العدد 5098 Wednesday 05, February 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
عبد الله السالم أدى اليمين أمام الأمير وزيراً للدفاع العبد الله : تنفيذ التوجيهات السامية بتعزيز دور الاستثمار الأجنبي الكويت وعُمان : تعزيز التعاون في الجوانب العسكرية والأمنية بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 8 في عملية بطولية بالضفة الشرع بحث مع أردوغان إنشاء قاعدتين تركيتين في سوريا وتدريب الجيش الجديد وزير الدفاع الجديد أدى اليمين الدستورية أمام صاحب السمو سلطان عمان بحث مع النائب الأول التعاون المشترك السفيرة الكندية لـ الصباح: التعاون مع الكويت يتطور يوما بعد يوم فرار المئات من «جزيرة إنستغرام» بسبب الزلازل علماء بريطانيون يراقبون «الكريل القطبي الجنوبي» من الفضاء أوغندا تبدأ تجربة سريرية للتطعيم ضد الإيبولا الرومي : الكويت ملتزمة بمواصلة تعاونها الوثيق مع شركائها في "أوبك بلس" لتحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز التنمية المستدامة «KIB» وقّع اتفاقية تعاون مع اتحاد الجمعيات التعاونية لدعم الكوادر الوطنية خليفة العجيل : مهرجان "فخر الصناعات الوطنية الثاني" منصة مهمة للترويج لمنتجاتنا والتعريف بجودتها «أزرق الكيرلينغ» يتغلب على منغوليا بـ «هاربين 2025» في أول مشاركة دولية «قدامى الأزرق» يستعدون لـ «أساطير الخليج» منتخب الكويت للكيوكوشن كاراتيه يحصد كأسين في بطولة أمريكا للأوزان تركيا تؤكد : نقف مع مصر لمقاومة تهجير الفلسطينيين الشرع : معركة إسقاط نظام الأسد كانت نتيجة تخطيط استمر 5 سنوات البرهان : اقتربنا من النصر الكامل في كل تخوم الخرطوم سعد العلي : الكويت رائدة إعلاميا واستحقت لقب عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025 السعودي مشعل تامر يستعد لإطلاق البومه الغنائي باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية عبد المحسن النمر: «عابر سبيل » دراما نوعية مختلفة

كلمة رئيس التحرير

الغانم .. الأمين على النهج السامي

19/1/2020

 
 
