د. بركات عوض الهديبان
لم يكن تبرع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، لانشاء فرع لبنك الدم في الجهراء، باستقطاع مساحة قدرها 117 ألف متر ، من مزرعة سموه المجاورة لمستشفى الجهراء ، والذي وافق عليه المجلس البلدي أمس الأول ، هو الأول من نوعه ، وإنما يأتي في سلسلة طويلة من العمل الخيري والإنساني الذي اتسمت به مسيرة سموه ، من قبل أن يتولى الحكم بسنين طويلة ، ومن بعده أيضا .. وهو عمل اتسع نطاقه وامتد حتى أظلّ بفيئه وخيره مساحات كثيرة ، ليس في الكويت وحدها ، بل في شتى أنحاء العالم ، وشمل بشرا كثيرين في كل أرجاء المعمورة ، وهو ما جعل سموه جديرا بحق بلقب «قائد للعمل الإنساني» ، وجعل الكويت أيضا مستحقة لأن تكون «مركزا للعمل الإنساني» .
لقد تحول العطاء الخيري والإنساني في الكويت إلى عمل مؤسسي كبير ، له أذرعه وبنيته وجمعياته ولجانه ، وهي تتوزع بين مؤسسات حكومية وأهلية ، وفي الذروة منها بالطبع «الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية» ، والذي لم تعد هناك دولة من الدول العربية والإسلامية ، والدول النامية عموما إلا واستفادت من مساعداته وقروضه ، فضلا بالطبع عن عشرات الجمعيات واللجان الخيرية التي تقدم صورة مضيئة للكويت ، في كل مكان من الأرض .
وتأتي تبرعات صاحب السمو الأمير ، لتقدم دوما الأسوة الحسنة للجميع ، والقادرة على أن تعلم شبابنا معنى الانتماء لهذه الأرض الطيبة ، والإخلاص لها ، والحرص على أن يكون الإنسان معطاء للآخرين ، ومهموما بقضاياهم واحتياجاتهم ، وهو ما قدم سموه صورة رائدة ومشرقة له ، بنت للكويت هذه السمعة الطيبة ، والتي جعلت الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يصف سمو الأمير بـ «القائد الانساني العظيم». ويصف الكويت بأنها «قد تكون صغيرة في مساحتها ، إلا أن لها قلبا كبيرا ورحبا» ، ويتمنى «أن تحذو العديد من الدول حذو القيادة الكويتية» .
إن سمو الأمير يؤصل كل يوم ، بعطاءاته وأياديه البيضاء ، قيم ومبادئ الانتماء للوطن ، والعمل من أجل خير الكويت والإنسانية جمعاء .