د. بركات عوض الهديبان
يكاد يكون هناك إجماع عربي ، على أن الكويت هي رأس الرمح - خليجيا وعربيا - في مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ، ومقاطعة كل أشكال التعامل أو العلاقات معه . ولعل مما يضاعف أهمية هذا الموقف الكويتي ، أنه لا يعبر عن التوجه الشعبي وحده ، أو التوجه الرسمي فقط ، وإنما يمثل الكويت كلها ، قيادة وحكومة وبرلمانا وشعبا .
ولذلك فإن مجلس الأمة حين أصدر أخيرا بيانه الذي دعا فيه إلى مقاطعة مؤتمر البحرين ، وتأكيده على رفض كل ما تسفر عنه أعمال هذا الاجتماع من نتائج ، من شأنها أن تسهم في تضييع الحقوق العربية والإسلامية التاريخية في فلسطين المحتلة ، كان المجلس ينطلق في ذلك من أرضية صلبة ، ويعرف أن وراءه ظهيرا شعبا قويا ، وأمامه قيادة سياسية تؤمن أشد الإيمان بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وترفض التفريط في شبر واحد من الأرض العربية المحتلة ، كما تدعو المجتمع الدولي دائما إلى التصدي للغطرسة الإسرائيلية ، ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي الاحتلال الصهيوني .
من هنا كان مجلس الأمة محقا تماما عندما أكد «أننا جميعا نسير وفق خط سمو الأمير ونهجه ، الذي لا نتبعه فقط ، بل نفخر به أيضا» .. وكلنا يعلم مدى حرص صاحب السمو الأمير على الحقوق الفلسطينية ، والدفاع عن المقدسات الإسلامية في مدينة القدس بوجه خاص ، وفي كل أنحاء فلسطين بوجه عام . ولا أحد ينسى ما تحمله كلمات سموه في مناسبات وطنية وعربية وإسلامية ، وكذلك في محافل دولية ، من دفاع قوي ومشهود عن قضية فلسطين وفي القلب منها مدينة القدس ، كما لا يمكن لنا أن ننسى أيضا الدعم الكبير الذي أبداه سموه لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، حينما سجل موقفا كويتيا رائعا ، وطرد الوفد الإسرائيلي من مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ، حيث أشاد سمو الأمير بهذا الموقف ، في لفتة كريمة وعظيمة تؤكد أن الكويت هي أول الرافضين للتطبيع ، وفي الصدارة من الداعمين للشعب الفلسطيني . وهذا ما أكده أيضا القيادي الفلسطيني الكبير صائب عريقات قبل أيام ، حين شدد على أن صاحب السمو الأمير ودولة الكويت ، من أكبر الداعمين لفلسطين وللحقوق المشروعة لشعبها .
ولا شك أن سمو الأمير ينطلق في ذلك كله من مبادئ وقيم كويتية وعربية وإسلامية ، مستهديا بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية ، وحثهما على التضامن والتكاتف بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة ، ومواصلة الجهاد لإعلاء كلمة الله ، ورفعة دينه ، وتعظيم شريعته .. وهو النهج الذي تأسى فيه سموه أيضا خطى آبائه وأجداده ، وعلمه سموه أيضا لأبنائه الدبلوماسيين ، ولكل أبناء شعبه الكرام ، لتبقى الكويت دوما أبية على ما يريده الغاصب الصهبيوني ، مدافعة عن الدين والأرض والعرض ، وحافظة للمقدسات وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، ولكل الشعوب المظلومة على وجه هذه الأرض .