أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح إن رفع مستوى الخدمات الالكترونية في أجهزة الدولة يشغل حيزا كبيرا من اهتمام الحكومة، مشيرا الى ان الهدف من رفع مستوى الخدمات الالكترونية في أجهزة الدولة هو توفير الخدمات وتسهيلها على المواطنين والمقيمين من جهة ومواجهة ثقافة الفساد من جهة أخرى من خلال وجود خدمات الكترونية تبعد تدخل العنصر البشري في انجاز أي معاملة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الصالح للصحفيين عقب افتتاحه منتدى الحكومة الالكترونية السادس (ادارة التغيير نحو الرقمية) نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك راعي المنتدى الذي انطلقت أعماله بتنظيم من شركة نوف إكسبو خلال الفترة من 4 - 6 ديسمبر الجاري ، وبحضور قيادات من الجهات الحكومية وممثلي الهيئات ومؤسسات الدولة ومشاركة قيادات القطاع الخاص وجمع غفير من مختلف وسائل الإعلام المرئي والمسموع.
وأوضح الصالح الذي يرأس مجلس ادارة الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات أن وزير التجارة والصناعة خالد الروضان الذي يرأس اللجنة المعنية في رفع ميكنة الخدمات الحكومية قدم في اجتماع مجلس الوزراء الاخير تقريرا استعرض فيه الجهات الحكومية التي ترفع من مستوى خدماتها الالكترونية.
وبين الصالح أنه بعد العرض الذي قدمه الوزير الروضان تم تكليف اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء بالاطلاع على الاجهزة الحكومية التي تحتاج الى دعم والتي تأخرت بتقديم خدماتها إلكترونيا لمعرفة أسباب التأخير وحل المعوقات لتمكين هذه الاجهزة من رفع مستوى خدماتها.وبين الصالح انه تم الكشف خلال افتتاح منتدى الحكومة الالكترونية السادس عن الجهة الفائزة بجائزة أفضل جهة حكومية تقدم خدمات الكترونية، وهي الهيئة العامة للصناعة والتي فازت بالجائزة نتيجة ربطها أكثر من 70 خدمة تقدمها، وهي إجمالي الخدمات التي تقدمها، بالبوابة الالكترونية لدولة الكويت، مشيراً إلى تطلع الحكومة إلى ان تحذو باقي الجهات الحكومية هذا الحذو وان ترفع جميع خدماتها الكترونيا وان ترفع عناء انجاز المعاملات عن المواطنين والمقيمين.
واختتم الصالح حديثه قائلا:» اطلعت من خلال الجولة في المعرض المصاحب للمنتدى على تواجد مميز للمؤسسات الحكومية التي تمكنت من رفع مستوى الخدمات الالكترونية لديها، وهو أمر يأخذ حيز كبير من الاهتمام في مجلس الوزراء».
منصة للتواصل
من جانبه قال مدير عام الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات بالإنابة قصى الشطي ان منتدى الحكومة الالكترونية السادس يعتبر منصة نوصل من خلالها للمؤسسات الحكومية والخاصة، التوجه الحكومي بضرورة بتنفيذ الخدمات الالكترونية التي تقدم الى المواطنين والمقيمين وقطاع الاعمال في الكويت. وأشار الشطي الى ان المنتدى يأتي في عامة السادس تحت مسمى التحول لإدارة التغيير الرقمي، حيث يندرج تحت هذا الشعار معاني كثير تتمثل في تحويل المؤسسات الحكومية الى مؤسسات الكترونية تؤدي اعمالها سواء الإدارية الداخلية، او المقدمة لجميع الشرائح المستفيدة منها بشكل الكتروني، وتعمل على تحويل العمل بما في ذلك العنصر البشري الى اجراءات الكترونية لتتمكن هذه المؤسسات من رفع كفاءة العمل الحكومي وتقديم خدماتها بصور أفضل واقل تكلفة.
واكد على ان اهتمام الكويت ممثلة في القيادة السياسية ومجلس الوزراء بهذا المنتدى يعكس الاهتمام الحكومي والجدية في تنفيذ الخدمات الحكومية الكترونيا لتقدم الى المواطنين والمقيمين بشكل افضل.
