الكويت - «رويترز»: قال نائب الرئيس التنفيذي لبنك بوبيان الكويتي إن البنك يشهد حاليا «هبوطا دراماتيكيا» في نسبة القروض المتعثرة التي تزايدت في أعقاب الأزمة العالمية وأن الشركات الكويتية بدأت مرحلة التعافي.
وقال عبدالسلام محمد الصالح نائب الرئيس التنفيذي في بنك بوبيان الإسلامي في مقابلة في اطار «قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط» إن القروض المتعثرة أصبحت الآن «صفحة من الماضي وطويت.»
وعانت البنوك الكويتية في أعقاب اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008 من أزمة الديون المتعثرة وفرض عليها بنك الكويت المركزي وضع مخصصات احترازية لكل الديون المشكوك في تحصيلها وهو ما أثقل كاهل هذه البنوك وأثر سلبا وبدرجة كبيرة على أرباحها.
كان بنك الكويت المركزي أشار في تقرير أصدره هذا الشهر إلى انخفاض القروض المتعثرة لدى البنوك الكويتية وبشكل خاص في فئة القروض المتعثرة المصنفة «دون المستوى» مع توقعات بمزيد من الانخفاض في القروض غير المنتظمة.
وقال الصالح إن نسبة الديون غير المنتظمة إلى إجمالى محفظة التمويل لدى بنك بوبيان هي 2.1 في المئة حاليا وبنسبة تغطية 111.3 في المئة لنفس الفترة «وهذا شيء ممتاز.»
وكانت نسبة الديون غير المنتظمة 11 في المئة في 2009.
وتأسس بنك بوبيان في سنة 2004 ويبلغ رأسماله 175 مليون دينار وهو تابع لبنك الكويت الوطني.
وأكد الصالح أنه ونتيجة لذلك فإن المخصصات الاحترازية التي يتم تجنيبها مقابل هذه القروض آخذة في التراجع كما أن المحفظة الإئتمانية للبنك أصبحت في وضع صحي أفضل «ونأمل أن يستمر هذا الأمر في المستقبل.»
وبلغت مخصصات محفظة الائتمان خلال التسعة أشهر المنتهية فى 30 سبتمبر ايلول 15.3 مليون دينار. في حين كان البنك قد جنب مخصصات زادت عن 60 مليون دينار في 2009.
وأشار الصالح إلى أن الشركات الكويتية أصبحت الآن في وضع أفضل بكثير من السنوات التي تلت 2009 ووصلت إلى مرحلة «قريبة من التعافي من الأزمة وبدأنا نرى الأبيض من الأسود» مشيرا إلى أن معدل التعافي يختلف من شركة إلى أخرى.
وعزا هذا التعافي إلى طرح الحكومة للعديد من المشروعات في 2013 والتي بدأ العمل في بعضها بالفعل مما انعكس إيجابيا على وضع الشركات الكويتية.
وأكد الصالح أن الأزمة التي أصابت كثيرا من الشركات الكويتية قبل خمس سنوات لن تمر بلا خسائر فهناك شركات أصبح مستقبلها تلفه «علامات الاستفهام» وهناك شركات أخرى «يمكن أن تعود «لكن» بحلة جديدة.»
وأكد الصالح أن البنك توسع خلال الفترة الأخيرة في فتح الفروع لاسيما في المناطق السكنية لتقديم خدماته المصرفية للعملاء ووصل عدد فروعه حاليا إلى 25 فرعا من فرعا في سنة وهو يسعى لأن يصل إلى 34 فرعا قبل نهاية 2014.
وأكد الصالح أن الخطة الاستراتيجية للبنك التي ستمتد من 2015 حتى 2020 ستكون إمتدادا للخطة الخمسية التي ستنتهي العام المقبل وستركز على «العمل المصرفي البحت» سواء للأفراد أو الشركات أما الاستثمارات «فإن وجدت فستكون على الجانب» وليس في بؤرة عمل البنك.
وقال إن البنك سيركز على شرائح الشركات «التشغيلية والمنتجة وذات التدفقات النقدية المستقرة.»
وأوضح أن البنك يدرس ويبحث حاليا عن فرص استثمارية في المنطقة وهناك دول خليجية وأخرى عربية مرشحة لذلك دون أن يسمي أيا منها على وجه التحديد.
وأوضح الصالح أن بنك بوبيان «في تقدم مستمر» في السوق الكويتي ويحقق نسبة نمو في الحصص السوقية مشيرا الى ان حصة البنك السوقية من التمويل بلغت خمسة في المئة في نهاية الربع الثالث من 2013 في حين بلغت حصته من تمويل الافراد 6.6 في المئة وحصته من تمويل الشركات 4.5 في المئة.
وفي يوليو تموز 2012 رفع بنك الكويت الوطني نسبة تملكه في بنك بوبيان إلى 58.34 بالمئة من 47.29 في المئة في صفقة بلغت 121.65 ملايين دينار وهو ما مثل مرحلة جديدة لبنك بوبيان وساهم في خروجه من عثرته التي تعرض لها في 2009 حيث استمر بعدها في تحقيق معدلات مرتفعة من الأرباح.
وتكبد بنك بوبيان خسارة كبيرة عقب الأزمة المالية العالمية بلغت 51.69 ملايين دينار في 2009 لكنه استطاع تحقيق أرباح فيما بعد بلغت 6.11 مليون دينار في 2010 و8.03 مليون دينار في 2011 وعشرة ملايين في 2012.
كما حقق البنك أرباحا قدرها 9.3 ملايين دينار في التسعة أشهر الأولى من 2013 مقارنة بأرباح قدرها 7.6 مليون دينار قبل عام.