
احتفلت دولة الكويت بيومها الوطني في إكسبو 2025 أوساكا – كانساي من خلال احتفالية مميزة أبهرت الحضور، وعززت السمعة المتنامية لجناحها كإحدى أبرز الوجهات جذباً للأنظار في هذا الحدث العالمي. وتحوّلت فعاليات اليوم الوطني إلى مشهد نابض بالحياة، جمع بين كبار الشخصيات وزوّار إكسبو وممثلي وسائل الإعلام الدولية في تظاهرة ثقافية مُلهمة جسّدت عراقة الكويت، وتفرّد هويتها ورؤيتها المتطلّعة إلى المستقبل بثقة وطموح.
انطلقت الاحتفالات بمسيرة مبهرة شارك فيها أكثر من 100 مشارك، ارتدوا الأزياء التقليدية وسط أجواء موسيقية وعروض أدائية مفعمة بالحياة. وقد اجتذبت هذه المسيرة حشوداً كبيرة في مختلف أرجاء موقع إكسبو، ولاقت اهتماماً واسعاً لما حملته من طاقة وحيوية وأصالة ثقافية مميّزة.
أُقيم الحفل الرسمي في قاعة اليوم الوطني ضمن موقع إكسبو، مُتوّجاً بفقرة فنية مميزة بعنوان «عرض منارة المستقبل». وقدّم هذا العرض تجربة غامرة جمعت بين السرد البصري الآسر، والحركات الاستعراضية المتقنة، والمؤثرات الصوتية المتناغمة، ليروي قصة تحوّل الكويت من إرثها الثقافي العريق إلى طموحاتها المستقبلية في إطار «رؤية دولة الكويت 2035 - كويت جديدة». وقد شهد العرض تفاعلاً لافتاً من الحضور، إذ عبّر بإسلوب إبداعي عن روح الفخر الوطني والانفتاح البنّاء على العالم.
وفي حديثه عن احتفالات اليوم الوطني، قال سالم الوطيان، المفوّض العام لجناح دولة الكويت في إكسبو 2025 أوساكا – كانساي: «تعكس احتفالاتنا باليوم الوطني روح الكويت، وهي لحظة نُكرّم فيها إرثنا، ونشارك من خلالها تطلعاتنا إلى مستقبل قائم على التقدّم، والشراكة، والابتكار. حيث يُتيح لنا إكسبو 2025 أوساكا فرصة قوية للتواصل مع العالم، ونحن فخورون بكوننا جزءاً من هذا المنبر العالمي».
وفي وقت لاحق، دُعي الضيوف إلى جناح الكويت للاستمتاع بعرض فلكلوري تقليدي، يليه عرض ضوئي مسائي أضاء الواجهة المميّزة للجناح. وقد أضفت المؤثرات البصرية المُسقطة، التي احتفت بالثقافة الكويتية ورمزيتها، روحاً نابضة بالحياة على تصميم الجناح، ما أثار إعجاب الجمهور العالمي بمختلف ثقافاته وخلفياته.
ومنذ افتتاحه، برز جناح دولة الكويت كأحد أبرز التجارب جذباً واستقطاباً لاهتمام الزوار في إكسبو 2025 أوساكا. حيث يقع الجناح في منطقة «تمكين الحياة»، وقد أسهم تصميمه المعماري الجريء، ومعارضه التفاعلية الغامرة، وسرده القصصي المؤثر في جذب آلاف الزوّار يومياً. وقد أشاد الكثيرون بقدرة الجناح على سرد قصة الكويت بوضوح وعمق عاطفي ورسالة هادفة.
ويُعد جناح دولة الكويت من أكثر الأجنحة الوطنية تميزاً من حيث التصميم المعماري وغنى المحتوى الموضوعي في إكسبو 2025 أوساكا. وتستمد الهوية البصرية للجناح إلهامها من تنوّع العناصر الطبيعية في الكويت، حيث يتضمّن الشعار أمواج بحرية وأمواج صحراوية وأمواج تمثل المحميات الطبيعية والأراضي الزراعية. وتُجسّد هذه العناصر خصوصية المشهد الطبيعي الكويتي وعمق الجذور الثقافية للبلاد.
ويتيح التصميم الداخلي للجناح تجربة تفاعلية غامرة حيث يدعو الزوار لخوض رحلة متعددة الحواس عبر إرث الكويت العريق وتطلعاتها الجريئة نحو المستقبل. ومن خلال السرد القصصي الشيّق والعروض الرقمية المبهرة، تسلط هذه التجربة الضوء على التزام الكويت بالاستدامة والابتكار والتعاون الدولي. وجرى تصميم أقسام الجناح بإسلوب مبتكر يهدف إلى تثقيف الزوّار والتفاعل معهم وإلهامهم، إذ يكشف عن رؤية الكويت نحو غدٍ يرتكز على الابتكار التكنولوجي ويحتضن الجميع دون استثناء.
ويشكّل التصميم المعماري بحد ذاته رسالة قوية، حيث يعكس التصميم المفتوح والانسيابي للجناح – بما في ذلك الممشى المرتفع والقبة المركزية – ملامح البحار والصحارى الكويتية، ليجسّد مفاهيم الحركة والانفتاح والمرونة. ويمكن رؤية الجناح من مسافات بعيدة، ليلاً ونهاراً، بفضل هيئته التي تحاكي شكل منارة، فتكون بمثابة دليل بصري ورمزي يأخذ الزوّار في رحلة عبر قصة الكويت. وتُعد القبة المركزية رمزاً موحّدا ًيربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، وترسّخ رسالة الجناح القائمة على التقدّم والاستمرارية.
ولا يكتفي جناح دولة الكويت باستقبال الزوّار، بل يدعوهم للتأمل والاستكشاف والتواصل مع وطن ضارب في جذوره التاريخية، ويسير في الوقت ذاته بخطى واثقة نحو رسم ملامح مستقبله الطموح.
سلّطت الاحتفالات باليوم الوطني للكويت في إكسبو الضوء على غنى الثقافة الكويتية، وجدّدت التأكيد على التزام الدولة بالحوار العالمي، والابتكار، والتعاون البنّاء.
وجدير بالذكر أن فعاليات «إكسبو 2025 أوساكا – كانساي» تُقام في جزيرة يوميشيما بخليج أوساكا، خلال الفترة من 13 أبريل إلى 13 أكتوبر 2025، تحت شعار «ابتكار المستقبل لتحسين حياة المجتمعات». ويستكشف المعرض كيف يمكن للابتكار والتعاون والحلول المرتكزة على الإنسان أن تسهم في بناء غدٍ أفضل. ويرتكز الحدث على ثلاثة محاور فرعية رئيسية هي: «ضمان استدامة الحياة»، و»تحسين الحياة»، و»تعزيز الحياة عبر التواصل»، حيث يُشارك كل جناح في تقديم أفكار ورؤى مُلهمة من أجل مستقبل أكثر شمولاً واستدامة ومرونة.