تحقيق الاهداف
من ناحيته، قال المدير العام لشركة «نوف إكسبو» يوسف خالد المرزوق ان شعار منتدى الحكومة الإلكترونية لهذا العام يصلح ليكون احدى ضرورات النجاح الأساسية لأي عمل نقوم به على الدوام، سواء تعلق بتكنولوجيا المعلومات أو بغيرها، فإدارة التغيير السليمة تشكل الضمانة لتنفيذ خطط العمل بكفاءة والتعامل الجيد مع المتغيرات الدائمة التي نتعرض لها خلال ذلك، فإدارة التغيير السليمة تسهم في قدرتنا على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، كما تسهم في نجاح المؤسسات بتحقيق أهدافها وتجنبها المطبات والعثرات خلال مسيرته. واوضح المرزوق في كلمته ان إدارة التغيير تأخذ أبعادا أعمق في عالم التكنولوجيا الذي لا تهدأ ظواهره ومنتجاته عن التغير والتجدد، وشركاته عن الاندماج أو الانفصال، وهذا بحد ذاته يمثل عبئا كبيرا على العاملين فيه لمواكبة التغيير والقيام بالاستخدام الأمثل لكل جديد في الوقت والمكان المناسبين.
تطور المجتمعات
من جانبه قال الرئيس التنفيذي في مجموعة أنظمة الكمبيوتر المتكاملة العالمية (ITS) عصام الخشنام ان منتدى الحكومة الإلكترونية بدورته السادسة، يعكس أهمية دور الحكومة الإلكترونية في تطور المجتمعات بعصرنا الحاضر، كما يعكس دور المنتدى في دعم جهود القائمين على بناء الحكومة الإلكترونية بدولة الكويت من خلال توفير منصة موحدة تجمع بين شركات التكنولوجيا العالمية والإقليمية والجهات الحكومية ذات الصلة، وما ينتج عن ذلك من تفاعل إيجابي يفتح المجال أمام قيادات صناعة التكنولوجيا بالكويت للاستفادة من التطورات الهائلة التي تطبع هذه الصناعة في يومنا هذا. وأوضح الخشنام ان مجموعة أنظمة الكمبيوتر المتكاملة العالمية (ITS) تبوأت منذ انطلاقتها في العام 1981 مركزا رياديا في مجال نظم المعلومات لقطاعات مختلفة أهمها القطاع المالي والمصرفي، بالإضافة للقطاع الحكومي والذي يشهد ثورة تكنولوجية في ظل العصر الرقمي.
خطوة مهمة
من جانبها قالت المدير الاقليمي للقطاع العام منطقة الخليج في شركة مايكروسوفت ليلى سرحان أن اليوم يعد خطوة مهمة في رحلة التحول الرقمي لحكومة الكويت، مشيره الى ان العاملون في مجال التكنولوجيا دائماً ما يتساءلون عن ما هو التالي، فالتكنولوجيا في يومنا هذا تعتمد على الذكاء الاصطناعي، الذي اصبح عنصرا مهما في السنوات الماضية، وسيصبح جزءا من كل الحكومات خلال العشر سنين المقبلة.
وتساءلت سرحان عن ما هو الذكاء الاصطناعي، موضحه انه يعرف في شركة ميكروسوفت بانه مضاعفة الذكاء البشري بالتقدم التكنولوجي، فببساطة هو التقدير بالتعلم من بيانات بسيطة، وتكوين معاني من مختلف انواع البيانات كالصوت و الصورة و الكلام و النصوص، وان نتعامل مع الناس بطرق عفوية اكثر.
التحول الرقمي
من جانبه قال المدير العام الكويت والبحرين في شركة سيسكو جهاد خويري ان التحول الرقمي أصبح واقعا نعيشه اليوم وهو يداهمنا بسرعة كبيرة ليؤثر على مختلف مجالات الصناعة وقطاعات الاعمال. فجميع المؤسسات اليوم تعتمد بطريقة مباشرة على تقنية المعلومات والبنية التحتية للتقنيات التشغيلية لتتمكن من التواصل والتحول الرقمي وتحقيق النجاح. كما يساهم التحول الرقمي في تحوّل أساليب العمل في العديد من القطاعات مما يعني خلق فرص العمل والمساهمة في النمو الاقتصادي من خلال الابتكار.
وأوضح خويري في كلمته التي القاها خلال المنتدي إن التحول الرقمي قادر على تحقيق أثر إيجابي ومستدام في كل جانب من جوانب المجتمع، إذ يتركز محور التحول الرقمي في دولة ما حول تخطيط وبناء منظومة مستقبلية متطورة لشبكة تقنية المعلومات، تسمح بمزيد من الاتصال والإنتاجية والأمن لدعم ذلك الأثر الإيجابي. ومن البديهي أن تطبيق المنظومة الرقمية المناسبة سيكون ضرورة لتحقيق أي من تلك الأمور.
