انطلقت أمس أعمال الاجتماع الوزاري الأربعين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (الكومسيك) في الجمهورية التركية - اسطنبول خلال الفترة من 4 حتى 5 نوفمبر 2024، وافتتح الاجتماع فخامة رئيس الجمهورية التركية ورئيس الكومسيك رجب طيب أردوغان، وقد ترأست ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار المهندسة نورة سليمان الفصام وفد دولة الكويت المشارك، وبحضور كل من ممثل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والوزراء رؤساء وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، حيث يتزامن عقد الاجتماع مع مرور الذكرى الأربعين لانعقاد اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وتم خلال الاجتماع مناقشة عدد من المواضيع الهامة منها التحول الرقمي لأنظمة الدفع في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اعتماد تقرير الاجتماع الـ40 للجنة المتابعة المنبثقة عن الاجتماع الوزاري للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (الكومسيك)، واعتماد تقارير فرق العمل الخاصة بالقطاعات التالية (التجارة - النقل والاتصالات - الزراعة - السياحة - التعاون المالي - الفقر- التحول الرقمي) التابع للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري.
وفي كلمة ألقتها وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار المهندسة نورة سليمان الفصام خلال الاجتماع الوزاري الذي ترأسه نائب رئيس الجمهورية التركية جودت يلماز، قالت: "أتوجه بالتهنئة للحكومة التركية الصديقة بمناسبة الذكرى الأربعين لإنشاء اللجنة الدائمة (الكومسيك) هذا الكيان الذي حقق ويحقق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء مما مكننا من تطبيق العديد من البرامج والسياسات والمشروعات المتنوعة على أرض الواقع على مدى الأربعين السنة الماضية وهي إنجازات يشار إليها بالبنان".
واستكملت قائلة: "أود أن أشير إلى موقف دولة الكويت الثابت من إدانة الأعمال الإرهابية التي حدثت في جمهورية تركيا الشقيقة، معبرة عن خالص تعازي ومواساة دولة الكويت لأهالي الضحايا والمصابين متمنية لهم الشفاء العاجل، كما أشير الى موقف دولة الكويت من إدانة المجازر التي ما زالت ترتكبها قوى الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني الشقيق".
وأضافت قائلة: "أعرب بهذه المناسبة عن ارتياحنا لتبني الكومسيك موضوع (التحول الرقمي في أنظمة الدفع المالي في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي)، فقد أظهرت أهمية التكنولوجيا الرقمية لتحقيق النمو والتنمية المستدامة، وکان لزاماً على الدول تسريع وتيرة هذا التحول في جميع المجالات، حيث يشكل ركيزة أساسية تستند إليها رؤية دولة الكويت لعام 2035، لذلك تسعى دولة الكويت إلى اعتماد تقنيات ذكية ورقمية للارتقاء بخدماتها والدفع بعجلة الاقتصاد وتحسين جودة الحياة، فضلاً عن تعزيز الكفاءة التشغيلية ودعم أداء القطاعات الرئيسية، وخير مثال على ذلك تطبيق "سهل" وهو تطبيق يتكون من 35 جهة حكومية جميعها في تطبيق واحد يسهل انجاز المعاملات من دون الحاجة إلى التعامل مع كل جهة، مما يتيح للمواطنين والمقيمين إتمام معاملاتهم بسهولة".
وقالت الفصام: "يهتم الجهاز المصرفي في دولة الكويت بمواكبة الرقمنة بشكل سريع ومتزايد لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة للعملاء، حيث بدأت البنوك المحلية بتوفير منصات للخدمات المصرفية عبر الإنترنت، واستخدمت تقنية الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء، وتنفيذ عمليات الدفع من خلال الهواتف أو الساعات الذكية".
واختتمت "إن حكومة الكويت دخلت في تحالف إستراتيجي مع شركة (قوقل كلاود) لوضع خريطة طريق لبرنامج تحول رقمي شامل للهيئات الحكومية والشركات الرئيسية المملوكة للدولة، حيث سيتيح الاستفادة من التكنولوجيا التي تقدمها الشركة في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي".
ومن الجدير بالذكر، تعتبر (الكومسيك) التي أنشئت بناءً على قرار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث المنعقد في عام 1981، وعهد برئاستها إلى فخامة رئيس الجمهورية التركية، محفلاً يضم وزراء المال والاقتصاد بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المعنيين برسم السياسات الاقتصادية الوطنية الشاملة، وتتناول الكومسيك كافة المواضيع الاقتصادية والتجارية الدولية والإقليمية وانعكاساتها على الدول الأعضاء.
