
انطلقت أمس السبت اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا تحت شعار (بناء نظم جديدة للتعاون) بمشاركة نحو ألف شخصية من رؤساء دول وقادة حكومات ورؤساء شركات ومنظمات مجتمع مدني من حوالي 50 دولة يتقدمهم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني.
ويشارك من الكويت في المنتدى الذي تستضيفه منطقة البحر الميت على مدى يومين وزير المالية الدكتور نايف الحجرف ومحافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد الهاشل.
وتركز اجتماعات المنتدى الذي يعقد في الاردن للمرة العاشرة على أربعة محاور هي (بناء نموذج اقتصادي جديد) و(ادارة بيئة صالحة للعالم العربي) و(الوصول الى ارضية مشتركة في عالم متعدد المفاهيم) و(الثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي).
ويناقش المشاركون عبر 32 جلسة موضوعات عديدة تتصل بالمعايير الجديدة للتعليم العام والتوزيع الاقتصادي الجغرافي للبنوك في المنطقة ومنصات جديدة للرعاية الصحية والاستثمار في الموارد البشرية وإدارة المخاطر السيبرانية (الالكترونية).
ويسلط المشاركون الضوء على العولمة ودور التكنولوجيا في مواجهة الفساد وتشكيل مستقبل السياحة في الأردن كما يتناولون موضوع السلام والصراعات في المنطقة والطاقة الجديدة في الشرق الأوسط وآفاق الوضع الجيوسياسي وتطورات الجيل الخامس في الاتصالات.
كما يناقشون تحديات المياه في المنطقة ودور المرأة في التنمية الاقتصادية وأهمية البيانات ومستقبل المدن الذكية واعادة توزيع المسؤوليات والمهام في المنطقة ومستقبل الصيرفة الإسلامية وإدارة النفايات الصلبة كأحد التحديات في المنطقة والحلول السياسية وإعادة الإعمار في المنطقة و»القيادية البيئية» وتصميم الصناعة الحديثة وثورة الشركات الناشئة وسياسات الشمول المالي.
وتشهد جلسات المنتدى مناقشات عامة حول الطاقة والموارد الطبيعية في عدد من الدول العربية والمساواة بين الجنسين إلى جانب مناقشة وضع الشرق الأوسط في السياق العالمي وآسيا وأوروبا أيضا في سياق عالمي.
كما اختار المنتدى بالتعاون مع صندوق التنمية الاقتصادية في البحرين 100 شركة ناشئة من العالم العربي تقدم حلولا إبداعية في مجالاتها وتترجم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة بصفتها المرحلة الأحدث في تطور الاقتصاد العالمي وتعد بحجم كبير من الفرص الناتجة عن التطور التكنولوجي والمعلوماتي.
نايف الحجرف
وفي تصريح له خلال المشاركة في المنتدى قال وزير المالية د.نايف فلاح الحجرف «تأتي مشاركتنا اليوم إيمانا بأن نكون جزء من هذا الطرح العالمي و نشارك الأخرين في وجهة نظرنا ولايمكن ان تحل هذه القضايا العالمية دون التشاور سواء بخصوص قضية الطاقة المتجددة وسبل دعمها أو التغيرات المناخية أو اختلالات سوق العمل وسبل معالجتها، واليوم شاهدنا نماذج لشركات كويتية مختارة من قبل المنتدى ضمن أكثر 100 شركة ناشئة في المنطقة، جميعها متعلق المجال التكنولوجي استطاعت في نقل نماذج عملها من السوق المحلي إلى أسواق المنطقة ونحن مؤمنون بكفائة وقدرة الشباب الكويتي على الريادة والإبداع.
وعلى هامش انعقاد أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التقى الحجرف برئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورج بريند، وتم خلال اللقاء التطرق الى رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «كويت جديدة» بتحويل الكويت إلى مركز مالي جاذب للاستثمار يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي وتشجيع روح المنافسة ورفع كفاءة الإنتاج في ضوء جهاز مؤسسي داعم، اضافة الى التطلع للحصول على مساحة في مؤتمر دافوس 2020 لعرض رؤية دولة الكويت 2035 «كويت جديدة».
والتقى الحجرف بوزير خارجية جمهورية كازاخستان بيبوت أتامكولوف، وتم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الاستثماري والتجاري، وبحث تطورات الأوضاع الاقتصادية الإقليمية والدولية.
حضر اللقاء سفير الكويت لدى المملكة الاردنية الهاشمية عزيز الديحاني، ومدير ادارة الدين العام في وزارة المالية عبدالعزيز الملا.
كما التقى الحجرف برئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية د. عمر أحمد الرزاز، ناقلاً له تحيات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ/ جابر المبارك الحمد الصباح حفظه الله، وموجهاً له الشكر على الدعوة للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حضر اللقاء وزير المالية لدى المملكة الأردنية الهاشمية د. عزالدين كناكرية، وسفير الكويت لدى المملكة الاردنية الهاشمية عزيز الديحاني، ومدير ادارة الدين العام في وزارة المالية عبدالعزيز الملا.