وذكر انه من خلال خبرة شركة سيسكو المتنوعة في مجال التحول الرقمي فإن الجوانب المهمة في إدارة التغيير تتمحور باختصار حول:
أولاً: وجود الدعم القوي من الإدارة التنفيذية للمؤسسة لتوفير الدعم المادي والإداري المطلوب لنجاح التحول الرقمي و بأسرع وقت ممكن.
ثانياً: من المهم اتباع منهجية واضحة على مستوى جميع الافراد في المؤسسة على أساس رؤية مشتركة وهدف واضح. اذ يحتاج كل عضو في الفريق إلى فهم الخطوات التي سيتم اتخاذها ، ولماذا ، ومتى ، وماذا ستكون نتائج الأعمال المتوقعة.
ثالثاً: عدم اهمال الدور المهم للتدريب الممنهج الذي يعطي الإداريين و الافراد في المؤسسة القدرة على التغيير و استخدام التقنية كجزء من التحول الرقمي
نقل تجربة هنغاريا
من جانبه قال سفير جمهورية هنغاريا في الكويت السفير د. إسطفان جيولا سوس ان الحكومة الالكترونية هي واقع حالي وموجود فعليا في هنغاريا، وذلك يظهر بشكل واضح من خلال تقديم طلبات رسمية للإدارات المختلفة ولاسيما جوازات السفر، والاستمارات الضريبية، او حتى باستلام قرارات من جهات مختلفة عن طريق المواقع الالكترونية.
وقال جيولا بالإضافة لذلك فإنه بوجود البطاقات الشخصية الالكترونية يستطيع المواطن الهنغاري التوقيع على القرارات الرسمية بدون الحاجة لحضوره الشخصي الى الجهة المسؤولة، وذلك دلالة على مدى الاهتمام الذي تسعى إليه هنغاريا دائماً من أجل المواطن الهنغاري.
وأشار الى فتح تسهيلات ائتمانية بقيمة 510 ملايين يورو لدعم دخول الشركات الهنغارية الى السوق الكويتي ،معربا عن ثقته بإيجاد أرضية مشتركة بين البلدين لتعزيز التقدم الاقتصادي. وأشار الى إن حكومة هنغاريا على استعداد كامل لمشاركة تجربتها في اتخاذ الإجراءات الالكترونية وأيضاً في الأدوات الأمنية الرقمية التي توفر الأمن والأمان للمواطنين الهنغاريين.
الجلسة الاولى
شهدت فعاليات اليوم الثاني من منتدى الحكومة الالكترونية جلستي عمل، تناولت مواضيع مختلفة كان أولها موضع التحول الثقافي والمجتمعي لتحديد الهوية وحماية المعلومات في عصر الحوسبة السحابية، وهو الموضوع الذي تناوله محمد زايد من شركة مايكروسوف، والذي أكد من خلاله على أن الأمن السيرياني اصبح ثقافة مهمة يجب تعميمها على جميع الوزارات والمؤسسات، لاسيما في ظل انتشار الأعداد الكبيرة من «الهاكرز» الذين باتوا يهاجمون الأجهزة والمواقع الالكترونية من خلال العديد من الوسائل المتجددة.
وأضاف أن إجمالي قيمة الخسائر التي تكبدتها الشركات خلال السنوات الأخيرة وصلت إلى أكثر من 1.5 تريليون دولار جراء الجرائم الالكترونية التي يتسبب بها «قراصنة الانترنت»، مؤكدا ان الكثير من المؤسسات الكبرى تدفع ملايين الدولارات لاسترداد وحماية معلوماتها المخترقة.
ولفت زايد الى أن حماية المعلومات يعتبر من الأمور المهمة جدا سواء بالنسبة للشركات أو الافراد على حد سواء، لافتا الى وجود العديد من الإجراءات التي يمكن القيام بها لضمان سرية المعلومات وعدم تعرضها للقرصنة، لعل أهمها الرموز السرية التي باتت توضع على أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية، لضمان عدم تعرضها للقرصنة الرقمية.
بدوره قدم مهندس النظم في شركة التقدم التكنولوجي محمد خان محاضرة بعنوان «من مراكز المعلومات المحلية الى الحوسبة السحابية»، قال فيها أن الكثير من المؤسسات أصبحت تلجأ الى الحوسبة السحابية لتخزين الكم الكبير من المعلومات والصور والڤيديوهات عليها، وذلك بسبب سهولة استردادها ومشاركتها في أي وقت وأي مكان، مضيفا أن مراكز المعلومات المركزية تحتاج الى مكونات معينة لتشغيل البرمجيات التي تعمل عليها المؤسسة، فضلا عن حاجتها الى البرامج المضيفة للتطبيقات.
