
لم تكن الحاجة يوما إلى مركز وطني للأمن السيبراني للتصدي للمخاطر السيبرانية خاصة في مرحلة ما بعد الكورونا أكبر مما هي اليوم، هذه هي الرسالة التي سيخلص إليها مجموعة من كبار خبراء الأمن السيبراني العالميين خلال حلقة نقاشية تقام خلال منتدى الحكومة الإلكترونية الثامن (EGOV8) الذي يقام يومي 30 و 31 مارس الحالي تحت شعار، «الحكومة الإلكترونية الشاملة ضرورة ملحة لما بعد الكورونا.»
تعتمد الحكومات والقطاع الخاص والأفراد بشكل متزايد على الانترنت والتكنولوجيا الرقمية، وقد جائحة الكورونا إلى تسريع هذا التحول إلى الخدمات عبر الانترنت والعمل من المنزل، ولكن مخاطر الهجمات الإلكترونية تتزايد رغم ذلك، وشهد العام الماضي زيادة كبيرة في الهجمات الإلكترونية بما في ذلك قرصنة اللقاحات، وهجمات انتزاع الفدية العدوانية حيث يرتبط الكثير منها بالوباء، ويقدر الخبراء أن الجرائم السيبرانية العالمية تكلف الآن ما يزيد على 6 تريليون دولار وتنمو بنسبة 15٪ سنويا.
يتحدث خلال الحلقة النقاشية كل من الجنرال المتقاعد كيث ألكسندر، الذي قاد وكالة الأمن القومي الأمريكية، وأسس القيادة السيبرانية للولايات المتحدة ( US CYBERCOMMAND)، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة IronNet Cybersecurity؛ كما يشارك الدكتور هنري بيرسون، سفير الأمن السيبراني لحكومة المملكة البريطانية المتحدة؛ وسيتحدث أيضا في الحلقة النقاشية السيد كونراد برنس، وهو النائب السابق لرئيس وكالة الانترنت البريطانية GCHQ، ويشغل حاليا مستشار أول للاستخبارات التطبيقية في احد اكبر الشركات الرائدة عالميا بمجال الأمن السيبراني، وترأس الحلقة النقاشية المهندسة ليالي عبد الله المنصوري، مدير إدارة أمن المعلومات والاستجابة للطوارئ في الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات (سيترا)، وسوف تركز المناقشات على أسباب حاجة الدول إلى اعتماد نهج وطني منسق للدفاع ضد هذه التهديدات السيبرانية لتكون قادرة على الصمود في الفضاء الإلكتروني.
وأفاد الجنرال المتقاعد ألكساندر بهذه المناسبة، « إننا نواجه بداية سباق تسلح رقمي يستخدم فيه الخصوم هجمات الأمن السيبراني كأداة للتسبب بالضرر، بما في ذلك الدمار وجمع المعلومات الاستخبارية والابتزاز، مما يشكل في نهاية المطاف تهديداً اقتصادياً وجودياً للقطاعين العام والخاص. ومما يزيد من تعقيد هذه المشكلة أن المنظمات كثيراً ما يجب عليها أن تدافع عن نفسها، بموارد محدودة في كثير من الأحيان، ضد مجموعات الدول القومية الممولة تمويلاً جيداً التي تخطط وتهاجم من خلال مجموعات مختلفة على مدى فترات طويلة من الزمن، والدفاع الجماعي المنسق هو السبيل الوحيد للحصول على استشراف أفضل للهجمات، وتفعيل العمل الدفاعي بشكل أسرع».
وسوف يستعرض المتحدثون استناداً إلى تجربة العديد من الدول حول العالم المشهد المتعلق بالتهديدات السيبرانية بعد جائحة الكورونا، وكيفية تطوير استجابة وطنية منسقة للتصدي لهذا التهديد المتزايد.
وبدوره قال كونراد برنس، «تعتمد الحكومات والمجتمعات بشكل متزايد على الحلول الرقمية. ولكن حوادث سيبرانية مثل SolarWinds أظهرت مدى ضعفنا أمام الهجمات الإلكترونية. ويتعين على الدول أن تتخذ نهجا منسقا، يركز على مركز واحد يفهم التهديد السيبراني ويقود الاستجابة الوطنية، وبدون ذلك، ستكون البلدان ومواطنوها عرضة بشكل متزايد للجهات التي تهدد بالخطر، بما في ذلك الدول القومية المعادية، التي تسعى إلى إلحاق الضرر بها في الفضاء الإلكتروني».
سوف يجري مناقشة هذه المواضيع ذات الأهمية خلال حلقة نقاشية خاصة في اليوم الأول لمنتدى الحكومة الإلكترونية في 30 مارس، ومن الجدير بالذكر أن شركة نوف إكسبو (NoufEXPO) الكويتية تنظم هذا الحدث تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء في دولة الكويت.