ذكر تقرير لساكسو بنك صدر امس الاثنين أنه بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية أقوى من المتوقع، زاد تقرير الجمعة – هو الأضعف من نوعه - والمتعلق بالوظائف التركيز على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة الأمريكية المزمع انعقاده في 18 سبتمبر، لا تزال السوق تتوقع جدولا زمنيا بموعد بداية تقليص برنامج التحفيز الضخم الخاص بها، ولكن التكهنات بتخفيض أقل بات الآن من شأنه أن يضيف المزيد من التوتر في الأسواق المالية خلال الأسبوع المقبل.
وأضاف التقرير، الذى حصل «مباشر» على نسخة منه، أن الدولار بلغ أسبوعه السابع من الارتفاع فيما بلغت عائدات الحكومة الأمريكية - لمدة عشر سنوات - حافة الثلاثة في المئة، والتي كانت في أثناء قد أحدثت المزيد من الضغط النزولي على عملات الأسواق الناشئة والاقتصادات الخاصة بها. ونتيجة لذلك - ومع عدم وجود أي تصعيد إضافي في أزمة الشرق الأوسط - أنهت السلع أسبوعها بخسارة أسبوعية طفيفة كانت هي الأولى في أربعة أسابيع.
وقال أول هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية بساكسو بنك، ان جميع القطاعات كانت أقل من معدلاتها الطبيعية – خاصة المعادن الثمينة – ذلك لأن عمليات الشراء الآمنة المتعلقة بمخاوف الشرق الأوسط كانت أكثر من عمليات تعويض أحدثها الأثر السلبي لارتفاع الدولار و عائدات السندات. في الذكرى الثانية لبلوغ الذهب أعلى سعر له – 1921 دولارا أمريكي للأونصة – بتنا نعتقد بهبوط سعر الذهب 30 في المئة ومازلنا نتطلع إلى تأسيس دعم مناسب ضد العديد من الرياح المعاكسة التي بدأت تتكشف.
وأضاف هانسن أن قطاع الطاقة بقي مدعوماً بالتعطل الحالي والمستقبلي المحتمل للامدادات. تسببت الاضرابات العمالية في الموانئ وحقول النفط الليبية - جنبا إلى جنب مع انخفاض امدادات بحر الشمال إلى أدنى مستوى تبلغه خلال 10 أشهر – في مشاكل خاصة بالنسبة للمصافي الأوروبية حيث باتت الاحتياطيات تتعرض للضغط لأنها سوف تضطر إلى استيراد كميات من النفط الخام - أكثر تكلفة - من بلدان أخرى مثل نيجيريا التي سببت السرقة وانقطاع الامدادات والأعطال انخفاضا فيها انخفاض فعلي في انتاج النفطي إلى أدنى مستوى يبلغه في أربع سنوات.
وأشار إلى أنه يضاف إلى ما سبق التوترات الجيوسياسية المرتبطة بسوريا والخوف المحتمل من انتقال العدوى إلى أسعار النفط الفوري التسليم في دول أخرى شرق أوسطية منتجة للنفط، فإن خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بقيا مدعومين جيدا على حد سواء. ارتفع سعر عقود خام برنت الآجلة للتسليم الفوري - أو السريع كما يسمونه أيضا - بقوة خلال الشهر الماضي مقارنة بالعقود المؤجلة ويسلط الضوء على قضايا العرض الحالية التي تزيد ضغطا تصاعديا أقوى نسبيا على النفط الخام المعد للتسليم الفوري أو السريع.
وأوضح أن التراجع الحاد - الذي بات يعرف به هذا النوع من منحنيات العقود الآجلة – لعب لصالح المستثمرين الذين كانوا قد دخلوا في عمليات شراء كبيرة بانتظار عمليات الصعود، إما من خلال العقود الآجلة أو من خلال الصناديق المتداولة في البورصة. توفر هذه الحالة للمستثمر إمكانية اتخاذ وضعين ايجابيين لعمليات التعويض بمعنى أن السعر يبقى غير متغير كل شهر مما يحدث عائدا إيجابيا عندما تُرَحَّلُ عمليات التداول في العقود الآجلة الفورية إلى الشهر التالي. وقال رئيس استراتيجية السلع الأساسية بساكسو بنك، أن الفرق السعري الحالي بين العقود الآجلة الفورية بين أكتوبر 2013 و يناير 2014 هو 4.60 دولارات أمريكي للبرميل أو ما يعادل الفرق في فائدة عمليات التداول بما يقرب 4 في المئة خلال هذا الوقت. وكمثال على هذا نرى أن مؤشر خام برنت داو جونز يو بي اس يشهد حاليا زيادة قدرها 8.3 في المئة منذ بداية العام وحتى اليوم مقارنة بزيادة قدرها 4.2 في المئة باستخدام الأداء المستمر للشهر الأول الخاص بالعقود الآجلة لنفط خام برنت.
