د. بركات عوض الهديبان
على الرغم من كل الآلام التي تعتصر قلوبنا، حزنا وأسى على فراقك ، يا صباح الخير والحكمة والإنسانية ، فإن ما يعزي النفس أن إرادة الله سبحانه ، شاءت ألا تغيب عن دنيانا، إلا وقد أرسيت في بلدك الحبيب الكويت ، ركائز شامخة للمحبة والتآلف والتكاتف ، وجعلت بأقوالك وأفعالك من الوحدة الوطنية، بين أبناء شعبنا ، منهج حياة ، وليس مجرد كلمات تقال . ولا يمكن لأحد أن ينسى أبدا موقفك العظيم ، يوم التفجير المروع الذي وقع في مسجد الصادق ، قبل عدة سنوات ، وذهابك إلى موقع المسجد عقب دقائق قليلة من الحادث، وإصرارك على الدخول إلى المسجد ، لترى بنفسك ما جرى ، رغم تحذير مرافقيك بخطورة الوضع ، وكلمتك التي ذهبت مثلا يُحكى على الألسنة ، حين قلت «هذولا عيالي».
شعبك يا أمير المحبة والسلام ، لن ينسى لك أيضا ، نضالك الطويل من أجل خير الكويت وتنميتها . لن ينسى لك تلك النقلة الهائلة التي أحدثتها في المشاريع التنموية ، والخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية .. والأهم من ذلك كله أنك حافظت على أمن هذا البلد واستقراره ، وسط كل العواصف والأنواء التي اقتلعت دولا من حولنا ، وأطاحت بأمنها واستقرارها . واستطعت بسياستك الحكيمة ، ودبلوماسيتك الرائدة ، ان تجعل الكويت قبلة لأمن وسلام المنطقة كلها .
تماماً كما لن تنسى أمتك العربية وأمتك الإسلامية ، ما قدمت لهما من عطاء ، وحرصك الدائم على تأليف القلوب وجمع الكلمة ، وستظل شعوب دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص ، تذكر لك أنك وأنت في التسعين من عمرك ، كنت تركض من عاصمة إلى أخرى، كأنك في العشرين أو الثلاثين ، سعيا لإزالة شقة الخلاف ، وإعادة اللحمة إلى البيت الخليجي.
وستذكرك الإنسانية كلها ، وتذكر يدك الممدودة بالخير والعطاء الوفير ، إلى كل أنحاء العالم.
عزاؤنا الوحيد ، انك تركت وراءك شعبا يحبك، ويحب الكويت ، وقائدا كان لك سندا وعضدا، ويقيننا أنه سيسير على نهجك ، ويكمل مسيرتك ، مسيرة الخير والمحبة والسلام ، للكويت وللإنسانية كلها .