
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تتسبب أزمة «كورونا» في محو حوالي عقد من النمو في الطلب على النفط خلال العام الحالي، وسط إجبار الدول حول العالم على الإغلاق الفعلي استجابة للوباء.
وقالت الوكالة الدولية خلال تقريرها الشهري ، إن الطلب على النفط سينخفض بنحو 9.3 مليون برميل يومياً في عام 2020 مقارنة مع مستويات العام الماضي حتى مع افتراض تخفيف قيود السفر في النصف الثاني من العام.
ومن شأن ذلك أن يكون أول هبوط في الطلب على النفط بعد عقد من الزمن شهد نمواً في الطلب.
وتفيد الوكالة الدولية بأن النشاط في قطاع النقل قد تراجع بشكل حاد في كل مكان تقريباً، مع الإشارة إلى أنه تم تنفيذ إجراءات الإغلاق في حوالي 187 دولة ومنطقة استجابة لتفشي فيروس «كوفيد-19».
وخلال شهر أبريل الجاري، تتوقع وكالة الطاقة انخفاض الطلب على النفط بنحو 29 مليون برميل يومياً ليتراجع إلى مستويات لم يشهدها منذ عام 1995.
وبالنسبة لتقديرات الطلب عن الربع الثاني من العام الجاري، فمن المتوقع أن يكون 23.1 مليون برميل يومياً أقل من مستويات الفترة المماثلة من العام الماضي.
وفي حين أنه من المتوقع أن يحدث التعافي في النصف الثاني من 2020، إلا أن الوكالة الدولية تتوقع أن يكون ذلك تدريجياً.
وترى وكالة الطاقة أن الطلب على النفط خلال شهر ديسمبر/كانون الأول سيظل أقل بنحو 2.7 مليون برميل يومياً مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وحذرت الوكالة من أن اتفاق خفض مستويات الإنتاج النفطي من جانب المنتجين الرئيسييين للنفط، والذي تم التوصل له قبل أيام، يمكنه فقط تعويض الهبوط الذي يواجه سوق الخام على المدى القريب.
لكن وكالة الطاقة تشير إلى أن القرارات التاريخية التي تم اتخاذها من جانب تحالف «أوبك +» ومجموعة دول العشرين يمكن أن تساعد في عودة صناعة النفط من على حافة هاوية موقف أكثر خطورة مما تواجهه حالياً.
وأوضحت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها، أنه من خلال خفض ذروة تخمة الإمدادات وتسطيح منحنى تراكم المخزونات، فإنهم يساعدان نظاماً معقداً على استيعاب الأسوأ في هذه الأزمة.
وتابعت: «لا يوجد اتفاق ذو جدوى يمكنه أن يخفض المعروض النفطي بما يكفي لتعويض خسائر الطلب على المدى القريب، ومع ذلك فإن إنجازات الأسبوع الماضي تعد بمثابة بداية قوية».
ولا يزال من الواضح أنه هناك طريقاً طويلاً قبل التمكن من تجاوز أزمة الكورونا، وفقاً لما قالته وكالة الطاقة.