
الكويت - «كونا»: توقع خبير نفطي كويتي انخفاض أسعار النفط في الاسواق العالمية في الايام المقبلة الى مستوى يتراوح بين 110 و 112 دولارا أمريكيا للبرميل ومرد ذلك بشكل رئيس الى تراجع احتمالات شن ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقال الاستاذ في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت الدكتور عبدالسميع بهبهاني لوكالة الانباء الكويتية «كونا» امس ان الهبوط الغريب والسريع لاسعار النفط جاء فور اعلان وزير الخارجية السوري قبول المبادرة الروسية بشأن الاسلحة الكيماوية ليخسر مزيج «برنت» أكثر من ثلاثة دولارات دفعة واحدة خلال ساعتين فقط.
وأوضح الدكتور بهبهاني ان انخفاض الاسعار ليس الا ردة فعل تجاه المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الاوسط والاطمئنان بعض الشيء حيال المبادرة الروسية اضافة الى المؤشرات بشأن رفض الكونجرس الامريكي توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا في الاجتماع المقرر له غدا الاربعاء.
ورأى ان العامل الجيوسياسي كان المؤثر الرئيس على الاسعار هذه الفترة وأيضا في الايام القليلة المقبلة لافتا الى ارتفاع سعر صرف الدولار كأحد العوامل التي ساهمت في انخفاض اسعار النفط عالميا.
وأشار الى استطلاعات رأي واحصاءات أعدتها منظمات ومؤسسات كبرى أظهرت ان غالبية الامريكيين يعارضون توجيه أي ضربة عسكرية لسوريا وهو ما يعتبر عاملا أساسيا لانخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية.
وذكر من العوامل ذات التأثير المحدود أيضا زيادة انتاج الولايات المتحدة من النفط خلال شهر أغسطس الماضي بكميات بسيطة مبينا ان العرض والطلب ليسا اللاعبين الرئيسيين في الوقت الحالي لأنهما مستقران.
واعتبر أهم سببين لانخفاض الاسعار حاليا هما الاطمئنان الجيوسياسي بشأن الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا وانتعاش الدولار رغم انخفاضه أخيرا وإن بنسب بسيطة جدا ورأى أن الاسعار اذا ما احتكمت بشكل طبيعي الى العرض والطلب فإنها ستدور في فلك بين 95 و 105 دولارات للبرميل بينما الوصول الى 116 دولارا وهو ما حدث فقد جاء بفعل العوامل الجيوسياسية وتحديدا الازمة السورية.
وتوقع بهبهاني انخفاض اسعار النفط أكثر وأكثر إذا ما هدأت الاوضاع الجيوسياسية وربما يشهد يوم غد الاربعاء انخفاضا حادا اذا جاء تصويت الكونجرس رافضا للضربة العسكرية كذلك سيكون لتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأثيرها سواء سلبا أوايجابا.
واذا ما حدثت مفاجأة ووافق الكونجرس على الضربة العسكرية وجاءت تصريحات الرئيس أوباما متجهة نحو التنفيذ توقع الدكتور بهبهاني أن تصعد الاسعار فورا الى 120 دولارا لتصل في خلال يومين الى 140 دولارا للبرميل.
وعن توقعاته حيال الاسعار رأى ان الأمور ستستقر قريبا لتعود الاسعار الى سابق عهدها مشددا على ان السعر بين 95 الى 105 دولارات هو سعر مريح لجميع الاطراف سواء الدول المنتجة أو المستهلكة خصوصا ان الصين أصبحت تلعب دورا رئيسا في أسعار النفط وبحسب طلبها على الخام وكذلك أحوال اقتصاداتها الداخلية.
ولفت بهبهاني الى أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لأسواق النفط العالمية خصوصا دول الخليج العربي اضافة الى ايران التي هي دولة نفطية وذات موقع استراتيجي مهم يتحكم في مضيق هرمز الذي تمر عبره حصة كبيرة من امدادات النفط العالمية.
وذكر ان انتاج ايران النفطي تراجع من نحو أربعة ملايين برميل يوميا الى حوالي 1.6 مليون برميل يوميا «ما أثر على الاسواق بشكل أو بآخر» مشيرا الى ان الساعات المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لأسعار النفط «وسط الامل بهدوء الاوضاع لتعود اسعار النفط لتدور في فلك المئة دينار ما يريح المنتجين والمستهلكين».