د. بركات عوض الهديبان
في الذكرى الثامنة لتولي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد حكم البلاد ، يطيب للكويتيين جميعا أن يحتفلوا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم، لاسيما أنها تأتي هذا العام ، والكويت تسجل حضورا إقليميا ودوليا كبيرا ، شهد له العالم كله ، وأشاد به الكثير من القادة والزعماء .
تحل المناسبة الطيبة أيضا والكويت تنعم – بحمد الله – بنعمة الأمن والاستقرار ، ولم يكن ذلك بالأمر السهل، في ظل ما تشهده المنطقة من قلاقل واضطرابات ، وما أحدثته ثورات الربيع العربي من أزمات وتصدعات ، بل وانهيارات تكاد تكون تامة في بعض الدول التي باتت وحدتها نفسها مهددة وفي مهب الريح .. لكن حكمة صاحب السمو نأت بالكويت عن أن تصيبها تداعيات تلك العواصف . وعلى الرغم من محاولات العبث التي قام بها البعض لدينا ، متأثرين بأحداث الربيع العربي، ومحاولين تقليده ، دون موضوعية كان عليها أن تستبصر طريقها ، لتدرك أن ما أريقت من أجله الدماء ، وذهبت ضحيته آلاف الأنفس في تلك البلدان، قد حققناه – نحن الكويتيين – قبل نصف قرن من الزمان ، بالتراضي والتوافق ، وأن الكويت أمست واحة للديمقراطية في الوطن العربي كله ، قبل أن يسمع أحد عن أي «ربيع» بسنوات طويلة .. نقول إنه رغم ذلك كله فقد كان صاحب السمو نعم القائد والزعيم ، ونعم الأب أيضا لجميع أبنائه المواطنين ، فقد اتسع صدره ليستوعب الكل ، وامتد عفوه ليشمل الجميع ، بمن فيهم الذين أساؤوا التقدير ، وتجاوزوا الحدود ، وآلى على نفسه أن يتمسك بالدستور والقانون وبالنظام الديمقراطي ، مهما كانت الصعاب ، وأن يقدم الرحمة حتى على القانون ذاته في تعامله مع أبناء شعبه .
ويسعد الكويتيين أيضا أن يروا هذا التقدير العالمي لأميرهم وقائدهم ، وإشادة زعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمواقف سموه تجاه إغاثة النازحين واللاجئين السوريين ، واستضافته مؤتمري المانحين الأول والثاني على أرض الكويت ، وقراره بالتبرع السخي في المرتين بما يقارب المليار دولار للإسهام في تقديم يد العون والمساندة للشعب السوري الشقيق ، وهو ما جعل بان كي مون يصف سموه بأنه «زعيم الإنسانية» ، وقد كان في ذلك محقا ومنصفا ، بشهادة سائر قادة العالم وكبار مسؤوليه .
.. كل عام وصاحب السمو والكويت بألف خير .