وتأتي هذه اللقاءات على هامش انعقاد أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في المملكة الأردنية الهاشمية خلال الفترة من 6 حتى 7 أبريل 2019 تحت شعار «نحو نظم تعاون جديدة».
شركة «كودد» الكويتية
واختار المنتدى الاقتصادي العالمي ومجلس البحرين للتنمية الاقتصادية شركة (كودد) الكويتية لتعليم البرمجة ضمن قائمة اكثر 100 شركة عربية ناشئة واعدة لعام 2019.
وجاء هذا الاختيار الذي اعلن عنه المنتدى خلال دورته الحالية حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي انطلقت فعالياتها في منطقة البحر الميت بالاردن اليوم السبت من بين نحو 400 شركة متقدمة تمثل 17 دولة وقطاعا مثل التعليم والطاقة والبيئة والتمويل والصحة والنقل.
وستستفيد الشركات الواعدة المختارة من برنامج خاص صمم لتتمكن من خلاله من المشاركة مع قادة الصناعات والحكومات في مناقشة مستقبل صناعاتهم وتوسيع نطاق تأثيرهم في المجتمع وذلك خلال فترة انعقاد المنتدى على مدى يومين.
وقال هاشم بهبهاني احد المؤسسين لشركة (كودد) في تصريح على هامش افتتاح اعمال المنتدى إن هدف هذه المبادرة زيادة دمج رواد الاعمال الواعدين في العالم العربي في حوار وطني واقليمي حول التحديات الملحة.
واعرب بهبهاني عن امله أن تلتفت الحكومات والشركات الكبرى العربية لاهمية تعليم البرمجة وتتوطد علاقة التعاون معها لخلق تأثير اكبر في افراد المجتمع.
واضاف ان رواد الاعمال المختارين سيشاركون في البرنامج الرسمي لاجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي المقبل حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث يمكنهم التواصل مع قادة من عالم الاعمال والسياسة والصناعة لمناقشة مستقبل صناعاتهم وامكانية الوصول الى الاستفادة القصوى في المجتمعات.
واشار الى ان الاختيار جاء عبر معيار رئيسي هو مدى تأثير الشركة على منطقة الشرق الاوسط وقدرتها على تحديد اطر المستقبل من خلال الثورة الصناعية الرابعة وضمن إطار تطبيق التكنولوجيا بأشكال «خلاقة».
وذكر ان المبرمجين بمثابة «العصب للاقتصاد المبني على المعرفة وهم العنصر الاساسي للثورة الصناعية الرابعة» مؤكدا انه «دون وجود مبرمجين على مستوى عال من التدريب لا يمكن للمبادرات والمشاريع التكنولوجية ذات الحلول المبتكرة ان تجد طريقها لمواجهة تحديات المنطقة ومعالجة مشاكلها».
ومن جانبه رأى احمد معرفي احد المؤسسين للشركة والذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي إن المبادرات في قطاع التكنولوجيا بالكويت والوطن العربي مكنت الشاب الكويتي والعربي من تأسيس مشاريع «لافتة ومؤثرة» خلال فترة وجيزة.
وقال معرفي في تصريح مماثل إن «الشباب الكويتيين يملكون سقفا عاليا من الطموح كما أنهم كثيرا ما برهنوا على قدرتهم الرائدة في قطاع الاعمال».
ورأى ان ما يميز رواد الاعمال في الكويت عن غيرهم في باقي الدول هو تعاونهم «اللافت» مع الاخرين عبر تقديم النصيحة والمعلومة ومشاركة تفاصيل تجاربهم معهم مما يعطي ميزة تنافسية لريادة الاعمال في المجتمع الكويتي من خلال تبادل هذه الخبرات بين افراد المجتمع الراغبين في الانطلاق بمشروعاتهم الخاصة.
ولفت الى ان الكويت من الدول التي تمتلك بيئة مهيأة لاقامة المشاريع الناجحة من خلال منظومة متكاملة العناصر اهمها توفر حاضنات الاعمال وصندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنك الصناعي.
العمل الصحيح تجاه اللاجئين
وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن بلاده واجهت خلال العقد الماضي تحديات كبيرة ودفعت ثمنا كبيرا لقاء قيامها «بالعمل الصحيح» تجاه اللاجئين مشيرا إلى أن الأردن يعمل مع شركاء دوليين لزيادة المساعدات للاجئين والمجتمعات المستضيفة.
واضاف ان أبناء منطقة الشرق الأوسط وعددهم حوالي 300 مليون نسمة يمثلون مجموعة من المواهب المتحفزة للمنافسة على مستوى العالم كما يوفرون سوقا كبيرا من المستهلكين ومؤسسات الاعمال.
