قال بنك الكويت الوطني في موجزه الاقتصادي أمس الذي تناوي فيه أهم تطورات أسواق النفط العالمية وميزانية الكويت أنه وبعد أن حافطت أسعار النفط على مستواها في شهر مارس، تراجعت بحدة في أوائل شهر أبريل. فقد تراجع سعر خام التصدير الكويتي من ذروته البالغة 107 دولارات للبرميل في 2 أبريل إلى أقل من 100 دولار خلال عشرة أيام، وهي المرة الأولى التي ينخفض فيها إلى ما دون مستوى 100 دولار للبرميل منذ يوليو 2012.
وأضاف: سجلت أيضا أنواع النفط الإسنادية العالمية الأخرى تراجعات ملحوظة. فقد تراجع مزيج برنت بمقدار 8 دولارات ليصل إلى 102 دولار، أي بمقدار 17 دولارا أقل من الذروة التي بلغها في شهر فبراير.
وزاد: كان التراجع في سعر نفط غرب تكساس المتوسط أقل حدة، حيث انخفض بمقدار 6 دولارات ليصل إلى 91 دولارا، وبقي هذا المزيج أعلى بقليل من المستويات التي سجلها في أوائل شهر مارس.
وواصل: يبدو أن الانخفاض في الأسعار كان سببه غالبا عوامل تتعلق بالطلب. ويعتقد أن الطلب على النفط قد تراجع لأسباب موسمية. فتعتبر فترة الربيع عادة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية موسم صيانة المصافي، ما يقلل من الطلب على النفط الخام. وتاريخيا، تراجع الطلب على النفط في الربع الثاني مقارنة بالربع الأول بحوالي 1.6 مليون برميل يوميا نسبة إلى مساره. ويبدو أن تأثير هذه الأنماط الدورية للطلب على أسعار النفط محدود جداً رغم أنها متوقعة.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك خفض لتوقعات الطلب على النفط من قبل هيئات دولية مثل منظمة أوبك والوكالة الدولية للطاقة «أنظر الفقرة التالية». وجاءت هذه المراجعات جزئيا بسبب الأنباء الاقتصادية الضعيفة، بما فيها بيانات التوظيف الأميركية والقلق الجديد من أزمة الدين الأوروبي وتباطؤ اقصادي في الصين. ولكنها تعكس أيضا المخاوف المتنامية بشأن المستقبل البعيد المدى للنفط.
وتابع: وقد أدت عوامل مثل وضع قوانين بيئية أكثر صرامة ونهاية الطفرة الاستثمارية الصينية والضعف الهيكلي في الأسواق المتقدمة والتغييرات التي فرضتها الأسعار لصالح مصادر الطاقة البديلة، إلى تعزيز النظريات بشأن وصول الطلب على النفط إلى ذروته.
ومضى: في الواقع، تم خفض التوقعات بالنسبة لنمو الطلب العالمي على النفط في العام 2013 بشكل بسيط. فالوكالة الدولية للطاقة ترى النمو دون 0.8 مليون برميل يوميا أو 0.9 في المئة، وهو أقل بقليل مقارنة بشهر مارس، رغم أنه تم تخفيض تلك التوقعات من 1.1 في المئة في بداية السنة.
وكان المحرك الأساسي في الفترة الأخيرة هو الضعف في أوروبا، حيث يتوقع أن يكون استهلاك النفط عند أدنى مستوى له منذ الثمانينات. ويتوقع مركز دراسات الطاقة الدولي أن يبلغ النمو العالمي على النفط 0.9 مليون برميل يوميا، أي حوالي 0.2 مليون برميل يوميا أقل من توقعات الشهر الماضي.
فيما تتوقع أوبك أن يكون النمو أقل من ذلك، عند مستوى 0.8 مليون برميل يوميا. وقد دعمت البيانات الأولية للربع الأول من العام 2013 هذا الخفض في التوقعات، إذ تظهر هذه البيانات ضعف الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ويتوقع أن يشكل الطلب الصيني على النفط حوالي نصف مجموع نمو الطلب هذا العام، رغم أن الطلب الصيني كان ضعيفا في بداية السنة.