العدد 5125 Wednesday 12, March 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير : لا تنمية ولا تطور في غياب الأمن والاستقرار ترحيب كويتي وخليجي بالاتفاق السوري التاريخي ولي العهد السعودي : ندعم كل المساعي لإرساء السلام بين موسكو وكييف غزة : 10 شهداء في يوم واحد و«حماس» تحذر من مجاعة الصين : تسجل رقم قياسي بـ 726 مليون رحلة قطار في أول شهرين من 2025! 7 دول فقط تلبي معايير جودة الهواء لمنظمة الصحة العالمية "الكويتي للتنمية" يوقع اتفاقية منحة لمنظمة الصحة العالمية لتمويل مشروع مصادر الطاقة المتجددة باليمن "وربة" يطلق النسخة الثالثة من مسابقة "قراء وربة" الرمضانية بالتعاون مع تطبيق "صاد" مطار زايد يحصد جائزة "أفضل مطار في العالم" لتجربة المسافرين القادمين أمير البلاد : استكمال مسيرة الإصلاح والتطور بالحـــزم والمحـــاسبــة وتعـــزيــز مبـــدأ الشفـــافيــــة عبدالله ومبارك السالم استقبلا المهنئين بالشهر الفضيل «بيت الإمارات» .. كرم وحفاوة .. والنيادي : الديوانية عادة متميزة في الشقيقة الكويت العجمي : هوكي الجليد يشارك في بطولة كأس العالم «المستوى الرابع» بأرمينيا أبريل المقبل قمة العربي والسيب تزين مواجهات ربع نهائي التحدي الآسيوي مواجهة مفتوحة بين قطبي مدريد في دوري أبطال أوروبا محمد بن سلمان : ندعم حل أزمة كييف والوصول للسلام السيسي : لن نقبل تهجير الفلسطينيين تحت أي مسمى لجنة تقصي الحقائق تتعهد بمحاسبة المتورطين في انتهاكات الساحل السوري شمس البارودي تروي الأيام الأخيرة في حياة الراحل حسن يوسف محمد العجيمي : قبل الإفطار كنا نتبادل أطباق المجبوس والجريش والمطبق والهريس «لا تكذبي» الأغنية التى حققت شهرة لنجاة وعبد الوهاب وحليم وقتلت مؤلفها!

كلمة رئيس التحرير

أمن الكويت .. أمانة في عنق كل كويتي

13/11/2017

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 من أروع ما علمنا إياه الإسلام ، أن لكل إنسان أهميته في هذه الحياة ، ولكل دوره المنوط به ، ولذلك نهى هذا الدين الحنيف عن أن يكون الإنسان «إمعة» ، يقول إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساؤوا أسأت ، وإنما عليه إن أحسن الناس أن يحسن هو بدوره أيضا ، وأن يجتنب إساءتهم إن هم أساؤوا . وجعل للفرد قيمة وأهمية لا ينبغي الغض منهما أو التقليل من شأنهما ، فكل فرد قائم على ثغرة إذا فرط في حمايتها وسدها ، أُتِيت الأمة من قبله ، وكانت الهزيمة من ناحيته .
لذلك فإننا وقد تناولنا أمس الدور المنوط بالسلطتين التشريعية والتنفيذية ، في حماية أمن الوطن واستقراره ، فقد كان لزاما علينا أن نتطرق اليوم إلى مسؤولية المواطن الفرد نفسه كذلك في هذا الجانب .. ولعل من المناسب أن نشير هنا إلى مدى ثقة قيادتنا السياسية في الإنسان الكويتي . وقد تجلى ذلك في مواقف ومواطن كثيرة جدا ، كان أقربها ما ذكره صاحب السمو أمير البلاد ، في نطقه السامي بافتتاح دور الانعقاد البرلماني الحالي ، حين وصف الكويتيين بأنهم «الشعب الوفي الذي كان في النوائب درعا لوطنه ، وفي الملمات سندا لقيادته» .. وهو وصف لا نجد أدق ولا أجمل منه ، وننطلق من خلاله ، لنؤكد ما بدأنا به من أن كل مواطن فينا قائم على ثغرة ، ومسؤول بالقدر ذاته الذي يتحمل الوزير والنائب وغيرهما من كبار مسؤولي الدولة واجباتهم ، وينبغي ألا يفرط في ما هو مسؤول ومساءل عنه أمام الله ، ثم أمام ضميره الإنساني والوطني .
ولا جدال في أن أول وأخطر ثغرة يمكن أن نؤتى منها ، أو حتى يؤتى منها أي مجتمع آخر ، هي الفتنة الطائفية الكفيلة بضرب أسس وأركان الوحدة الوطنية في الصميم ، فالفرقة والتشرذم وتمزق الصفوف هي أبشع أمراض يمكن أن تفتك بجسد الدولة والمجتمع ، وتمعن فيه تفتيتا وهدما وتدميرا ، ونعتقد أن الأمثلة من حولنا أكثر من أن تحصى في هذا السياق ، وتشكل نذيرا لكل ذي عقل ، لكي يستبصر لنفسه ، ويتجنب مواضع الزلل .
إن الكويت هذا البلد الصغير قد انتصر في كل المواجهات التي استهدفت أمنه واستقراره . وكان الفضل في انتصاراته تلك – من بعد توفيق الله وتأييده – راجعا إلى تمسكه بوحدته الوطنية ، ورفضه التفريط فيها بأي وجه ، وإصراره على حماية نسيجه الاجتماعي وعدم المساس به ، مهما تكن الضغوط والتحديات . هكذا لم تكن الكويت يوما طائفية أو فئوية بأي صورة من الصور ، ولن تكون بإذن الله . ساعد في ذلك بالطبع إيمانها بديمقراطيتها ودستورها ، والعلاقة الوثيقة بين الشعب وقيادته ، والتي برهنت في كل الظروف ، على أنها تمثل نموذجا رفيعا ومتميزا في المنطقة والعالم .
ولأننا موقنون بأن وحدة صفنا الوطني هي «السور الواقي» للكويت وشعبها ، فإننا نشدد على أهمية دور كل مواطن فينا ، في تحصين هذا السور ، وحراسته وإعلاء بنيانه ، والاستجابة للنداء القرآني العظيم القائل «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» ، كي تظل الكويت ترفل في نعمة الله وأمنه ، ويظل كل مواطن ومقيم فيها «آمنا في سربه» ، وهذا يكفي – كما يؤكد الحديث النبوي – لكي يشعر الإنسان بأنه قد «حيزت له الدنيا بحذافيرها» .
وقى الله الكويت كل مكروه ، وحماها وشعبها من كل من يريد بها شرا .