أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح أنه «لا يوجد بديل للنفط كمصدر للطاقة على المدى القريب وسيستمر كذلك على مدى عقود قادمة».
جاء ذلك في تصريح أدلى به الشيخ نواف للصحفيين أمس الثلاثاء، على هامش مؤتمر ومعرض المنظمة الاقليمية للمحافظة على نظافة البحار (ريكسو) للانسكابات النفطية الذي تنظمه شركة نفط الكويت ويعقد تحت شعار «بحار نظيفة مستدامة» ويستمر ثلاثة أيام.
وأوضح الشيخ نواف الصباح أن أهمية المؤتمر تكمن في ضرورة الحفاظ على البيئة البحرية ومكافحة التسربات النفطية مشيرا في هذا الصدد إلى أن «دولة الكويت تعرضت قبل 34 سنة إلى كارثة بيئية كبيرة مصنوعة من البشر تمثلت بحرق آبار النفط الكويتية جراء الغزو العراقي الغاشم».
وأضاف أنه تشرف أمس مع وزير النفط طارق الرومي والرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أحمد العيدان بزف البشرى إلى القيادة السياسية في اكتشاف نفطي جديد بالمياه البحرية الكويتية في حقل الجليعة.
وبين أن حقل الجليعة البحري من الحقول الجديدة في الكويت وثاني بئر يتم حفره بالمياه الكويتية ما يدل على وجود مكامن ذات أهمية عالمية قائلا «بعد أكثر من 80 سنة من إنتاج النفط من اليابسة نتجه الآن إلى الإنتاج من المياه الإقليمية».
وفيما يتعلق بحقل الدرة قال الشيخ نواف الصباح إن الدراسات الهندسية الخاصة بهذا الحقل اكتملت والخطة الموضوعة بشأنه تسير حسب الجدول الزمني بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وذكر أن دولة الكويت تعد من أهم دول الانتاج النفطي في العالم موضحا أن الاكتشاف النفطي البحري الجديد في حقل الجليعة سيعزز من جحم وقيمة دولة الكويت في مجال الطاقة عالميا.
وأفاد بأن هناك العديد من مصافي التكرير في مختلف دول العالم كدول شرق أسيا على سبيل المثال تفضل دائماالنفط الكويتي ما يؤكد ثقة العالم في النفط الكويتي ويعزز الطلب عليه لعقود قادمة لافتا إلى أن «البرميل الكويتي تميز بأنه أقل تكلفة في العالم وقليل الانبعاثات الكربونية ولذلك يستمر الطلب عليه».
وأوضح أن الكويت تنتج مليار برميل من النفط سنويا وما تم استكشافه من خلال البئرين البحريين (النوخذة) و(الجليعة) يعوضان انتاج الكويت لفترة أربع سنوات للمستقبل مشيرا إلى أن الاكتشافات النفطية تزيد المخزون الاستراتيجي للبلاد.
وقال الشيخ نواف الصباح إن مؤسسة البترول الكويتية تعمل على زيادة الطاقة الانتاجية للكويت لاسيما وأن خطة المؤسسة تستهدف انتاج أربعة ملايين برميل يوميا من انتاج النفط الخام بحلول 2035 مع الثبات والاستمرار على ذلك مستقبلا.
وأشار إلى أن «وزارة النفط هي الجهة السيادية المعنية بالتباحث حول زيادة حصة الكويت من الإنتاج النفطي مع (أوبك +) وهناك اتفاق لزيادة حصص الدول الاعضاء من خلال تقييمها لقدرة الدول على الانتاج».
وبين أن «قدرة الكويت تفوق حصتها في (أوبك +) لذا يتم السعي من خلال القيادة السياسية لزيادة حصة الكويت في (أوبك +) خاصة أن طاقة الكويت حاليا تزيد عن 3 ملايين برميل يوميا».
بدوره أعرب الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أحمد العيدان في تصريح مماثل للصحفيين عن سعادته البالغة لاكتشاف (الجليعة) الذي تم الاعلان عنه أمس من خلال الوفد النفطي المكون من وزير النفط والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية والرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أمام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظهما الله ورعاهما.
وقال العيدان إن (نفط الكويت) عندما وضعت البرنامج الاستكشافي للمنطقة البحرية التي تمتد لنحو 6000 كيلو متر باستثناء (الجون) كان التركيز على اكتشاف من 16 إلى 17 إمكانية نفطية في المنطقة البحرية ككل.
وبين أن نجاح الشركة تمثل في اكتشاف أول بئرين من 17 بئر «وهذا يعد من أهم الانجازات خاصة أن نسبة نجاح الاستكشافات جاءت بحدود 20 في المئة» مشيرا إلى أن «النتائج فاقت التوقعات ونجحت في اكتشاف النفط في أول بئرين بحريين ما يزيد الطموح لنستمر في الاكتشاف لنصل لنسبة 100 في المئة».
وأوضح أنه لابد من التفريق بين الطاقة الانتاجية والانتاج الفعلي إذ أن القدرة الانتاجية هي ما تستطيع الكويت أن تنتجه يوميا ولكن الانتاج الفعلي هو ما تحدده (أوبك +) من خلال حصة دولة الكويت.
ولفت العيدان إلى أن استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية تسعى لانتاج 3 ملايين و650 ألف برميل يوميا في العام 2035 واستدامتها وذلك بالنسبة لشركة نفط الكويت و350 ألف برميل يتم انتاجها من الشركة الكويتية لنفط الخليج.
وأكد أن الاستكشافات البحرية الجديدة تأتي لتعظيم الاحتياطات واستدامة الانتاج مبينا أن «أي اكتشاف جديد سيزيد بالطبع من الطاقة الانتاجية».