د. بركات عوض الهديبان
 
 
  من المؤكد أن مناقشة اي اتفاقية دولية توقع عليها الحكومة ، هي أحد الحقوق البديهية التي يعطيها الدستور الكويتي لمجلس الأمة ، كما أن الدستور نفسه والديمقراطية التي تتمتع بها بلادنا ،  يتيحان هذا الحق لوسائل الإعلام وللمواطنين عموما ، فنحن دولة دستور وقانون، لا تعرف شيئا اسمه القهر أو القمع ، وتعلي كثيرا من شأن حرية التعبير. ولعل ذلك هو سر قوة الشعب الكويتي ومصدر حيويته .
وهذا بالضبط ما حدث عقب الإعلان عن توقيع  اتفاقية «المنطقة المقسومة» بين الكويت والمملكة العربية السعودية ، حيث ثار نقاش موسع حولها ، ليس فقط على الصعيد البرلماني ، بل أيضا عبر الندوات والمحاضرات والديوانيات ، وكذلك من خلال المقالات الصحفية ، ووسائل التواصل الاجتماعي . ونحن لا نرى بأسا في ذلك كله ، بشرط أن تكون هناك ضوابط ومعايير تحكم هذا النقاش ، حتى يكون مفيدا وذا قيمة ، ولا يتحول إلى مجرد تلاسن وتكهنات وسرد معلومات لا تمت للحقيقة بصلة.
وعلى الرغم من أن الحكومة أكدت أن الاتفاقية لا تتضمن أي بنود سرية ، كما أنها لا ترسم حدودا جديدة ، وإنما جاءت ترسيخا لما هو منصوص عليه وقائم سابقا ، فإن ذلك لم يحل دون وجود اجتهادات خاطئة ، لا تستند إلى أي حقائق ، والأخطر من ذلك أنها تسيء إلى تاريخ مجيد وعريق من العلاقات الوثيقة بين الكويت والسعودية وشعبيهما الشقيقين . وضمن ما ردده البعض في هذا الاتجاه حديث عن الدور الذي قام به رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، في الوصول إلى الاتفاق الخاص بالمنطقة المقسومة ، وما إذا كان هذا الدور مطلوبا منه كرئيس للسلطة التشريعية أم لا . وفي اعتقادنا أن أي نظرة منصفة لما جرى تؤكد أن الرئيس الغانم قد أدى لوطنه وشعبه ما لم يستطع غيره أن يؤديه أو يقوم حتى بجزء منه . وهو حين مارس هذا الدور كان يستظل بالخيمة الدبلوماسية لصاحب السمو أمير البلاد ، ويستند إلى ذخيرة عظيمة من الخبرة والحكمة والدبلوماسية لسموه، وينطلق في كل تحركاته بتوجيهات من سمو الأمير ، ومباركة لكل ما يقوم به .
ولم يكن الغانم في كل ما أداه من دور بعيدا كذلك عن نبض الشارع الكويتي ، والذي نوقن بأن أي استطلاع أمين للرأي في هذا الشأن ، سيثبت أن غالبية الشعب الكويتي تؤيد رئيس المجلس تأييدا كبيرا ، فيما قام به ، بل وتثق أن هذا الدور سيسجل له بأحرف من نور في تاريخ الكويت ، وفي تاريخ العلاقات بين الكويت والمملكة بوجه خاص ، وهذا ما لمسناه بوضوح من خلال عدد كبير من الديوانيات الكويتية التي زرناها ، خلال الأيام الماضية ، وتأكيد المواطنين على أن الرئيس الغانم قد أسهم بنصيب وافر في معالجة تلك المشكلة ، وإزالة أي سوء فهم قد يقع بيننا وبين أشقائنا في المملكة . 
وعلينا أن نعترف أن توقف الإنتاج النفطي من المنطقة المقسومة لعدة سنوات ، قد شكل هاجسا للجانبين ، ليس فقط لما يشكله ذلك من إهدار لثروة مشتركة ينبغي أن يستفيد منها البلدان والشعبان ، وإنما أيضا لأنه يأتي على النقيض من مسار الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين ، والتي تزداد كل يوم متانة ورسوخا . ولعل كلمات الغانم خلال الجلسة الخاصة لمجلس الأمة التي استمع فيها النواب إلى شرح من الحكومة حول اتفاقية المنطقة المقسومة، قد عبرت عن ذلك خير تعبير ، خصوصا حين أكد أن سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال عن الخط الحدودي "إنه مجرد خط شماله الكويت وجنوبه السعودية، ليش نعقد الامور؟" ، وقوله أيضا : "عندما حاولنا أن ننوه بدور المملكة تجاه الكويت أثناء الغزو العراقي ، قال الأمير محمد : "لا تلمح بأي شيء.. إذا احنا وقفنا مع الكويت أيام الغزو ، فالملك عبد العزيز طلع من الكويت عشان تصير السعودية اللي تشوفونها الحين".
من هذا المنطلق فإننا – ومعنا كل المنصفين – نرى أن التحرك الذي قام به الرئيس الغانم ، "يرفع الرأس" ، ويمثل أقصى درجات الوعي بأهمية منصبه ، وبكونه ممثلا للشعب الكويتي، يسعى من أجل تحقيق مصالحه وأهدافه ، في إطار من احترام الدستور والقانون ، ولكن بفهم ذكي وحصيف ، يتيح له من المرونة وحرية الحركة ، ما يجعله قادرا على الإنجاز والوصول إلى الهدف من أقرب طريق . 
يبقى أننا كل يوم نزداد إعجابا بمدرسة سمو الشيخ صباح الأحمد الدبلوماسية ، وندرك معها أن اختيار الرئيس الغانم لقيادة مهمة حسم اتفاقية المنطقة المقسومة ، لم يأت من فراغ، ففضلا عن كونه أحد أنجب تلاميذ هذه المدرسة ، فإنه أيضا يحظى بتقدير كبير جدا لدى القيادة السعودية ، نظرا لسجله الحافل بالمواقف الرائعة والتاريخية ، المناصرة لسياسة المملكة ، والمدافعة عن توجهاتها في المحافل البرلمانية الدولية.
إننا أمام إنجاز تاريخي كبير ، يشهد لمدرسة صاحب السمو الأمير الدبلوماسية ، كما يشهد لرئيس برلمان كويتي قدير ، آل على نفسه أن يخدم مصالح بلده وشعبه ، ويبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق هذا الهدف ، مهما كلفه ذلك من مشاق ومتاعب ، يسانده كل أبناء الشعب الكويتي المخلصين ، والعاشقين لتراب هذا الوطن، مستهديا بقول الله تعالى «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» .