العدد 5061 Friday 20, December 2024
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الكويت والصين : تذليل أي صعوبات تواجه ميناء مبارك المشعان : ملف صيانة الطرق يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية المطيري : احتضان الكويت منافسات «خليجي 26» تجسيد لعلاقاتنا الاخوية ونسعى لاستضافة «كأس آسيا 2031» إسرائيل تواصل حملة «التطهير العرقي» في غزة الشرع : علاقتنا بتنظيم «القاعدة» أصبحت من الماضي الكويت تحتفل بالذكرى الأولى لتولي سمو الشيخ مشعل الأحمد مقاليد الحكم اليحيا : بدأنا بالخطوات الأخيرة مع الصين لتسريع تنفيذ المشاريع بجدول زمني محدد المشعان: بدء الصيانة الجذرية للطرق في منطقة القصر بالجهراء لغز الثقب الأسود.. دراسة تكشف: ليس مدمرا كما كنا نعتقد سراييفو تعاني من سوء جودة الهواء لتصبح المدينة ثالث أكثر مدينة تلوثا في العالم "المحاسبين" : حلول مبتكرة لتطوير مهنة المحاسبة وسط التحولات الرقمية والمتطلبات الجديدة للاستدامة "الوطني" يعرّف طلاب المدرسة البريطانية بأبرز أساليب الاحتيال وسبل تفاديها الجمعية الأمريكية لمحترفي السلامة تحتفي بالفائزين بجوائزها الخليجية 2024 المطيري : استضافة الكويت لمنافسات "خليجي زين 26" تجسيد للعلاقات الأخوية بين الشباب الخليجي والعربي نجوم الأزرق: بدعمكم ومساندتكم جاهزون لتقديم الأفضل والمنافسة «خليجي 26» بطولة «لمّ الشمل» على أرض الكويت محاكمات في سجن حماة لضباط ومقربين من أسماء الأسد مقتل 16 فلسطينيا في غارات للجيش الإسرائيلي على شمال غزة الحوثيون : هجوم إسرائيل لن يثنينا عن الرد ومواصلة دعم غزة عروض مسرحية وورش عمل في مهرجان الرياض الثاني للمسرح علي الدويان: «كبسة وكمونية» أول مسرحية سعودية سودانية في قالب كوميدي اجتماعي فايز السعيد يثق بوصول فريقه إلى النهائيات في «إكس فاكتور»

كلمة رئيس التحرير

أمن الكويت .. أمانة في عنق كل كويتي

13/11/2017

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 من أروع ما علمنا إياه الإسلام ، أن لكل إنسان أهميته في هذه الحياة ، ولكل دوره المنوط به ، ولذلك نهى هذا الدين الحنيف عن أن يكون الإنسان «إمعة» ، يقول إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساؤوا أسأت ، وإنما عليه إن أحسن الناس أن يحسن هو بدوره أيضا ، وأن يجتنب إساءتهم إن هم أساؤوا . وجعل للفرد قيمة وأهمية لا ينبغي الغض منهما أو التقليل من شأنهما ، فكل فرد قائم على ثغرة إذا فرط في حمايتها وسدها ، أُتِيت الأمة من قبله ، وكانت الهزيمة من ناحيته .
لذلك فإننا وقد تناولنا أمس الدور المنوط بالسلطتين التشريعية والتنفيذية ، في حماية أمن الوطن واستقراره ، فقد كان لزاما علينا أن نتطرق اليوم إلى مسؤولية المواطن الفرد نفسه كذلك في هذا الجانب .. ولعل من المناسب أن نشير هنا إلى مدى ثقة قيادتنا السياسية في الإنسان الكويتي . وقد تجلى ذلك في مواقف ومواطن كثيرة جدا ، كان أقربها ما ذكره صاحب السمو أمير البلاد ، في نطقه السامي بافتتاح دور الانعقاد البرلماني الحالي ، حين وصف الكويتيين بأنهم «الشعب الوفي الذي كان في النوائب درعا لوطنه ، وفي الملمات سندا لقيادته» .. وهو وصف لا نجد أدق ولا أجمل منه ، وننطلق من خلاله ، لنؤكد ما بدأنا به من أن كل مواطن فينا قائم على ثغرة ، ومسؤول بالقدر ذاته الذي يتحمل الوزير والنائب وغيرهما من كبار مسؤولي الدولة واجباتهم ، وينبغي ألا يفرط في ما هو مسؤول ومساءل عنه أمام الله ، ثم أمام ضميره الإنساني والوطني .
ولا جدال في أن أول وأخطر ثغرة يمكن أن نؤتى منها ، أو حتى يؤتى منها أي مجتمع آخر ، هي الفتنة الطائفية الكفيلة بضرب أسس وأركان الوحدة الوطنية في الصميم ، فالفرقة والتشرذم وتمزق الصفوف هي أبشع أمراض يمكن أن تفتك بجسد الدولة والمجتمع ، وتمعن فيه تفتيتا وهدما وتدميرا ، ونعتقد أن الأمثلة من حولنا أكثر من أن تحصى في هذا السياق ، وتشكل نذيرا لكل ذي عقل ، لكي يستبصر لنفسه ، ويتجنب مواضع الزلل .
إن الكويت هذا البلد الصغير قد انتصر في كل المواجهات التي استهدفت أمنه واستقراره . وكان الفضل في انتصاراته تلك – من بعد توفيق الله وتأييده – راجعا إلى تمسكه بوحدته الوطنية ، ورفضه التفريط فيها بأي وجه ، وإصراره على حماية نسيجه الاجتماعي وعدم المساس به ، مهما تكن الضغوط والتحديات . هكذا لم تكن الكويت يوما طائفية أو فئوية بأي صورة من الصور ، ولن تكون بإذن الله . ساعد في ذلك بالطبع إيمانها بديمقراطيتها ودستورها ، والعلاقة الوثيقة بين الشعب وقيادته ، والتي برهنت في كل الظروف ، على أنها تمثل نموذجا رفيعا ومتميزا في المنطقة والعالم .
ولأننا موقنون بأن وحدة صفنا الوطني هي «السور الواقي» للكويت وشعبها ، فإننا نشدد على أهمية دور كل مواطن فينا ، في تحصين هذا السور ، وحراسته وإعلاء بنيانه ، والاستجابة للنداء القرآني العظيم القائل «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» ، كي تظل الكويت ترفل في نعمة الله وأمنه ، ويظل كل مواطن ومقيم فيها «آمنا في سربه» ، وهذا يكفي – كما يؤكد الحديث النبوي – لكي يشعر الإنسان بأنه قد «حيزت له الدنيا بحذافيرها» .
وقى الله الكويت كل مكروه ، وحماها وشعبها من كل من يريد بها شرا .