وقال خان أن هناك نوعية من الخدمات الجديدة التي أضافت تطورا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، هما الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وهي التطورات التي دخلت في العديد من نواحي الحياة في الفترة الاخيرة.
من جانبه استعرض مدير تطوير الاعمال بشركة ITS احمد شوقي قصة نجاح في بلدية الكويت، وذلك في إطار محاضرته التي كانت بعنوان الحلول المؤسسة الحكومية، حيث قال ان ITS نجحت منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا في توفير حلول رقمية للعديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية، وذلك من خلال ما تمتلكه من إمكانيات، مستشهدا في هذا المجال بتجربة مشروع بلدية الكويت، الذي تمكنت من خلاله الشركة بتوفير برامج وتطبيقات على شبكة الانترنت والهواتف الذكية، ساعدت من خلال في تقليص مدة انجاز المعاملة من 30 يوما الى ساعات قليلة.
أما آخر المتحدثين في الجلسة الاولى فكان مدير عام شركة أنظمة البث التلفزيوني أحمد عبدالله والذي تطرق الى موضوع تطوير البنى التحتية لأنظمة البث، وكيف تغير أسلوب البث التقليدي من الكيبل العادي الى الألياف الضوئية التي أصبحت توفر تقنيات HD وFULL HD من خلال الاعتماد على المصادر الليزرية في نقل الصوت والصورة عالية الجودة.
الجلسة الثانية
استهلت جلسة العمل الثانية بورقة عمل قدمها مهندس النظم بشركة سيسكو طارق شادل تحت عنوان «الشبكات المستقبلية المبنية على توقعات المستخدمين - ركيزة التحول نحو الرقمية»، أكد خلالها على ان التكنولوجيا الرقمية شهدت خلال السنوات الـ 10 الأخيرة نقلة نوعية كبيرة، حتى أصبح أمر التواصل مع هذه التغيرات على المحك في أيامنا هذه بسبب نموها وسرعة تغيرها.
وأضاف ان الكثير من الشركات قد تضررت وتلاشت خلال السنوات الـ 20 الأخيرة في ظل التغيرات المتسارعة التي شهدتها التكنولوجيا، كما ان الحفاظ على متطلبات العميل وتوفير أمن المعلومات أصبحت حاجة ماسة في ظل ما يستجد بشكل يومي في هذا المجال. في المحاضرة الثانية تحدث فراس بو فخرالدين خبير الحلول التكنولوجية في شركة ميكروسوفت حول «آفاق الذكاء الاصطناعي من منظور ميكروسوفت»، مؤكدا ان الذكاء الاصطناعي ليس مجرد كلمة بل هو فعل، وان الذكاء الاصطناعي قد نما بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة سواء على صعيد البنية التحتية أو الأدوات أو الأنظمة.
وشدد على ضرورة اهتمام المؤسسات كافة بهذا الأمر، لافتا إلى التفاعل مع الشركات المتخصصة في هذا المجال، مؤكدا ان ميكروسوفت قامت مؤخرا بإنتاج تطبيق خاص لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة (وبخاصة الصم والبكم) على التفاعل مع البيئة المحيطة بهم والتفاعل معها، حيث استطاعت شريحة كبيرة من هؤلاء التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل وأن يصبحوا أكثر انفتاحا على المجتمع الذي يعيشون فيه، مؤكدا في الوقت ذاته على ان «ميكروسوفت» تعمل حاليا على الاستثمار في مثل هذه التقنيات بالشكل الذي سيغير أسلوب حياة الكثير من هذه الفئة ويفتح أبواب الحياة أمامهم.
وفي ورقة عمل قدمها استشاري أول في شركة كواليتي نت شادي العزة بعنوان «إنشاء وتشغيل وتسليم مراكز للأمن السيبراني» تطرق خلالها إلى عمليات القرصنة التي تتعرض لها الشركات بين الحين والآخر، والتي كان آخرها قرصنة معلومات وبيانات 500 مليون عميل من عملاء فنادق «ماريوت». وقال العزة ان عملية من هذا النوع لم تكن لتقع لو كان لدى شبكة الفندق نظام رقابي دقيق، خاصة ان سرقة هذا الكم الكبير من البيانات والمعلومات ونقلها من الحواسيب المركزية إلى مكان آخر يحتاج إلى وقت كبير جدا ربما يزيد على سنتين إلى 3 سنوات، وبالتالي كان يمكن لمركز الأمن المحترف ان يعطي إشارات وتحذيرات بعملية السرقة قبل وأثناء تنفيذها.
