبوعا في قلوبنا وعقولنا ، لا يمحى منها أبدا ، ونعني به قوله سبحانه لنبيه المصطفى : «وأعرض عن المشركين . إنا كفيناك المستهزئين» .
ومن ثم فإن أية إساءة لرسولنا ، لن تنقص من مكانته وقدره عند الله ، وعند أتباعه ، وعند المنصفين من كل الأديان والأعراق، وإنما ترتد على صاحبها وتنتقص منه ، وتكشف قبحه وفجاجته وعنصريته . وهذا بالضبط ما حدث عندما تطاول  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ديننا الإسلامي ، وزعم أنه في أزمة ، وبدا مشجعا على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي، بدعوى تشجيع الحريات ، وهو ما أشاع مناخا من التعصب ، وأدى إلى أن يتجرأ مدرس فرنسي بعرض تلك الرسوم القبيحة، أمام طلبته الذين يدرس لهم ، وما ترتب عليه بعد ذلك من إقدام شاب شيشاني مسلم على قتل ذلك المدرس .
وإننا إذ نؤكد أننا لا نؤيد القتل أبدا ، وندعو لإعمال القانون ، ومواجهة المسيئين عبر الوسائل العقلانية ، وإقامة حوار متصل بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات ، من أجل الوصول إلى كلمة سواء ، فإننا ننبّه في الوقت نفسه ، إلى أن الذي مهد لوقوع جريمة القتل ، هو ذلك المناخ المشحون والمتشنج ، الذي أشاعته تصريحات مستهترة ، تولى كِبْرَها رئيس دولة يفترض به أن يكون أكثر حصافة وحكمة ، وأن يتحلى بالدبلوماسية واللياقة في التعامل مع قضايا حساسة ودقيقة من هذا النوع، خصوصا وأنه يعلم أن بلاده تضم ما لا يقل عن سبعة ملايين مسلم ، وينبغي الحفاظ على مشاعرهم ، وحمايتها من الإيذاء ، واحترام معتقداتهم ورموزهم الدينية .
والحق أن المقارنة تفرض نفسها ، وتجعلنا نستعيد موقف زعيمة تستحق الاحترام والتقدير ، وهي رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن ، التي سجلت موقفا عظيما وراقيا ، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلادها خلال شهر مارس من العام  2019 ، وراح ضحيته 50 شخصا من المسلمين ، قتلهم شخص متعصب لتفوق العرق الأبيض ، أثناء أدائهم صلاة الجمعة بأحد المساجد ، فقد كان موقف تلك السيدة رائعا ، واستحقت معه احترام الأمة الإسلامية والعالم كله ، حين حشدت دولتها بكل مؤسساتها وشعبها بالكامل ، لإدانة تلك الجريمة النكراء ، والتأكيد على رفض بلادها للتعصب والعنصرية وإثارة الأحقاد والضغائن بين الشعوب المختلفة .
وكما أكد الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي، وسائر مؤسساتنا الإسلامية ، فإن «إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كالانفصالية والانعزالية، هو خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان ، من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض ، وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة» ، ولفتها الأنظار إلى أنّ حديث ماكرون «يدعم خطاب الكراهية،  ويأخذ العالم في اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم ، إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه ويقضي على التفرقة والعنصرية».
من هنا فإننا ندعو فرنسا ورئيسها إلى إجراء مراجعة شاملة لسياساتها ، وإلى إدراك أن المسلمين قد يكونون على استعداد لتقديم تنازلات في أشياء عديدة ، لكن ما لا يمكنهم قبول التنازل أو التفريط فيه ، هو حبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم ، وافتداؤه بكل غال ونفيس ، ورفضهم المساس به أو الإساءة إليه. وذلك لأنهم مأمورون شرعا بحب الرسول وتوقيره ، وإنزاله المنزلة التي أرادها له الله .. وهم يأتمرون بأمر ربهم سبحانه وتعالى، القائل في كتابه الكريم : « قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، وقوله تعالى : «قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ» .
أخيرا نتمنى أن تكون قد وصلت الرسالة .