أشار تقرير أصدرته شركة «بيتك» للأبحاث التابعة لمجموعة بيت التمويل الكويتي «بيتك» إلى أن سوق الصكوك العالمية قد أظهرت مرونة هذا العام نظراً للتقلبات في أسواق السندات العالمية حيث تفاعل أهم لاعبي السوق مع التوقعات الإيجابية للنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى المخاوف بشأن السياسة النقدية في الولايات المتحدة، أكبر سوق للسندات في العالم.
وبين التقرير انه على الرغم من ارتفاع العوائد في جميع المجالات، فقد حافظت إصدارات الصكوك على زخم النمو بتسجيلها لاكتتابات بمبلغ 26.6 مليار دولار خلال الربع الثاني، وهو ما يضيف إلى إجمالي الاكتتابات بمبلغ 34.5 مليار دولار التي تمت خلال الربع الأول من 2013 لتصل إجمالي الاكتتابات خلال النصف الأول من 2013 إلى 61.2 مليار دولار. إلا أن هذا المبلغ جاء أقل من المبلغ المسجل في نفس الفترة من العام السابق 2012 ويرجع ذلك بصورة أساسية إلى صكوك شهر يناير 2012 حيث شهدت الصكوك خلاله أكبر مبلغ إصدارات شهري منذ بداية إصدار الصكوك وحتى تاريخه. وفيما يتعلق بالأساس الشهري، فاقت سوق الصكوك الأولية في 2013 نظيرتها في 2012 لكل شهر ابتداءً من يناير 2013 باستثناء يونيو 2013.
وذكر التقرير ان ماليزيا استحوذت على أكبر حصة سوقية من السوق الأولية خلال النصف الأول من 2013 ويرجع ذلك في المقام الأول إلى إصدارات البنك المركزي والتي بلغت نحو 28.2 مليار دولار «النصف الأول من 2012: 24.5 مليار دولار» وشهد السوق الماليزي إصدارات صكوك بقيمة 18.4 مليار دولار تم إصدارها داخل ماليزيا خلال الربع الثاني من 2013، بينما شهد السوق السعودي إصدارات صكوك بمبلغ 4.5 مليارات دولار فيما سجلت الإمارات صكوك بقيمة 1.4 مليار دولار، ويبلغ حصة إصدارات الصكوك في هذه البلدان 91 في المئة من سوق الصكوك الأولية. وقد انخفض حجم الإصدارات بالدولار الأمريكي في معظم البلدان «باستثناء الإمارات» خلال النصف الأول من 2013 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق نتيجة لانخفاض إصدارات الهيئات السيادية، باستثناء ماليزيا التي شهدت تراجعا بنسبة 53.5 في المئة في إصدارات الشركات.
ولفت التقرير الى أن إصدارات الصكوك العالمية القائمة»غير المسددة منذ بداية الاصدارات وحتى الان» بلغت 245.3 مليار دولار كما في نهاية النصف الأول من 2013، مرتفعة بنسبة 7 في المئة من مبلغ الـ 229.3 مليار المسجلة في نهاية 2012 ومرتفعة بنسبة 16.4 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. واحتفظ سوق الصكوك الثانوية بموقعه كأكبر سوق للإصدارات الثانوية بإجمالي 148.2 مليار دولار ممثلاً 60.4 في المئة من إجمالي السوق كما في نهاية النصف الأول من 2013. ثم يأتي السوق السعودي في المرتبة الثانية بإجمالي 32 مليار دولار أو 13 في المئة، ثم الإمارات «20.9 مليار دولار، بنسبة 8.5 في المئة » ثم قطر «17.8 مليار دولار بنسبة 7.3 في المئة » وقد كان نمو إصدارات سوق الصكوك الثانوي خلال النصف الأول من عام 2013 مدفوعاً من قبل السوق التركي الذي ارتفع بنسبة 133.3 في المئة من إجمالي الصكوك القائمة كما في نهاية 2012، ثم تلاه السوق السعودي بنسبة «28.4 في المئة » واندونيسيا «13.5 في المئة ».
وأشار التقرير إلى انه وفقا لمؤشر اتش اس بي سي ناسداك إس كي بي الذي يقيس إجمالي العائدات، فإن إجمالي عائدات الصكوك ارتفعت بدرجة كبيرة جداً خلال الربع الثاني، بزيادة بنسبة 43 في المئة وهو أعلى مستوى في 25 شهراً. وقد جاءت الزيادة الكبيرة في عائدات الصكوك، خاصة عند المقارنة بمعايير الخزانة الأمريكية، في أعقاب ارتفاع إجمالي الدين في الأسواق الناشئة والتي شهدت ارتفاع عائدات المقرضين في البلدان النامية بنسبة 5.02 في المئة بعد أن وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الانخفاض بنسبة 4.04 في المئة في تاريخ 24 يناير 2013، وذلك وفقاً لمؤشر بنك أوف أمريكا ميريل لينش. وبصورة مماثلة، شهدت الأسواق الناشئة والتي تشمل الشرق الأوسط وآسيا انخفاضاً مفاجئا في مبادلات العجز عن سداد الائتمان في نهاية النصف الأول من 2013، وفقاً لمؤشر ماركيت سي دي إكس للأسواق الناشئة، على خلفية مخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يجعل صانعي السياسات يخفضون الدعم لتعزيز النمو نتيجة لتباطؤ بعض الاقتصادات ابتداءً من الصين وحتى البرازيل. وانخفضت الأسعار المعيارية لمبادلات العجز عن سداد الائتمان بالنسبة للأسواق الناشئة بمقدار 4 سنتات في يونيو لتصل إلى 107 سنتات على الدولار. وقد كان هذا الانخفاض هو الأكبر منذ انهيار ليمان براذرز الذى ترددت أصداؤه عبر الأسواق المالية وتسببت في انزلاق المؤشر 6.7 سنتات في الفترة المنتهية في 18 نوفمبر 2008.
وتوقع التقرير،استناداً إلى زخم الإصدارات الذي شهده النصف الأول من عام 2012، أن تشهد إصدارات الصكوك نمواً قوياً نسبياً هذا العام. ونستطيع القول إجمالاً بأن سوق الصكوك ستظل مشرقة. وبعد أن سجلت سوق الصكوك نمواً بمعدل سنوي مركب نسبته 57 في المئة على مدى العقد الماضي، فمن المتوقع أن تواصل صناعة الصكوك وتيرة النمو لبقية العام.