
أعرب الوكيل المساعد للشؤون الاقتصادية بوزارة المالية نبيل العبد الجليل عن تطلعه لطرح موضوعات تعزز العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك بالقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقررة في بيروت الشهر المقبل.
جاء ذلك في تصريح له أمس الخميس لدى ترؤسه وفد الكويت في ختام الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري للاعداد والتحضير للدورة الرابعة للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان يناير المقبل.
وأعرب العبد الجليل عن امل الكويت أن يرفع عن الاجتماع الاستثنائي التحضيري مشاريع القرارات «المناسبة للقادة العرب» والتي تعزز العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.
وأشار الى أنه يأتي في مقدمة هذه الموضوعات تنفيذ قرارات القمة التنموية الأولى التي عقدت بالكويت في 20 يناير 2009 منوها بأن هذه القمة اشتملت على عديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي تمس المواطن العربي بشكل عام ومنها البطالة والربط الكهربائي والأمن الغذائي.
وأوضح العبد الجليل ان الاجتماع ناقش توصيات اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين الذي عقد أمس الأول الأربعاء والذي تضمن تقرير متابعة حول تنفيذ قرارات القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة.
وذكر أن الاجتماع تناول تطورات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى واستكمال متطلبات اقامة الاتحاد الجمركي العربي والميثاق العربي الاسترشادي لتطوير قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر.
وأشار الى ان المجلس ناقش الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030 واطلاق العمل لانشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء اضافة الى مناقشة استراتيجية تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك بين قطاعي السياحة والثقافة في الدول العربية والادارة المتكاملة للنفايات.
وقال العبد الجليل إن المجلس بحث الاطار العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد ومناهج العمل للأسرة في المنطقة العربية في اطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 وتكوين لجنة الطوارئ لحماية النساء والأطفال أثناء النزاعات المسلحة.
وأضاف أن الاجتماع ناقش الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال في وضع اللجوء وعمل الأطفال في المنطقة العربية بالاضافة الى بحث الارتقاء بالتعليم الفني والمهني في الوطن العربي وبرنامج ادماج النساء والفتيات في مسيرة التنمية بالمجتمعات المحلية والدورة الرياضية العربية الرابعة عشرة عام 2021.
ولفت العبد الجليل الى مناقشة التقرير المرحلي حول جهود جامعة الدول العربية لدعم أهداف التنمية المستدامة 2030 بالمنطقة العربية والمنتديات العربية ومنها منتدى القطاع الخاص العربي ومنتدى الشباب العربي ومنتدى منظمات المجتمع المدني.
وأعربت جامعة الدول العربية أمس الخميس عن الأمل أن تشكل (القمة التنموية :الاقتصادية والاجتماعية العربية) الرابعة المقررة في بيروت الشهر المقبل «نقلة نوعية» في العمل التنموي الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.
جاء ذلك في كلمة لامين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال المجلس ، ألقتها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة السفيرة هيفاء أبوغزالة.
كما أعرب أبوالغيط عن الأمل أن يتم تنفيذ ما ستتوصل اليه القمة التنموية من قرارات بتعاون وثيق مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة ومن خلال الشراكات العربية الدولية «بما يحقق الأمن والوئام المجتمعي للانسان العربي».
وأكد أن الدورة غير العادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي «تنعقد والمنطقة العربية لا تزال تمر بظروف غير عادية وتحديات جسام وصراعات مسلحة» مشيرا الى استمرار ممارسات اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والتحديات التي تواجه الدول العربية الأقل نموا فضلا عن التدفقات الهائلة من اللاجئين والنازحين في الدول العربية.
واعتبر أن «هذه الأوضاع الصعبة أخذت من مكتسبات المنطقة التنموية وتقف حائلا أمام مسيرة العمل التنموي العربي المشترك» مشيرا الى أن التحضيرات للقمة العربية «تأتي تأكيدا على العزم العربي لمواصلة مسيرة التنمية رغم كل هذه التحديات والصعوبات».
وأكد ابو الغيط انه رغم ما حققته مسيرة التنمية في الدول العربية من تقدم ملموس في مواجهة الكثير من التحديات الانمائية خلال العقود السابقة «لا يزال هناك تحديات كبيرة تمس أمن وسلامة واستقلال الدول العربية وسلامتها وأمنها التنموي الاقتصادي والاجتماعي».
ومن جانبه دعا رئيس الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي وزير التجارة العراقي محمد العاني الى اعطاء «الأولوية» لتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية «بالشكل الذي يؤدي الى زيادة التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية».
واعتبر العاني في كلمة مماثلة ان الاجتماع الاستثنائي يشكل انطلاقة نوعية في العمل الاقتصادي العربي المشترك «لأن بنوده تشمل جميع الأبعاد التي ستؤدي الى اقامة بنية اقتصادية واجتماعية عربية وتحقيق انطلاقة مؤثرة لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية». ونوه ب»التطورات الايجابية» في مجال العمل الاقتصادي العربي المشترك منذ قيام منطقة التجارة العربية الحرة واتفاقية حرية تنقل رؤوس الأموال العربية ومحكمة الاستثمار العربية.
كما اشار الى ان هناك حاجة لازالة بعض المعوقات في مجال تحرير تجارة السلع بين الدول العربية مؤكدا اهمية الموضوعات المطروحة على الاجتماع ومنها الميثاق العربي الاسترشادي للمؤسسات الاقتصادية الصعيرة والمتوسطة وغيرها.
بدوره اعرب وزير الاتصالات اللبناني جمال جراح عن تطلعه لان تتيح قمة بيروت التنموية الاقتصادية والاجتماعية «فرصة مناسبة» لصياغة خطة اقتصادية عربية شاملة.
أكد جراح في كلمة لبنان أمام الاجتماع الاستثنائي حرص بلاده لأن يكون مستوى التعاون العربي خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي في أعلى مستوياته «لايمانه بأن الدول العربية قادرة على تحقيق الرخاء والنمو لشعوبها كافة عبر التعاون والتنسيق المشترك».
وحث على وجوب «انتاج واقع اقتصادي عربي مختلف قائم على رؤية عصرية واضحة مستفيدين من العلم ومما نمتلكه من ثروات طييعية وقدرات بشرية لتحقيق الرخاء لدولنا وشعوبنا». وأكد جراح في كلمته ضرورة تفعيل منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى «مما سيساعد على تجاوز الأزمات الاقتصادية في الدول العربية وزيادة التجارة البينية وسينعكس ايجابا على الاقتصادات العربية».
ويرأس الوفد الكويتي الى الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري وكيل وزارة المالية للشؤون الاقتصادية نبيل العبد الجليل.
ويضم الوفد المرافق مدير ادارة التعاون الاقتصادي العربي والخليجي بوزارة المالية طلال النمش ومراقب الشؤون العربية بوزارة المالية زويد المطيري وسكرتير ثان بوزارة الخارجية عبدالله المشعان وفضة الدويش (باحث اقتصادي) ومنى الشويع (باحث اول سياسي) بوزارة الخارجية.