
رأى خبراء ومتخصصون كويتيون في شؤون النفط والطاقة أن أسعار النفط الخام الآجلة سجلت خسائر للأسبوع الخامس على التوالي بفعل تزايد عمليات بيع العقود الآجلة من قبل المستثمرين في ظل تراجع التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتلاشي المخاوف بشأن تعطل الإمدادات.
وقال هؤلاء الخبراء إن من العوامل التي أدت أيضا لانخفاض الاسعار ارتفاع مخزونات النفط الخام التجارية ومخزونات الغازولين الأمريكية فضلا عن انتعاش مؤشر الدولار الأمريكي بدعم من البيانات الاقتصادية التي أظهرت انخفاض معدلات البطالة.
وانخفض خام برنت في تداولات الأسبوع الماضي بنسبة بلغت 4ر0 في المئة ليصل إلى 58ر80 دولار للبرميل في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الامريكي بنسبة بلغت 5ر0 في المئة ليبلغ 54ر75 دولار للبرميل.
وقال الخبير في شؤون الطاقة وعضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية الدكتور مبارك الهاجري إن أسواق النفط شهدت حالة من التذبذب نتيجة عمليات البيع والخوف من الدخول في حالة من الكساد وتباطؤ نمو النشاط الاقتصادي بعد صدور بيانات التجزئة الأمريكية التي تعكس انخفاض مستوى الصرف والقوة الشرائية لدى المستهلك الأمريكي.
وأوضح الهاجري أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت يوم الأربعاء الماضي أن هناك نموا في حجم الطلب بواقع 4ر2 مليون برميل بزيادة قدرها 100 ألف برميل على أساس شهري مبينا أن حجم الطلب في مصانع التكرير وكمية السحوبات الاسبوعية "إيجابية".
وأفاد أن هناك حالة من "عدم الاتصال بين السوق الفعلي ونظيره الورقي" موضحا أن المضاربين يضغطون على الأسعار ما يسهم في انخفاضها في حين أن البيانات ومستويات الانتاج والطلب "مستقرة ومتماسكة".
وتوقع أن يكون هناك تمديد إضافي لخفض الانتاج من قبل تحالف (أوبك+) مشيرا في هذا الصدد إلى عدم التزام "انغولا ونيجيريا بالحصص السوقية التي أقرها لهما تحالف (أوبك+)".
بدوره توقع الخبير في مجال الطاقة جمال الغربللي أن يؤدي استمرار الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة المفروضة حاليا هناك إلى صعود الأسعار لمستويات قياسية قد تلامس مستوى 120 دولارا للبرميل.
وذكر أن زيادة السحب من مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية ودخول فصل الشتاء سيسهم في تعزيز الأسعار ودفعها للارتفاع فضلا عن تمديد خفض الإنتاج الطوعي الاضافي البالغ مليون برميل يوميا من قبل السعودية وروسيا.
من جانبه قال الخبير النفطي ورئيس مجلس الأعمال الكويتي في دبي فراس السالم إن أسعار النفط شهدت انخفاضا بسبب ضعف الطلب العالمي على المشتقات النفطية مع عدم قدوم ذروة البرودة في أوروبا وأمريكا الشمالية مما يعزز الطلب على الطاقة بهاتين القارتين خلال هذا الوقت من العام.
وأضاف السالم أن الاقتصاد الصيني لا يزال في وضع "غامض" حيث تتراكم حاليا مخزونات من المواد النفطية المكررة مع توقع بتقلص الواردات النفطية خلال النصف الأول من العام القادم.
ولفت إلى أن هذه العوامل تشجع تحالف (أوبك+) على تمديد الخفض الإضافي للانتاج لفترة أخرى وزيادة كمياته في حال شهد الطلب المزيد من الاضطرابات مع تراكم المخزونات النفطية في آسيا تجنبا لارتباك كبير بأسواق الطاقة كما حصل في عام 2016.
وأوضح أن توقعات (أوبك) تشير إلى زيادة الطلبات الصينية بنسبة 2ر3 في المئة فقط خلال النصف الاول من العام القادم وبالمقابل فإن وكالة الطاقة الدولية تتوقع نموا بنسبة 9ر3 بالمئة وهما أقل من معدل النمو بين العامين 2016 و2019 ما قبل الجائحة حيث بلغ 5ر4 بالمئة سنويا وهو ما يؤثر على الطلب العالمي بشكل كبير.
وأفاد أن الصين تشكل ما نسبته 25 في المئة من الطلب العالمي على النفط "ومع فتور الاقتصاد العالمي قد لا يشكل الطلب من خارج الصين نموا كافيا للمحافظة على الأسعار دون تخفيض من تحالف (أوبك+)".