د. بركات عوض الهديبان
هذه الذكرى الغالية والمجيدة لليوم الوطني السعودي، والذي يصادف اليوم الأحد ، تحمل الكثير من عبق الماضي وعزه ومجده ، ففي مثل هذا اليوم ، وقبل 88 عاما ، حقق الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالعزيز آل سعود، الحلم الكبير له ولأبناء شعبه ، بتوحيد المملكة تحت راية واحدة وهدف ، وتأسيس الدولة التي سيرعاها أبناؤه من بعده ، ويقومون على نهضتها وتطورها وتقدمها .
والمتأمل لمسيرة المملكة خلال السنتين الأخيرتين ، يدرك إلى أي مدى استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن يحقق قفزات تنموية كبيرة ونوعية ، نقلت البلاد إلى آفاق أكبر وأوسع ، وجعلتها في صدارة الدول ذات الوزن والتأثير إقليميا ودوليا ، وباتت السعودية هي الدولة الرائدة والقائدة في المنطقة ، والتي ينتظر العالم كله مواقفها وسياساتها وتوجهاتها ، باعتبارها «رمانة ميزان» الاستقرار في المنطقة ، وإحدى دعائم الأمن والسلام في العالم كله .
ولا شك أن إستراتيجية التحول الوطني لتطبيق رؤية 2030م، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، ويشرف على متابعتها وتنفيذها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، قد دشنت دخول المملكة مرحلة جديدة من مراحل تطورها المشهود في كل المجالات ، ووضعتها على أبواب مستقبل اقتصادي واستثماري زاهر، خصوصا مع إطلاق عدد من المشاريع التنموية العملاقة ، مثل مشروع «نيوم « ، والذي يهدف لأن تكون مدينة عابرة للحدود ، ولتحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف ميادين الحياة . فضلا عن مشروع عملاق آخر هو مشروع الطاقة الشمسية ، والذي نعتقد أنه سيكون نموذجا رائدا وقابلا للتطبيق في كل دول مجلس التعاون الخليجي .
وعلى الرغم من هذا الجهد الكبير الذي تبذله المملكة ، لإنجاز إستراتيجياتها ورؤاها الاقتصادية والتنموية ، فإنها من جانب آخر تواصل تصديها للأطماع التوسعية الإقليمية، وتقدم الكثير من التضحيات ، من أجل إنقاذ المنطقة من براثن محاولات التدخل في شؤونها الداخلية ، وإحباط المؤامرات التي تحاك ضد أمنها واستقرارها . وقد أحرزت بالفعل نجاحات كبيرة ، يشهد بها القاصي والداني ، على هذا الصعيد . كما يشهد العالم للمملكة كذلك بدورها العظيم في العناية بالمقدسات الإسلامية ، والنجاحات الكبيرة التي تشهدها مواسم الحج عاما بعد عام ، تؤكد ذلك وتبرهن على أن الإسلام العظيم بخير وسيظل بخير ، وصدق الله العظيم حيث يقول «الله أعلم حيث يجعل رسالته» .
ولا يمكن لنا – نحن الكويتيين – أن نغفل في هذه الذكرى الطيبة ، المواقف التاريخية العظيمة التي سجلتها المملكة ، انتصارا للحق الكويتي ، خصوصا عندما تعرضت الكويت لغزو غادر ، فجندت الشقيقة الكبرى كل طاقاتها وقدراتها ومواردها ، من أجل تحرير الكويت .. وهو ما يؤكد أن المملكة كانت وستبقى دائما السند والظهير لكل أشقائها الخليجيين، وللأمتين العربية والإسلامية . كما ستظل أيضا ركنا ركينا لأمن واستقرار وسلام العالم كله .