
أكد المدير العام لمؤسسة الموانئ الكويتية بالتكليف جهاد الحساوي أمس الثلاثاء ضرورة رفع وتطوير القدرات التشغيلية للموانئ لما لها من أهمية إستراتيجية كبيرة في تمكين التجارة العالمية وتعزيز النمو الاقتصادي وترسيخ مكانة الكويت على خريطة التجارة والخدمات اللوجستية العالمية.
جاء ذلك خلال مشاركة الحساوي في فعاليات مؤتمر الموانئ العالمي للاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ (ابوظبي 2023) الذي انطلق في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) أمس الثلاثاء ويستمر حتى الثاني من نوفمبر القادم تحت شعار "إعادة تصور الموانئ".
وقال الحساوي إن المؤسسة تشارك بتجربة الكويت في تحسين خدمات الموانئ وتطوير بنيتها التحتية من خلال المشاريع والاستثمارات التي تمت في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الموانئ وتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة.
ولفت إلى أهمية المشاركة في هذا المؤتمر باعتباره فرصة قيمة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول والمؤسسات الأخرى وتبادل المعرفة والخبرات في قطاع الموانئ كما سيكون لهذه المشاركة أثر إيجابي في تعزيز مكانة الكويت كمركز رائد في مجال النقل البحري.
وأضاف أن المؤتمر سيسلط الضوء على الابتكارات التكنولوجية والتطورات الحديثة في صناعة الموانئ التي تشهد تحولا رقميا كبيرا من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة لتحسين كفاءة وأداء الموانئ.
وعلى صعيد متصل أشاد الحساوي بالخدمة الملاحية الجديدة (الجسر البحري) التي أطلقتها مجموعة موانئ أبوظبي لتيسير حركة التجارة بين ميناء خليفة وميناء الشويخ لمساهمتها في تسريع وصول وتسليم البضائع والحاويات وشحنها لخدمة الشركات والموردين بين البلدين.
وقال إن الإمارات بشكل عام -وأبوظبي خصوصا- تعد واحدة من الوجهات الرائدة في قطاع الموانئ حول العالم حيث تمتلك بنية تحتية حديثة ومتطورة وتتبع معايير عالمية في تشغيل الموانئ وخدمات الشحن.
وأشار إلى سعي مؤسسة الموانئ الكويتية لتوسيع دائرة خدماتها وتعزيز وصولنا إلى جميع الأسواق الإقليمية والدولية بما يتماشى مع تطلعات البلاد وترسيخ مكانتها كوجهة مفضلة ورائدة للتجارة والخدمات اللوجستية.
,انطلقت فعاليات مؤتمر الموانئ العالمي للاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ – أبوظبي 2023 الذي تستضيفه مجموعة موانئ أبوظبي ويقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر تحت شعار "إعادة تصور الموانئ".
وشهدت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر تقديم منصة متخصصة جمعت عدداً من الشخصيات المؤثرة على مستوى القطاع، إلى جانب مشغلي الموانئ الرائدين من جميع أنحاء العالم. كما أتيح للحضور والمشاركين فرصة الاطلاع على أبرز التوجهات والنقاشات التي قدمها نخبة من الخبراء، والتي سلطوا خلالها الضوء على مجموعة واسعة من المواضيع، في وقت افتتحت خلال مجموعة موانئ أبوظبي الضوء جلسات المؤتمر، لتسلط الضوء على أهمية هذه النسخة من الحدث، باعتبارها الجهة المستضيفة للمؤتمر.
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: "نفخر باستضافتنا لهذا المؤتمر الريادي، والذي يقام في أبوظبي لأول مرة في خطوة تعزز مكانة الإمارة على خارطة هذا القطاع الاستراتيجي، وذلك لاستقطابها قيادات وخبراء ومتحدثين عالميين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ".