واكد العاهل الاردني أهمية المنتدى في تناول القضايا المحورية والمؤثرة في المنطقة «وهي ان شعوبنا بحاجة اليكم ايها القادة والشركاء للعمل واتخاذ اجراءات في مجالات متعددة كما ان العالم بكامله يتمنى لكم النجاح في ذلك».
وقال إن التحديات التي تواجه دول المنطقة ليست مجرد مشاكل بحاجة الى حلول بل هي «فرص للتعاون وبناء الشراكات والمضي قدما معا» لافتا الى ان الاردن يعمل على استغلال مصادره الغنية من الطاقة النظيفة والمتجددة التي من المتوقع ان تغطي خمس احتياجات المملكة من الطاقة العام المقبل.
وأضاف أن الأردن وبهدف تحقيق نسب نمو اسرع للفرص حدد أولوياته في القطاعات الاقتصادية التي توفر آفاقا وإعادة للنمو والاستثمار وتبني هذه القطاعات على مصادر القوة الاقتصادية المتميزة في المملكة بما فيها اتفاقيات التجارة الحرة والعلاقات التجارية التي تربط الأردن باسواق تضم حوالي مليار مستهلك حول العالم.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمة مماثلة تناولت الاوضاع في الشرق الاوسط ان حل الدولتين هو السبيل لانهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي واحلال السلام في المنطقة مؤكدا ضرورة محاربة خطاب الكراهية بشتى انواعه ووضع خطة للاستفادة من التغير المناخي.
وأضاف غوتيريس ان العالم يعيش اليوم في تناقض «فالتحديات العالمية اكثر ارتباطا ولكن استجابتنا تبقى مجزأة فيما تواصل الأمم المتحدة متابعة الأهداف العالمية نحو عولمة عادلة تصلح للجميع».
ووصف الأردن بانه يؤدي دورا رائدا في العالم لاحلال السلام والوئام وانه القوة الدافعة للنهوض بطاقات الشباب.
وبدوره قال الرئيس النيجيري محمد بخاري في الافتتاح ان العالم يشهد خلال الاعوام الأخيرة تحديات غير مسبوقة وان التعاون الدولي لمواجهتها لم يعد خيارا بل ضرورة لافتا الى ان العالم اتحد لمحاربة «الإرهاب» وتخفيض اخطاره وان بلاده حررت في السنوات الأخيرة شعبها من خطر «الإرهاب».
ويناقش المشاركون في المنتدى على مدى يومين ومن خلال 32 جلسة موضوعات تتعلق بمعايير التعليم العام والتوزيع الاقتصادي الجغرافي للبنوك في المنطقة ومنصات الرعاية الصحية والاستثمار في الموارد البشرية وادارة المخاطر الالكترونية.
كما يناقش المنتدى موضوع العولمة ودور التكنولوجيا في مواجهة الفساد وموضوع السلام والصراعات في المنطقة وافاق الوضع الجيوسياسي وقطاع الاتصالات.
وأكد المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط وشمال افريقيا اهمية التعاون الدولي والاقليمي في مجال امن البيانات وضمان سلامتها في ظل تطور التطبيقات التي تمس مختلف نواحي الحياة والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد المشاركون في الجلسة على اهمية تطوير ادوات حماية تواكب المستجدات في هذه التطبيقات.
وبين المشاركون اهمية امن التكنولوجيا على الامن الوطني الشامل وفي مختلف الأنشطة لاسيما المصرفية والصحة والنقل والطاقة وذلك لحجم البيانات التي تحتويها هذه النشاطات واهميتها كمرافق متصلة بالنشاطات اليومية.
ودعوا الى ان تكون ادوات الحماية شاملة وتواكب التطورات والاهتمام ببناء القدرات على المستوى الفردي والمؤسسي.
وبدأ المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا أعماله بمشاركة دولية واسعة تضمنت جلسات صباحية متزامنة حول قضايا عالمية في مجالات مختلفة منها الطاقة والتعليم والرعاية وادارة المخاطر السيبرانية. يذكر ان المنتدى الاقتصادي العالمي مؤسسة دولية مستقلة غير ربحية تأسست عام 1971 منوطة بتحسين الاوضاع في العالم عن طريق التعاون ما بين القطاعين العام والخاص ضمن روح المواطنة العالمية.
ويشارك في اعمال المنتدى رواد الاعمال وقادة الفكر والسياسة والاقتصاد بهدف تشكيل وصياغة الاجندات العالمية والاقليمية والصناعية.
ويوفر المنتدى منبرا فكريا واعلاميا مهما للقضايا الاقتصادية والسياسية والتنموية كما تصدر عنه مجموعة من التقارير والمؤشرات في مجالات قياس الأداء والتنافسية وينظم مجموعة من الاجتماعات الإقليمية المتخصصة مثل اجتماع الشرق الأوسط وشمال افريقيا واجتماعات أخرى لدول شرق آسيا وامريكا اللاتينية.