
أظهر مؤشر التفاؤل بالأعمال في قطر للربع الرابع من العام 2013 والذي تصدره شركة «دان آند برادستريت»، عن أعلى مستوى من التفاؤل بالأعمال في دولة قطر منذ ثلاث سنوات، متجاوزا بذلك كلّ الأرقام في أحد عشر ربعاً.
وتكشف الدراسة التي ترعاها هيئة مركز قطر للمال بأنّ التفاؤل في قطاع خدمات المال والأعمال والعقارات وصل إلى أعلى مستوى له منذ حوالي ثلاث سنوات، وهو الأسرع نمواً بين قطاعات الأعمال الأخرى في قطر، وبمعدّل وصل إلى 15.4 في المئة على أًساس سنوي.
كما ارتفع مؤشر القطاع غير النفطي بواقع 14 نقطة عن الربع الثالث من العام 2013، ليصل إلى 53 نقطة، وليكون بذلك قد ارتفع 15 نقطة مقارنة بالربع الرابع من العام السابق. وهذه النتيجة هي الأعلى منذ وصول المؤشر ذروته عند مستوى 61 نقطة في الربع الأول من العام 2011، الأمر الذي يدلّ على أنّ التنويع الاقتصادي في قطر يكتسب زخماً كبيراً.
هذا وتبرز المؤشرات الأخرى كدلائل قطعيّة على القوة التي يتمتع بها الاقتصاد القطري. فقد ارتفعت توقعات الربحيّة لقطاع خدمات المال والأعمال والعقارات بشكل ملحوظ خلال العام الماضي «58 في الربع الرابع من العام 2013 مقابل 21 في الربع الرابع من العام 2012». وفي الوقت نفسه، أشارت حوالي 50 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي شملها الاستطلاع عن رغبتها بتوظيف المزيد من الكوادر خلال الربع الرابع من هذا العام.
وصل التفاؤل بالقطاع الهيدروكربوني إلى أعلى مستوياته منذ نحو عامين «عند 29 نقطة، مقابل 17 في الربع الرابع من العام 2012 و13 في الربع الثالث من العام 2013»، وذلك بدعم من التوقعات الإيجابية لحجم المبيعات والأرباح والتوظيف.
وصل التفاؤل بقطاع التصنيع إلى أعلى مستوياته منذ نحو ثلاث سنوات «عند 53 نقطة مقابل 33 في الربع الرابع من العام 2012 و35 في الربع الثالث من العام 2013»، مدفوعاً بالتوقعات المتفائلة للمبيعات والطلب، وهي الأعلى بين القطاعات غير النفطية.
وصل مؤشر التفاؤل بشأن الإنشاءات إلى أعلى مستوياته منذ نحو ثلاث سنوات «عند 53 نقطة، مقابل 29 في الربع الرابع من العام 2012 و36 في الربع الثالث من العام 2013»، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى الارتفاع الحادّ في توقعات أسعار البيع والأرباح والتوقعات بشأن التوظيف التي كانت الأعلى ضمن القطاعات غير النفطية.
التجارة والضيافة
ارتفاع التفاؤل «عند 52 نقطة، مقابل 34 في الربع الرابع من العام 2012 و34 في الربع الثالث من العام 2013». وقد اقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق، والذي بلغ 56 نقطة في الربع الأول من العام 2011، مدفوعاً بتوقعات قوية للمبيعات والطلبات الجديدة، ومحققاً بذلك أعلى مستوى لتوقعات الربحية بين القطاعات.
النقل والاتصالات
تعافي التفاؤل بقطاع النقل والاتصالات «عند 50 نقطة، مقابل 45 في الربع الرابع من العام 2012 و43 في الربع الثالث من العام 2013» نتيجة التوقعات القوية للربحية. فقد توقعت النسبة الأعلى «81 في المئة » من المشاركين عدم وجود أية عوامل سلبية في الربع الرابع، وهي أعلى نسبة بين القطاعات.
وفي هذا السياق، قال السيّد يوسف محمد الجيدة، رئيس التطوير الاستراتيجي في هيئة مركز قطر للمال: «إنّ ارتفاع نسبة التفاؤل بشكل ملحوظ يسلّط الضوء على مدى قوة ومرونة الاقتصاد القطري، وبشكل خاصّ خدمات المال والأعمال والعقارات التي تنمو بسرعة لتصبح الدافع الرئيسيّ وراء التنويع الاقتصادي ودعم التنمية في قطر.»
من جهته، قال براشانت كومار، المدير المساعد في شركة «دان آند برادستريت» الشرق الأوسط وجنوب آسيا المحدودة، في تعليق على نتائج هذه الدراسة: «تظهر مؤشرات الربع الرابع من العام 2013 ارتفاع مستويات التفاؤل في قطر في جميع القطاعات، في ظلّ تعافي مؤشرات القطاعين النفطي وغير النفطي بعد فترة من التراجع خلال الفصلين أو الثلاث الماضية. ومن بين القطاعات الرئيسية، أظهر قطاع خدمات المال والأعمال والعقارات وقطاع التصنيع والإنشاءات أعلى مستويات التفاؤل. وإنه لمن المشجع أن نرى بأن 72 في المئة من المشاركين في الدراسة من القطاع غير النفطي لا يتوقعون وجود أية عوامل سلبيّة قد توثر على عملياتهم التجارية في الربع الرابع من العام 2013، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بنتيجة الربع السابق التي كانت عند 58 في المئة . أما بالنسبة إلى الـ28 في المئة من المشاركين في الدراسة، فيرون بأنّ المنافسة والتأخر في دفع المستحقات لا تزال تشكل التحديات الرئيسية لأعمالهم.»