وأضاف الشامسي: "إن استضافة هذا الحدث يرسخ موقع إمارتنا ودولة الإمارات المحوري في قطاع الموانئ والقطاع البحري، بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية لمجموعة موانئ أبوظبي. وفي الوقت الذي يواجه القطاع خلاله مجموعة من التحديات مثل التضخم، وارتفاع تكاليف الطاقة والوقود، فضلاً عن ضغوطات مرتبطة باحتمالات الركود الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم، يأتي هذا المؤتمر ليعزز الدعم للقطاع لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها".
وأضاف: "يهدف شعار المؤتمر لهذا العام "إعادة تصور الموانئ"، إلى تطوير إطار عمل يمكننا من التخطيط بشكل جماعي، بما يسهم في تشكيل قطاع مستدام، إذ ستتاح أمامنا الفرصة لتحديد أساليب حديثة والاستفادة منها في العديد من المجالات الرئيسية، بما في ذلك الاستثمار والابتكار والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة والتحول الرقمي وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات لدى العاملين في القطاع".
وتضمنت أجندة اليوم الأول اجتماع الطاولة المستديرة، حيث تم تسليط الضوء على العديد من المواضيع من بينها دمج الابتكار في قطاع الموانئ، حيث تطرق ديفيد جاتوارد، الرئيس التنفيذيللخدمات الهندسية والفنية - في مجموعة موانئ أبوظبي، إلى أهمية اعتماد نهج جديد لتعزيز دور المقاولين والوسطاء البحريين وتمكينهم من أن يصبحوا مطورين مشاركين في قطاع الموانئ والمحطات، وذلك بما يسهم في إحداث أثر إيجابي على الصناعة البحرية، بالإضافة إلى تحقيق العديد من الفوائد من بينها تعزيز الكفاءة، وتطوير بنية تحتية مبتكرة، واتباع ممارسات أكثر استدامة.
وشارك بابلوبريزيو، مدير إدارة الابتكار المؤسسي في مجموعة موانئ أبوظبي، في جلسة حوارية تناولت العديد من المواضيع من بينها كيفية قيام الموانئ بدمج الابتكار في العمليات التشغيلية لمؤسساتها، بالإضافة إلى تبني ثقافة التجديد والتحسين.
وتضمن اليوم الأول أيضاً حلقات حوارية حول تأثير الوقود الخالي من الكربون على طرق التجارة العالمية وتدفق البضائع، وتقليل مخاطر الاستثمار في مجالانتقال الطاقة، ودمج ثقافة السلامة المستدامة في الموانئ، فضلاً عن دور الموانئ باعتبارها مراكز بحرية للطاقة النظيفة. وفي ضوء التوقعات التي تشير إلى أن احتجاز الكربون وتخزينه سيصبح جزءاًأساسياً من عملية إزالة الكربون، ركزت إحدى الجلسات بشكل حصري على سبل استعداد الموانئ للقيام بدورها فيما يتعلق بسلاسل التوريد في المستقبل.
واستعرض ممثلو الاتحاد الدولي للموانئ والمرافئ والمنظمة العالمية للجمارك أمام الحاضرينالسبل والعمليات التي تقوم بها سلطات الموانئ وهيئاتها الإدارية بالشراكة مع السلطات الجمركية لتسهيل تدفق التجارة والبضائع بشكل أكثر سلاسة ضمنسلاسل التوريد البحرية الخاصة بها.
واختتم المؤتمر فعاليات اليوم الأول بجلسة تفاعلية عرضت خدمات الدعم التي تقدمها الموانئ للشحن البحري في المواقع الأساسية والناشئة، وذلكبالتركيز على خفض الانبعاثات، والصحة والسلامة، والوصول إلى المجتمع المحلي، والتحول الرقمي.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الموانئ العالمي يعد منصة عالمية لاستعراض الدور الرئيسي والفاعل الذي تلعبه الموانئ البحرية في رفد قطاع التجارة العالمية، حيث تكمن أهمية الدورة الحالية باعتبارها المرة الأولى التي تستضيف فيها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فعاليات هذا الحدث العالمي المرموق على مستوى القطاع البحري.