حمل الموقف الكويتي تجاه الحادث الإرهابي الأخير الذي شهدته المملكة العربية السعودية ، بتفجير مسجد لقوات الطوارئ في أبها ، واستشهاد عدد كبير من المصلين الأبرياء فيه ، الكثير من المضامين البالغة الأهمية .. ففضلا عما أكده سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد من وقوف دولة الكويت وتعاطفها مع المملكة الشقيقة ، وتأييدها لجميع الاجراءات التي تتخذها للتصدي لهذه الاعمال الارهابية التي تهدف الى زعزعة أمنها واستقرارها ، فقد اعتبرت الكويت – حكومة وبرلمانا وشعبا – أن السعودية «تدفع ثمن مواقفها الاقليمية والدولية ، في مواجهة الارهاب والأفكار الضالة والمنحرفة عن العقيدة الاسلامية الحقة» . وتلك هي الرؤية الصحيحة والسديدة للأحداث التي تتوالى تباعا هذه الأيام ، وتحاول النيل بكل السبل ، من قلعة الإسلام ، وحامية حمى الحرمين الشريفين ، وحصن الشريعة الغراء ، ذلك البلد الذي يذب عن دين الله ، وينفي عنه - من خلال علمائه الأفذاذ – «تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين» ، ويحفظه للأمة أخضر نديا ، كما تركه نبينا – صلى الله عليه وسلم – وترك أمته «على المحجة البيضاء» . إن هذا الفكر الذي يتسم بالغلو والجهل معا ، والذي يسعى إلى تجنيد شباب المسلمين في المملكة وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى ، ليشكل أكبر خطر وأفدحه على منطقتنا وأمتنا الإسلامية كلها ، ومن ثم فإن مقاومته والتصدي له وكشف زيفه أمر منوط بعلمائنا الأجلاء ، تماما كما هو منوط بوسائل الإعلام وحملة الأقلام ، وكل وسائط الفكر والثقافة والتواصل الاجتماعي .. فنحن أمام هجمة تستهدف وجودنا ذاته ، مثلما تستهدف تشويه هذا الدين العظيم ، وتقف وراءها جهات خارجية مشبوهة ، لن تكف عن محاولتها النيل من دولنا وأمتنا ، والسعي لإضعافنا وتدمير حضارتنا ، وإفشال كل مخططاتنا للنهوض من جديد . غير أن مساعي هذه الفئة لن تنجح أبدا ، وسيكون مصيرها الإخفاق ، كما كان مصير كل ما سبقها من جماعات الغلو والتطرف والإرهاب في تاريخنا الإسلامي .. وستبقى المملكة الشقيقة درع العروبة وحصن الإسلام الحصين ، ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. وستعلو رايتها على كل الرايات التي تحاول النيل منها أو المساس بها ، لأنها راية الحق والعدل والإحسان ، الموافقة لشريعة الإسلام وقيم العروبة ومبادئ الإنسانية .