قال وكيل وزارة النفط الكويتية الشيخ الدكتور نمر فهد المالك الصباح إن الكويت ليست رائدة في إنتاج النفط فحسب وإنما تسعى دائما مع الدول الخليجية إلى الابتكار وتبني أحدث التقنيات لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي باعتبارها "أهم اللاعبين الدوليين" في المجال.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الشيخ الدكتور نمر الصباح أمس الاثنين عقب افتتاح معرض ومؤتمر (أديبك 2024) الذي يقام برعاية رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي بمشاركة أكثر من 2200 شركة عارضة من 160 دولة بينها الكويت.
وأضاف الشيخ نمر الصباح أن المشاركة في هذا الحدث تأتي في سياق "الحاجة الملحة إلى تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة مما يسهم في تعزيز الكفاءة وزيادة الإنتاجية في هذا القطاع".
وأفاد بأن تميز (أديبك) "يبرز دور الإمارات والدول الخليجية كأهم اللاعبين الدوليين في مجال النفط" علاوة على أنه "يشكل فرصة لتطوير شراكات إستراتيجية بين الشركات والمؤسسات من مختلف أنحاء العالم مما يعود بالنفع على جميع الأطراف".
وأعرب عن التطلع إلى الاستفادة من هذه الفعالية العالمية "لتعزيز مكانة الكويت في السوق النفطي وتعزيز التعاون بين الدول الخليجية الشقيقة بما يصب في مصلحة التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي في المنطقة ككل".
وذكر أن المشاركة في معرض ومؤتمر (أديبك) الدولي تتجاوز فعاليتها كونها مجرد تجمع لخبراء الصناعة لتمثل فرصة استراتيجية لمناقشة مجموعة من المواضيع الحيوية التي تؤثر على مستقبل قطاع الطاقة.
وفي هذا الصدد أكد الشيخ نمر الصباح أهمية التحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة خصوصا أن العالم يشهد تحولات كبيرة نحو الطاقة المتجددة "لذا علينا كدول منتجة للنفط أن نكون في طليعة هذه التحولات".
ولفت إلى أهمية الحاجة لتعزيز الابتكار والتكنولوجيا في صناعة النفط والغاز "لأن تطوير تقنيات حديثة يعزز من قدرتنا على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية وعلينا أيضا الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال".
وأعرب عن سعادته بمشاركة الكويت في فعاليات معرض ومؤتمر (أديبك) الدولي في أبوظبي الذي يعتبر منصة استراتيجية تجمع فيها أبرز الخبرات والابتكارات في قطاع النفط والغاز ويعكس أهمية التعاون والتبادل المعرفي بين الدول المنتجة.
وقال وكيل وزارة النفط إن "مشاركة الكويت في معرض ومؤتمر (أديبك 2024) خطوة مهمة نحو تعزيز موقعنا كمركز إقليمي للابتكار في مجال الطاقة ونتطلع إلى تبادل الرؤى والأفكار مع المشاركين ونسعى جميعا لبناء مستقبل أكثر استدامة وابتكارا".
انطلقت فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2024) بنسخته ال40 بمشاركة أكثر من 2200 شركة عارضة من 160 دولة بينها الكويت ممثلة بوكيل وزارة النفط الكويتي الشيخ الدكتور نمر الصباح.
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الدكتور سلطان الجابر في كلمته الافتتاحية إن "للذكاء الاصطناعي خلال هذا المؤتمر الدور الأبرز لأهميته في دفع عجلة الانتقال في قطاع الطاقة مؤكدا أن "الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الابتكارات في عصرنا ويتمتع بالقدرة على تسريع وتيرة التغيير ويعيد تشكيل حدود الإنتاجية والكفاءة ولديه القدرة على دعم تحقيق نقلة نوعية في منظومة الطاقة ودفع النمو منخفض الكربون".
ودعا إلى تعزيز التكامل والتعاون بين قطاعات التكنولوجيا والطاقة والاستثمار للاستفادة من فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي التي تتيحها التوجهات العالمية الرئيسية الثلاثة المتمثلة في نهوض دول الجنوب العالمي والأسواق الناشئة والمتغيرات والنقلة النوعية في منظومة الطاقة والنمو المتسارع في الذكاء الاصطناعي.
وشدد الجابر على ضرورة التعاون والتنسيق للوصول إلى استجابة موحدة تلبي احتياجات الذكاء الاصطناعي لتحقيق نقلة نوعية وتطوير أنظمة الطاقة.
وبين أن عدد سكان كوكب الأرض سيزداد بمقدار 7ر1 مليار نسمة بحلول عام 2050 معظمهم في دول الجنوب العالمي ونتيجة لذلك تزداد ضرورة نمو وتحول أسواق الطاقة وإحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة.
وذكر الجابر أن الطاقة هي العمود الفقري للاقتصاد ومحرك رئيسي للنمو والازدهار وممكن أساسي لجميع جوانب التنمية البشرية لذا العالم بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات ولعدد أكبر من الناس.
من جهته هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، إن لدى المنظمة نظرة إيجابية جداً إزاء الطلب على النفط في الأجلين القريب والبعيد.
وأضاف هيثم الغيص، أن هناك بعض التحديات لكن الصورة ليست سلبية كما يصورها البعض، "نحن متفائلون جداً إزاء الطلب على الأجلين القريب والبعيد".
وشدد، على أن أداء الاقتصاد العالمي جيد، موضحاً أن الطلب لم يصل إلى الذروة فالعالم مستمر في النمو.
يذكر ان سيتم خلال هذا الحدث الذي يستمر حتى الخميس المقبل تنظيم 10 مؤتمرات متنوعة بمشاركة أكثر من 2200 شركة عارضة تمثل مختلف قطاعات الطاقة في العالم من بينها 54 شركة من شركات النفط الوطنية والعالمية وجهات وطنية وشركات هندسية دولية و30 جناحا وطنيا للدول العارضة وأربع مناطق صناعية متخصصة تركز على خفض الانبعاثات الكربونية والتحول الرقمي والقطاع البحري والخدمات اللوجستية والذكاء الاصطناعي.
يذكر أن المؤتمر يعنى من خلال أهدافه وتوصياته بتعزيز التعاون بين الدول المنتجة للنفط لتبني تقنيات الطاقة النظيفة ودعم الابتكارات في مجالات عدة منها الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لحماية البيانات في قطاع الطاقة بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات في البحث والتطوير لتحقيق الاستدامة في الصناعة.
ويعتبر (أديبك 2024) أحد أكبر وأهم الفعاليات في مجال النفط والغاز دوليا ويجمع كبار الخبراء وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه صناعة الطاقة.