ارتد امس سوق الكويت ودخل المنطقة الخضراء، الا ان العاصفة الحمراء عادت من جديد لتضرب اسعار غالبية الاسهم نتيجة عمليات الضغط المتعمدة وتكتيكات بعض المحافظ الاستثمارية وكبار المضاربين الذين يريدون شراء الاسهم بأقل الاسعار.
وفقد المؤشر السعري 125 نقطة إثر اشتداد عمليات البيع، وفي المقابل التوقف عن الشراء للضغط على أسعار العديد من الشركات، فيما تراجعت السيولة إلى 53.5 مليون دينار وهي سيولة متدنية بعدما كانت تكسر حاجز 120 مليون دينار.
واكد المراقبون ان السوق ارتد في البداية وشهدت غالبية الشركات حركة نشاط الا ان الضغوطات المبالغ فيها عادت الى السوق لتضغط على الاسعار، مشيرين الى ان المتداولين عبروا عن استيائهم الشديد لما يحصل في قائمة التداول، مؤكدين ان ما يحصل ليس تصحيحا، بل محاولات مكشوفة لتجميع الاسهم باقل الاسعار.
واكد المراقبون ان حركة التصحيح المبالغ فيها التي شهدها سوق الكويت خلال الاسبوع الماضي كبدت المتداولين خسائر فادحة، مشيرين الى ان الاداء العام اتسم بالتذبذب الحاد نتيجة المضاربات العنيفة وعمليات جني الارباح القوية التي استهدفت الشركات الرخيصة وبعض المجاميع الاستثمارية التي حققت ارتفاعات قياسية خلال الفترة الماضية.
وشدد المراقبون على ان الخسائر التي تكبدها السوق مطلوبة، لكن ليس بالحدة التي ظهرت فيها خلال تدوالات الاسبوع الماضي، مشيرين الى ضرورة العودة الى التداولات المنطقية والى الارتفاع المعقول والى الانخفاض المعقول ايضا.
واوضح المراقبون ان اداء السوق اتسم بالتذبذب في ظل عمليات المضاربة الواسعة في معظم جلسات الاسبوع وكانت محصلتها سلبية على مؤشرات السوق الثلاثة التي اجتمعت على الاغلاق في منطقة الخسائر على المستوى الاسبوعي للمرة الاولى هذا العام.
وكان السوق استهل تعاملات الاسبوع الماضي مسجلا خسائر كبيرة على صعيد مؤشراته الثلاثة خصوصا المؤشر السعري الذي سجل في جلسة بداية الاسبوع اكبر خسارة له في يوم واحد منذ عام 2009 تقريبا وسط تراجع السيولة النقدية بشكل لافت حيث نقصت قيمة التداول بنسبة تعدت الـ 50 في المئة.
ورأى المراقبون أن حركة الصعود المتواصلة للسوق كانت تستدعي من الناحية الفنية عدم الافراط في التفاؤل والانجرار وراء الحركة الشرائية القوية دون الاخذ في الاعتبار العوامل الاساسية الفنية التي تغذي هذا النشاط.
ومضى المراقبون ان السبب في نزول السوق والتباين في بعض الجلسات صعودا ونزولا هو مخاوف المتعاملين متوقعين أن تكون الانخفاضات قصيرة الامد في وقت بقيت فيه المعنويات لدى المتعاملين متفائلة نسبيا بشكل عام خصوصا مع ثبات معدلات السيولة المتدفقة نحو السوق عند معدلاتها العالية.
واستطرد المراقبون «لم تكن العوامل الاساسية للاسهم المستهدفة تقود المكاسب التي سجلها المؤشر على مدار الاشهر السبعة الماضية من الناحية الفنية».
واكد المراقبون أن المؤشر كان يواجه نقطة مقاومة عندما اقترب من أعلى مستوى له في 2009 وتجاوزه حاجز الثمانية الاف نقطة والذي كان يعني اتجاه المؤشر نحو مستوى 9000 نقطة الا ان التداولات اثبتت ان المؤشر لم يتمكن من مواجهة تلك المقاومة طويلا ودخل في عملية تصحيح مستحقة.
وتابع المراقبون: ان شريحة واسعة من عمليات البيع التي بدأت من بداية تعاملات الاسبوع الماضي وتحديدا في الجلستين الاولى والثانية جاءت بفعل سيطرة الخوف على المستثمرين الافراد وحركة المضاربين لجني الأرباح والدليل بقاء معدلات السيولة المتداولة على وتيرتها المرتفعة.
واكد المراقبون ان سوق الكويت كسر حاجز 8 آلاف نقطة هبوطا. واضاف المراقبون ان ما حصل من دمار شامل في الاسعار خلال جلسات الاسبوع الماضي خلق حالة من التشاؤم بين المتداولين وما زاد الطين بلة انخفاض جلسة امس.
وكان سوق الكويت شهد حالة هلع وانخفض بشكل حاد بسبب عمليات البيع المفاجئة التي قلبت الوضع رأسا على عقب، واستمرار موجة الانخفاضات المبالغ فيها.
وقال المراقبون ان الهلع بدأ الاسبوع الماضي بعدما انخفض السوق بشكل حاد، ثم واصل انخفاضه حتى وقت «المزاد»، مشيرين الى ان الهبوط العنيف دفع صغار المتداولين الى الانجراف وراء عمليات البيع، ولم يكتف بذلك، بل استمر على مدى اربع جلسات.
ودعا المراقبون الى ضرورة تدخل المحفظة الوطنية للمحافظة على المكاسب التي حققها السوق منذ بداية العام الحالي وللحفاظ على «الثقة» التي عادت للسوق بعد مرحلة الاستقرار.
ومضى المراقبون: ان «الاعصار الأحمر» الذي ضرب السوق وخلق حالة سلبية غير عادية اثرت على نفسيات المتداولين.