العدد 5192 Sunday 01, June 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير يستقبل الشرع اليوم ويجري معه مباحثات رسمية سفراء لـ الصباح : ولي العهد .. خبرة وحكمة سياسية وقمة بالتواضع غزة تعاني القتل والجوع.. والتعنت الصهيوني الحويلة : تعزيز مستوى الامتثال الرقابي والمالي وترسيخ مبادئ الحوكمة والشفافية دخول جسم فضائي للغلاف الجوي مروراً بسماء الجزائر (الصحة العالمية) تدعو لحظر سريع لمنتجات التبغ المنكهة نمر يهاجم سائحا حاول التقاط صورة (سيلفي) معه الأمير هنأ رئيس كرواتيا بمناسبة ذكرى يوم الدولة لبلاده ولي العهد : تقديم صورة مشرفة تليق بمكانة الكويت إقليميا ودوليا سفراء لـ الصباح : سمو ولي العهد .. خبرة وحكمة وحنكة سياسية وقمة في التواضع سفير الصين: نرفع الشكر لمقام سمو الأمير للاهتمام البالغ بتطوير العلاقات بين البلدين (الشال) : من المتوقع أن تسجل الموازنة العامة للسنة المالية الحالية عجزاً قيمته 6.709 مليارات دينار (الصندوق الكويتي) يوقع مذكرة تفاهم مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (التجاري) يحتفل بـ ( شهر التوعية الدولية بالتدقيق الداخلي ) لرفع مستوى الوعي بالمهنة (الأزرق ) يبدأ تحضيراته لمباراتي فلسطين وكوريا الجنوبية العربي يتأهل لمواجهة الكويت في نهائي كأس الأمير كاظمة بطلاً لدوري كرة قدم الصالات للمرة الرابعة في تاريخه العالم يسابق الزمن للجم الكيان الصهيوني ووقف إبادة غزة وزير الخارجية السعودي: سنستمر في دعم (سوريا الجديدة) مصر والجزائر وتونس: نرفض كل أشكال التدخل الخارجي في ليبيا (روح الكويت) سيمفونيات تراثية أعادت عبق الماضي الجميل وحلقت به نحو العالمية غدير السبتي تستعد لـ مسرحية (غسيل ممنوع من النشر) في عيد الأضحى ناصر القصبي يعود إلى الدراما بمسلسل «فبراير الأسود ) حول شبكة إجرامية دولية

