اقتصاد

مع بداية العام 2020، يترقب المتداولون والمستثمرون في بورصة الكويت بدء فترة إفصاح الشركات المدرجة بالسوق عن بياناتها المالية السنوية وما يصاحبها من الإعلان عن توزيعات أرباح نقدية أو مجانية.

وتوقع محللون أن تكون نتائج عام 2019 أفضل من الأعوام السابقة وربما تكون الأفضل في السنوات الخمس الأخيرة، وذلك على وقع ما شهده العام الماضي من ترقيات متتالية للسوق الكويتية في المؤشرات العالمية وما ترتب عليها من تزايد وتيرة التداولات بالبورصة.

بورصة الكويت استقطبت المزيد من رؤوس الأموال

وقال المحلل الفني لسوق المال يعقوب المشعان، إن بورصة الكويت تصدرت مشهد الصعود على مستوى أسواق المنطقة في العام الماضي، وهو انعكاس طبيعي للترقية في مؤشر فوستي راسل ومورغان ستانلي «إم إس سي آي».

وأوضح المشعان أن بورصة الكويت نجحت من خلال هذه الترقيات في عام 2019 باستقطاب المزيد من رؤوس الأموال والمستثمرين بشكل عام وخاصة على أسهم الشركات التي تعتمد بالأساس على النشاط التشغيلي، الأمر الذي ساهم كثيراً في ارتفاع أسعار تلك الأسهم بشكل لافت.

وأضاف أن ارتفاع أسعار الأسهم وتحسن مستويات السيولة ونشاط التداول، حتى وإن كان في فترات متقطعة على مدار العام الماضي، إلا أن المحصلة العامة جاءت جيدة جداً الأمر الذي انعكس إيجاباً على النتائج خلال الفصول الثلاثة الأولى من عام 2019 والمتوقع أن يستمر حتى الربع الأخير.

النتائج السنوية ترجمة لأداء الشركات خلال العام

من جانبه، قال المحلل المالي للسوق محمد الديب: «إن النتائج السنوية ترجمة لأداء الشركات، وإذا ما تابعنا تطور تلك النتائج خلال الأرباع الثلاثة من عام 2019 سنجدها إيجابية إذا ما قُورنت بسنوات سابقة، وبالتالي فمن المتوقع أن ينعكس ذلك على المساهمين في صورة توزيعات أرباح سخية سواء كانت في صورة نقدية أو أسهم منحة».

وبين الديب أن المستثمرين والمتداولين يبحثون عن اقتناص الفرص التي تحقق لهم أرباحاً جيدة وخاصة إذا كانت ترتكز على عاملين أساسيين وهما الأداء التشغيلي القوي، ونسبة المخاطرة القليلة.

وأشار إلى أن الشركات الكويتية اعتادت في السنوات السابقة على توزيعات متباينة ومتغيرة وربما كان الثبات نسبياً من نصيب أسهم المصارف وبعض الشركات التشغيلية والقيادية في السوق مثل (أوريدو الكويت، أسمنت بورتلاند، هيومن سوفت) وهذه الشركات كانت صاحبة نصيب الأسد في حصص التوزيع بعام 2018.

التوزيعات تزيد ثقة المستثمرين والمساهمين 

بدوره قال المحلل المالي للسوق محمد صديقي لـ»مباشر»، إن المستثمر الذي يبحث عن الاستقرار عبر دراسة واقعية للسوق والفرص المتاحة فيه والاستثمار في أسهم بعض الشركات ذات السمعة الجيدة والملاءة المالية القوية، هو في الحقيقة يستهدف الأرباح في المدى الطويل على عكس المضارب أو المتداول المتحرك.

وذكر صديقي أن نوعية المستثمرين في المدى الطويل غالباً لا يستهدفون توزيعات الأرباح النقدية لكن يهمهم في المقام الأول التوزيعات المجانية التي ترفع حصصهم في رؤوس أموال الشركات المُدرجة بالبورصة، كما أن هذا النوع من التوزيعات يزيد ثقة المستثمرين والمساهمين في تلك الشركات.

وبحسب تقارير اقتصادية سابقة فإن أكبر توزيعات شهدتها بورصة الكويت في العشر سنوات الأخيرة كان في العام 2010 وبلغت التوزيعات النقدية آنذاك 1.628 مليار دينار (5.4 مليار دولار)، بينما كانت توزيعات عام 2012 الأقل بنحو 926 مليون دينار (3.05 مليار دولار).

ويعد عام 2018 ثاني أكبر الأعوام على مستوى توزيعات الأرباح النقدية في بورصة الكويت، وذلك خلال العشر سنوات الأخيرة، في حين كان العام نفسه ثاني أقل الأعوام على مستوى توزيعات المنحة بعد عام 2011.

ووفقاً لإحصائيات سابقة فإن متوسط التوزيع النقدي في بورصة الكويت خلال الأعوام العشرة الأخيرة تراوحت نسبته بين 2.5 بالمائة إلى 3 بالمائة للعام الواحد، بينما تراوح متوسط توزيعات المنحة خلال نفس الفترة 1.2 إلى 1.5 بالمائة سنوياً. يذكر أن رؤوس أموال الشركات المُدرجة ببورصة الكويت، والبالغ عددها 175 شركة منها 164 شركة محلية و11 شركة من أسواق أخرى كالبحرين والإمارات، يبلغ نحو 10.73 مليار دينار بما يعادل 35.36 مليار دولار.

يشار إلى أن فترة إفصاح الشركات المدرجة بالبورصة عن البيانات المالية السنوية تمتد لثلاثة أشهر تبدأ مع مطلع العام وتنتهي في 31 مارس من كل عام.