وأضاف أن سعر خام برنت تأرجح حول 115 دولارا للبرميل طوال الأسبوع الماضي - ولا يزال كذلك - على الرغم من كل الشكوك والمخاوف المذكورة أعلاه، أي بزيادة قدرها خمسة دولارات فقط فوق متوسط سعره على مدى العامين الماضيين. فيما يتعلق بسوريا، فإن موقفا من الانتظار والترقب يسود حاليا لكنه لا يزال يجعل خطر السعر على المدى القريب يميل إلى الازدياد ما لم نشهد استئنافا لإنتاج النفط الليبي وصادراته.
وأضاف أن توقعات نمو الطلب المستقبلية لا تزال قيد التقدير والاعتبار حيث يحاول محللون قياس تأثير تعافى الاقتصادات النامية ضد مخاطر حدوث تباطؤ في الاقتصادات الناشئة. النطاق السعري الحالي لنفط خام برنت هو 112-117.35 دولارا للبرميل مع ازدياد قد يفتح المجال لبلوغه أعلى مستوى وصله هذا العام وهو 119.17 دولارا للبرميل.
وقال ان تقرير الوظائف الأمريكي ليوم الجمعة – والذي كان أضعف من المتوقع – ساعد المعادن الثمينة على استعادة بعض الدعم الذي كانت قد خسرته في وقت سابق من الأسبوع عندما ارتفعت عائدات السندات و ارتفع الدولار أكثر من قيمة التعويض الذي أحدثته المخاوف المستمرة بشأن ما سيحدث بعد ذلك في سوريا. على الرغم من أنه كان أضعف مما كان متوقعا، فإن تقرير الوظائف ربما لن يثني الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن تحديد جدول زمني بشأن موعد سحب أو تخفيض التحفيز، ومع ذلك فإن ما يمكن أن يفعله ذلك هو منح صانعي القرار فرصة للتنقيص التدريجي أقل مما تتوقع السوق حاليا. وهذا من شأنه تقديم يد المساعدة للاقتصادات الناشئة التي باتت ترزح وتترنح تحت عمليات هروب ضخمة لرأس المال مما وضع عملاتها و أرصدة حساباتها الجارية تحت الضغط على مدى الشهر الماضي.
وأشار هانسن إلى أن الذهب بقي عالقا في نطاق سعري رئيسي للدعم أو المقاومة يبلغ ما بين 1350 و 1417 دولارا أمريكي للأونصة عقب الارتفاع الذي شهده في شهر أغسطس حيث بلغ 1434 دولارا أمريكي للأونصة. على المدى القريب، فإن خطر حدوث المزيد من التصفية طويلة الأمد بات يلوح، بما أن المستثمر المؤسسي بقي فاترا مع عدم استعادة التدفقات في المنتجات المتداولة في البورصة عافتها بينما تتلقى عمليات الشراء المكثفة للعقود الآجلة الدعم بشكل رئيسي من البيع على المكشوف، مضيفاً أنه سوف يتم المراقبة عن كثب لعائدات السندات التي ارتفعت بشدة خلال الربع القادم مع أي علامات مغالاة في هذا الأمر والتي من المحتمل أن تجلب الدعم للذهب. حتى 18 سبتمبر، سوف يميل العديد من المستثمرين إلى الاحجام عن اتخاذ أي قرارات استثمار جديدة لأنهم سوف ينتظرون وضوح نوايا بنك الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بالتنقيص التدريجي.
وقال ان الفضة - التي شهدت انتعاشا مثيرا خلال شهر أغسطس - وقعت في ورطة خلال الأسبوع عندما تلاشى الدعم القوي السابق الذي كان قد قدمه النحاس في وقت مبكر، ولكن بعد أن تمكنت من الحصول على دعم عند 23 دولار أمريكي للأونصة استأنفت بسرعة أداءها المتفوق في مقابل الذهب حتى باتت حاليا أفضل المعادن أداءا أيضا مقابل البلاتين والبلاديوم.
وأضاف أن الكاكاو كان السلعة الأفضل أداء خلال هذا الأسبوع بعد أن قفز إلى أعلى مستوياته في 11 شهرا. كان الدافع لذلك حالة الطقس السائدة حاليا في غرب أفريقيا حيث أن اثنين من أكبر منتجي الكاكاو في العالم هما ساحل العاج و غانا قد تلقيا كميات أمطار أقل من المعتاد،