
أعلن غازي فهد النفيسي رئيس مجلس إدارة شركة الصالحية العقارية أن الشركة قد أتمت صفقة بيع ما نسبته 90% من حصتها في شركة هدية القابضة في جمهورية ألمانيا (شركة مملوكة لشركة الصالحية العقارية بنسبة 90.89% وتمتلك عدداً من أرقى العقارات التي تقدم خدمة الرعاية الصحية والسكنية لكبار السن والمتقاعدين)، وقد بلغت القيمة الإجمالية للصفقة 81.8 مليون يورو ما يعادل 28 مليون دينار كويتي تقريباً، فيما بلغت أرباح الشركة 21.6 مليون دينار كويتي تقريباً، مؤكداً بذلك على نجاح الشركة في إتمام الصفقة رغم التداعيات السلبية التي فرضتها جائحة كورونا المستجد على معظم القطاعات الاقتصادية لاسيما القطاع العقاري وذلك في معظم بلدان العالم.
وعن قصة نجاح شركة هدية القابضة فقد أوضح غازي النفيسي أن استثمار شركة الصالحية العقارية في جمهورية ألمانيا في هذا المجال، قد بدأ منذ سنوات عديدة بعد أن اعتمدت شركة الصالحية العقارية استراتيجية جديدة تتمثل في تنويع استثماراتها داخل وخارج دولة الكويت، على أن تكون تلك الاستثمارات داخل أسواق قوية وفي دول ذات اقتصاديات متينة وتتمتع بالاستقرار ومستويات مخاطر مقبولة، لذا كان تركيز الشركة على بعض الدول مثل ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أنه في العام 1993 قامت شركة الصالحية العقارية وآخرون بشراء محفظة عقارية لعدد 7 مباني في مدينتي هانوفر وباد بيرمونت الألمانيتين بقيمة إجمالية بلغت حينها حوالي 100 مليون مارك ألماني، وذلك بتمويل ذاتي بالإضافة إلى الاقتراض من أحد البنوك الألمانية، وكان الهدف الأساسي من هذه الصفقة أن تقوم الشركة بتأجير تلك العقارات وذلك دون عملية الإدارة والتشغيل، حيث أن تلك المباني معدة خصيصاً لخدمة الرعاية الصحية والسكنية لكبار السن والمتقاعدين، سواء على شكل غرف أو شقق مهنية لتلك الاحتياجات.
وأوضح غازي النفيسي أن الأمور كانت تسير بشكل متسارع وعكس رغبة الشركة وشاءت الظروف أن تضطلع شركة الصالحية العقارية بمسؤولية الأعمال التشغيلية لتلك المباني، ولم يكن ذلك بالصعوبة الشديدة على إدارة شركة الصالحية العقارية لما تملكه من خبرات في مجال الاستثمار والتأجير العقاري، ولكن كانت الرغبة في النأي عن الدخول في تفاصيل تشغيلية وإدارية وقانونية بشأن إدارة مثل ذلك النشاط في جمهورية ألمانيا، وبعد فترة وجيزة تخارج المساهمون الآخرون من الاستثمار في المشروع، وارتفعت ملكية شركة الصالحية العقارية في شركة هدية القابضة لتصل إلى 90.89%.
وبمرور الوقت استطاعت إدارة الشركة الألمانية (هدية القابضة) أن تتمرس في تلك التجربة وأن تحقق نتائج متميزة ولسنوات متتالية، حيث كانت نسب التشغيل لا تقل عن 98% فيما بلغ العائد نحو 22% على رأس المال، وقد شجع ذلك النجاح إدارة الشركة على أن تقوم بإعداد دراسات مستفيضة لزيادة حجم الاستثمار في هذا المجال، وبالتالي مضاعفة عدد الغرف والشقق المملوكة والمتاحة للتشغيل في نفس النشاط لتصل إلى 1,600 وحدة، وتم تقديم تلك الدراسات إلى مجلس الإدارة والذي رحب بذلك، واستطاعت الشركة بالفعل أن تحصل على تسهيلات ائتمانية من البنوك الألمانية بهدف التوسع في هذا المجال من خلال شراء وإنشاء مباني سكنية جديدة للوصول إلى هذا العدد الكبير من الوحدات القابلة للتشغيل.
وقد أكد النفيسي أن الشركة الألمانية التابعة كانت خلال سنوات عملها قد التزمت بخطط التوسع والتطوير، وذلك عبر التملك بشكل مباشر أو شراء أراضي وتشييد مباني ذات طراز معماري وموقع جغرافي رائع ومن أبرزها المشروع الواقع في منتجع نيوشتاد على بحر البلطيق، بالإضافة إلى ذلك فقد تطورت عمليات التشغيل في شركة هدية القابضة حتى وصلت في السنوات الأخيرة إلى مراحل متقدمة ومبتكرة، تم فيها تطوير منتجات جديدة تناسب الطلبات المتنوعة وحاجات السوق في هذا المجال، حيث طرحت الشركة خدمة الرعاية المتنقلة والمنزلية، وتقديم مفهوم جديد ومبتكر «دانة لايف ستايل» وهو عبارة عن إنشاء مباني سكنية لكبار السن والمتقاعدين تتميز بالسرعة في الإنجاز وبأسعار معقولة وفي نفس الوقت توفر أقصى درجات العناية والرعاية، وقد تم إنشاء عقارين بهذا المفهوم تقع في مواقع متميزة مع إضافة خيار التأجير أو التملك. وقد أثمرت خطط التطوير والتوسع التي وضعتها الشركة الألمانية (هدية القابضة) في تحقيق نجاحات متتالية في هذا الاستثمار وتصنيف عقاراتها باعتبارها «أفضل صديق للعميل» وذلك بموجب قانون الشفافية تجاه بيوت التمريض في ألمانيا، كما حازت عقارات الشركة على العديد من أفضل التصنيفات ضمن نظام التصنيف الذي وضعته شركات التأمين الصحي.
ولفت غازي النفيسي إلى أن نجاح الاستثمار في هذا النشاط في السوق الألماني كان باهراً وشهد استقراراً قل نظيره، وقد ظهر ذلك جلياً خلال أزمة الرهن العقاري على العكس من غيره من القطاعات الاستثمارية الأخرى والتي تأثرت بشدة خلال سنوات تلك الأزمة، فيما انعكس ذلك الاستقرار على نسب الإشغال والتي فاقت نسبة 90% خلال سنوات متتالية، مع ارتفاع عدد مباني الشركة إلى 17 والتي تقدر طاقتها الاستيعابية 1,614 سرير تتكون من شقق وستديوهات يقوم على الخدمة والعمل فيها 950 من الموظفين المؤهلين والمدربين تدريبياً عالياً.
ثم قال النفيسي بأنه بعد دراسة الوضع الحالي لاستثمار شركة الصالحية العقارية في سوق الرعاية الصحية لكبار السن في ألمانيا، وكبر حجم الأصول العقارية للشركة وارتفاع قيمتها السوقية، مع بلوغ الأرباح التشغيلية لهذا الاستثمار إلى الذروة، فقد تم الاتفاق على تسييل هذا الاستثمار إلى ما تم تحقيقه من أرباح مجزية خلال السنوات الماضية، وذلك بهدف إيجاد بدائل تحقق عوائد وأرباح أعلى بحيث لا يخرج عن نشاط الشركة الرئيسي في الجانب العقاري، الأمر الذي يتم وفق تطلعات شركة الصالحية العقارية واستراتيجيتها في تطوير استثماراتها الداخلية والخارجية للحفاظ على قوة علامتها التجارية ومركزها المالي.