كلمة رئيس التحرير

أمير الخير والمحبة والسلام

30/12/2019

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 ونحن نودع العام  2019 ، يجدر بنا أن نتوقف عند محطات مهمة وبارزة فيه ، لنرى من خلالها بوضوح ملامح من الدور الوطني والعربي والإسلامي والإنساني ، الذي يقوم به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، والذي يزكيه بجدارة لأن يكون «شخصية العام» ، ويجعله أحق بالفعل بالتقدير العالمي والأممي الكبير الذي ناله سموه ، والذي مازلنا نطمح إلى المزيد منه ، ونرى استحقاق سموه لجائزة «نوبل للسلام» ، على سبيل المثال ، أمرا لا يكاد يختلف عليه اثنان ، ولا ينازع فيه أحد ، ونتمنى أن تأخذ مبادرة ترشيح سموه لها ، جهة أكاديمية كويتية أو عربية ، لأن ما يقوم به سموه يستحق أن يتوج بهذه الجائزة ، بل إن نيله إياها هو تشريف لها وإعلاء لمكانتها .
والمتأمل لما يجري في منطقتنا ، يدرك بوضوح أنه لولا حكمة صاحب السمو الأمير ، وجهوده الدبلوماسية الرائعة والموفقة ، لسمعنا قعقعة السلاح في هذه المنطقة الخليجية ، ولنال دولها - معاذ الله – من الخراب والدمار ، ما نال غيرها من المناطق ، ولما استطاع أحد بعدها أن يلجم زمام الحروب والفتن والصراعات ، التي أطلت بقرونها بالفعل غير مرة ، لكن سموه كان حاضرا في كل مرة ، يمد يده بالخير، ويسعى سعيه الذي يفيض بالسلام والإنسانية ، ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح ، وليقمع نزعات السوء والشر ، ويعلي قيم الصلاح والخير . ولأن الله سبحانه يعلم صدق نيته ، وصلاح مقصده ، فقد كان سبحانه يكتب له التوفيق والسداد ، ويفتح به أبوابا للخير ، ويغلق به أبوابا للشر .
وحين تغرب شمس اليوم الأخير من هذا العام غدا الثلاثاء ، فإننا نستعيد أياما وأوقاتا رأينا فيها الأزمة الخليجية وقد استحكمت واستغلقت ، وظن الجميع أن الأمور ستمضي إلى الأسوأ ، لكن مساعي صاحب السمو الأمير حققت نجاحات باهرة ، على أكثر من صعيد ، فقد تمكن سموه من إقناع جميع دول مجلس التعاون بالمشاركة في بطولة «خليجي 24» التي استضافتها دولة قطر .. وكانت البطولة فرصة لتلاقي الرياضيين والجماهير من كل  الدول الشقيقة ، ليدرك الجميع معنى أننا إخوة متحابون مترابطون ، وأن ما يجمع بيننا أكثر مما يفرقنا .
ثم كان النجاح الأكبر والأهم عندما أسهمت مساعي الكويت الدبلوماسية ، بقيادة صاحب السمو ، في لم الشمل الخليجي مجددا ، عبر مشاركة كل دول مجلس التعاون في القمة الخليجية التي احتضنتها المملكة العربية السعودية ، في العاشر من الشهر الجاري. وأكد سموه خلال هذه القمة أن المنطقة «تتعرض لتصعيد خطير يهدد أمنها واستقرارها ، مما يتطلب التهدئة وتغليب الحكمة ، وتعزيز خيار الحوار ، حتى لا تدخل الى مصير مجهول» .
يتوازى مع هذا النجاح العريض ، الدور المشرف والعظيم الذي يقوم به سمو أمير البلاد ، تجاه القضايا الأخرى بالمنطقة . ولا يخفى على أحد جهوده الكبيرة للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق  والمؤتمرات العديدة التي استضافتها الكويت ، أو شاركت في رعايتها وترؤسها بدول أخرى ، وخصصت للمانحين للشعب السوري ، والتي تمكنت من جمع المليارات من الدولارات ، لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين . كما يعرف الجميع أيضا ما تبذله الكويت من أجل إنهاء الأزمة اليمنية ، وقيامها بجمع الفرقاء اليمنيين أكثر من مرة ، لإجراء مفاوضات في الكويت ، وإبداءها استعدادها الدائم لاستضافة المحادثات النهائية التي يؤمل أن تفضي إلى حل شامل ودائم لمأساة الشعب اليمني .
وليس خافيا أيضا ما تبذله الكويت من جهود هادفة إلى تخفيف الاحتقان بين إيران ودول الجوار ، والسعي من أجل تذويب الخلافات بين كل الأطراف، وتكريس الأمن والاستقرار بالمنطقة . هذا فضلا عن الدور الإنساني الكبير للكويت ، على مستوى العالم، حيث تتواصل المساعدات الكويتية إلى كل الدول المحتاجة على ظهر الأرض .
أخيرا فإن ما يستوقفنا بحق أيضا ، أن صاحب السمو الأمير قدم مر هذا العام بظروف صحية استدعت علاجه بأحد مستشفيات الولايات المتحدة . ولو أنه اعتذر بهذا الظرف الصحي عن مواصلة جهوده ومساعيه لنشر السلام ، وترسيخ الأمن والاستقرار بمنطقتنا ، لما لامه أحد . لكن سموه أبى أن يستسلم للراحة ، أو يركن للقعود ، وأصر على استئناف نشاطه ومساعيه الخيرة . في تلك اللحظات كانت عيون الكويتيين ترنو إليه بإعجاب ، وقلوبهم تدعو له: اللهم احفظه لنا قائدا وزعيما ووالدا ، وحكيما ينشر المحبة والخير والسلام، في المنطقة والعالم كله .