
أكد الأمين العام للمنظمة العربية للطاقة "أوابك سابقا" جمال اللوغاني أمس الاثنين أن الابتكار لم يعد خيارا بل أصبح ضرورة استراتيجية لتحقيق التحول الطاقي المستدام وتعزيز أمن الطاقة ورفع كفاءة استغلال الموارد وتلبية متطلبات التنمية الاقتصادية والبيئية.
وقال اللوغاني في تصريح صحفي بمناسبة اليوم العالمي للابداع والابتكار الذي أقرته الأمم المتحدة في 21 أبريل من كل عام إن "المنظمة بثوبها الجديد تهتم بجميع شؤون الطاقة وتضع الابتكار والبحث العلمي وتمكين الكفاءات الوطنية وتحفيز تبادل المعرفة والخبرات بين الدول الأعضاء ضمن مبادراتها الاستراتيجية ال15 التي ستعمل على تنفيذها في سبيل تطوير منظومة الطاقة العربية لتكون أكثر مرونة وكفاءة واستدامة".
وأوضح أن الدول الأعضاء تبنت بالفعل مسارات ابتكارية متقدمة في مختلف سلاسل القيمة بقطاع الطاقة من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي والتوأم الرقمي إضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية باستخدام تقنيات احتجاز وتخزين الكربون.
وأضاف أن هذه المسارات تضمنت أيضا التنبؤ بالمخاطر والأعطال والصيانة الاستباقية والتحول نحو منتجات طاقية خضراء وصديقة للبيئة في البتروكيماويات والتكرير فضلا عن توسيع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وأشار اللوغاني إلى بعض النماذج البارزة في الدول الأعضاء في هذا المجال ومن بينها المملكة العربية السعودية في مشروع تحويل النفط إلى كيميائيات في (أرامكو) وتوسيع مشاريع احتجاز الكربون في الجبيل ومصر في مشاريع خفض انبعاثات غازات الشعلة في مصافي مثل (ميدور) وتحسين كفاءة الطاقة في مجمعات البتروكيماويات واستخدام الطاقة الشمسية في المنشآت الصناعية.
وبين أنه من بين تلك المشاريع أيضا مشاريع ليبيا في إدخال الطاقة الشمسية لتشغيل مواقع إنتاج نائية وتطبيقات رقمية في إدارة الحقول إضافة إلى مشاريع الجزائر وقطر والإمارات والكويت والبحرين في الطاقات المتجددة والرقمنة في البنية التحتية واستخدام الروبوتات والطائرات المسيرة.
وأكد أن هذه النماذج ليست سوى بداية لمسيرة أطول نحو تحول شامل في نظم الطاقة العربية يرتكز على الابتكار كمحور رئيسي للسياسات والمشروعات المستقبلية.
وشدد على أن المنظمة ستواصل دورها كمحفز للتكامل العربي في قطاع الطاقة من خلال دعم المبادرات الابتكارية وتعزيز البيئة الممكنة للبحث والتطوير وتوفير منصة للتعاون المعرفي والتقني بين الدول الأعضاء بما يسهم في بناء قطاع طاقة عربي تنافسي ومتطور يخدم تطلعات الأجيال القادمة.