لم تكن حزمة الإغاثة الأمريكية والتي وقع عليها الرئيس دونالد ترامب لتخفيف أضرار فيروس كورونا المستجد والبالغة 2.2 تريليون دولار سوى البداية فحسب.
وتسعى وزارة الخزانة الآن للحصول على حوالي 250 مليار دولار إضافية لتجديد قروض الأعمال الصغيرة، وهناك أمل في أن يتفق الرئيس والديمقراطيون في مجلس النواب على صفقة إنفاق "المرحلة الرابعة" والتي قد تستهدف البنية التحتية، بقيمة طلبها ترامب تبلغ تريليوني دولار.
وهذا هو الوضع فقط في الولايات المتحدة وحدها ولكن الأمر أكثر ظهوراً حول العالم، بحسب تحليل نشرته فوربس للكاتب "فرانك هولمز".
ووفقاً لـ"إد هيمان"، رئيس فريق الأبحاث الاقتصادية لشركة "إيفركور إي.إس.أي"، تم الإعلان عن 285 إجراء تحفيزي في جميع أنحاء العالم في الأشهر الثمانية الماضية، ما يعتبر الرقم الأكبر وبفارق كبيرة في التاريخ.
ووافقت اليابان، التي أعلنت هذا الأسبوع حالة الطوارئ، على حزمة إغاثة بقيمة تريليون دولار يوم الثلاثاء الماضي.
ويقترب العالم من إنفاق ما لا يقل عن 10 تريليون دولار للتخفيف من الأثر الاقتصادي لهذا الفيروس، وهذا كله قبل حساب التحفيز النقدي في شكل معدلات الفائدة القريبة من الصفر والتيسير الكمي.
ويجري الآن إغراق الاقتصاد الأمريكي بالمال والسيولة الفائضين.
ومقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، زاد المعروض النقدي "إم 2" و الذي لا يشمل النقد فحسب بل أيضًا ودائع الادخار وصناديق سوق المال وغيرها من شبه الأموال بنحو 12 بالمائة، وهو الأعلى منذ أكثر من 10 سنوات.
تدفق المعروض النقدي إلى الذهب المادي
كل هذه السيولة الفائضة يجب أن تذهب إلى مكان ما، وتاريخياً كانت بمثابة داعم لأسعار الذهب.
وبالنظر إلى الرسم البياني أدناه، هناك ارتباط واضح بين معدل النمو السنوي للمعروض النقدي "إم 2" وسعر المعدن الأصفر.
وفي الأوقات التي شهدت ارتفاع المعروض النقدي على أساس سنوي، تبعه أسعار الذهب صعوداً أيضاً.
ولامس الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1900 دولار للأوقية في عام 2011 عندما تجاوز نمو المعروض النقدي "إم 2" مستوى 10 بالمائة على أساس سنوي.
ومع نمو المعروض النقدي الآن بنسبة 12 بالمائة - ومن المرجح أن يتجه لمزيد من الارتفاع - فقد تدفقت السيولة إلى الذهب المادي وكذلك الذهب الورقي.
في يوم الاثنين الماضي، تم تداول سعر التسليم الفوري للذهب أعلى 1700 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ ديسمبر لعام 2012.
الاختبار التالي – بحسب اعتقاد الكاتب - هو 2000 دولار للأوقية، بل أن الوصول لمستوى 10 آلاف دولار للأوقية ليس مستحيلاً.
تدفقات الصناديق المتداولة للذهب تحطم الأرقام القياسية
سجلت الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب المادي رقماً قياسياً جديداً في الربع الأول من عام 2020، حيث اجتذبت 298 طنًا متريًا، أو صافي تدفقات داخلية بقيمة 23 مليار دولار، ليصبح المجموع الإجمالي أكثر من 164 مليار دولار، وفقًا لـتقرير مجلس الذهب العالمي.
ويعتبر هذا المستوى هو الأعلى على الإطلاق بالدولار الأمريكي في فصل ما، والأعلى من حيث الأطنان منذ الربع الأول من عام 2016.
توقع مجلس الذهب العالمي أن تستمر محركات الذهب الأخيرة ، بما في ذلك "عدم اليقين واسع النطاق في السوق وتحسين تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب مع انخفاض عوائد السندات".
وقال المجلس: "مع خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة إلى الصفر واستمراره عند هذا المستوى للمستقبل المنظور، يمكن أن يكون أداء الذهب جيدًا لأنه يميل إلى التفوق خلال دورات التيسير النقدي".
"بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تثبت سياسات التحفيز المالي التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات دولار أن لها أثراً تضخمًيا، وهو تطور يمكن أن يدعم أسعار الذهب على المدى الطويل"، بحسب المجلس.
حتى الآن كان التضخم في الولايات المتحدة ضعيفا، رغم التوقعات السابقة بأن التعريفات الجمركية لترامب والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستدفع أسعار المستهلكين إلى الارتفاع. ومن المتوقع أن تدابير التحفيز العالمية التي تتجاوز 10 تريليونات دولار أمريكي سيكون لها تأثير ملحوظ على أسعار السلع والخدمات، والتي يمكن أن تكون بناءة لأسعار الذهب.