
«كونا» - اكد خبير نفطي كويتي وجود فارق كبير بين تكلفة انتاج برميل النفط التقليدي وغير التقليدي يبلغ حوالي 82 دولارا موضحا أن تكلفة انتاج الاول بين ثلاثة الى خمسة دولارات للبرميل الواحد بينما تبلغ تكلفة الثاني نحو 85 دولارا.
وقال الخبير الدكتور وليد البزاز في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية «كونا» امس ان دور النفط الحجري سيكون تكميليا في المستقبل لا أكثر مضيفا ان كفاءة انتاج النفط التقليدي تصل الى 75 في المئة.
وبين البزاز وهو باحث مشارك في معهد الكويت للأبحاث العلمية وأستاذ زائر في جامعة الكويت وجامعة ميزوري للعلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة الامريكية ان كفاءة انتاج النفط غير التقليدي المعروف بالنفط الحجري متدنية جدا وتتراوح بين اثنين الى خمسة في المئة على أحسن تقدير تكنولوجي.
واشار الى استحالة استغناء العالم عن النفط العربي «التقليدي» الذي تبلغ تكلفة انتاج البرميل الواحد منه بين ثلاثة الى خمسة دولارات في حين تبلغ تكلفة برميل النفط غير التقليدي 85 دولارا مضيفا ان المزاعم باستغناء بعض دول العالم عن النفط التقليدي بحلول عام 2025 غير واقعية بحسب الحاجة المتنامية للنفط والاضرار البيئية الناتجة عن النفط الحجري وعوامل اخرى.
وحول الحقائق الفنية بخصوص النفط الحجري «غير التقليدي» أو ما يسمى الزيت الصخري أوضح انه عبارة عن مواد كيروجينية «خليط من مواد عضوية صلبة» محتكرة داخل المسامات الصخرية وتعرف بمواد النفط الخام غير التقليدي العالي في تكلفة الإنتاج مشيرا الى ان له تأثير سلبي على البيئة مقارنة بالنفط الخام السائل التقليدي.
واوضح ان النفط الحجري يقدر بخمسة تريليونات برميل سائل مخزون بالحالة الصلبة داخل مكنونات الصخور في العالم بينما النفط التقليدي يقدر بـ37ر1 تريليون برميل سائل أي بواقع ثلاثة أضعاف لمصلحة النفط الحجري.
وبين ان هذه المادة الصلبة تحتاج الى انحلال حراري عنيف لتحويلها من الحالة الصلبة الى الحالة الغازية ثم تبريدها لجعلها سائلا أو بما يعرف بالنفط الحجري لافتا الى انه يمكن استعمال النفط الحجري بحالته الصلبة مباشرة لتوليد الكهرباء ولكنه يعد وقودا منخفض الكفاءة وعالي التلويث.
واشار الى ان تقديرات مخزونات النفط الحجري الحالية هي 3ر3 تريليونات برميل «في أمريكا وكندا فقط» تحت ظروف خمسة في المئة قابلة للاستخراج فقط لا غير.
واكد ان هناك مفهوما خاطئا عند التطرق إلى اقتصاديات النفط الحجري واستخداماته اليومية مبينا ان التصريحات بأن انتاج النفط الأمريكي الكلي «بعد سنة 2025» سيكون الأعلى في العالم يجب الوقوف عندها وتحليلها.
وشدد على ضرورة دراسة وتحليل عدد من النقاط اهمها الفارق بين الغاز الحجري والنفط الحجري وإحصائيات الإنتاج وإحصائيات الاستهلاك داعيا الى تحليل ومقارنة تكلفة الإنتاج الأمريكي غير التقليدي مع تكلفة الإنتاج العربي التقليدي والعوامل المترتبة على التحول المفاجئ بإمدادات الطاقة بالعالم ومعارك البيئة مع قوانين الطاقة الجديدة وكذلك معاركها مع تسارع تكنولوجيات الحفر الجديدة مثل التكسير الهيدروليكي «الفراكنج» والحفر الأفقي والتأثيرات على الأسواق العالمية.
واكد ضرورة عدم الخلط بين الوقودين الصخريين «الغاز والنفط» مشيرا الى ان الولايات المتحدة أذهلت العالم بإنتاج غزير من الغاز الطبيعي غير التقليدي المتوفر في الصخور الشيل «الطينية ذات المسامات المتناهية في الصغر» حيث أكدت أنها ستسبق روسيا في الإنتاج وكذلك في الاحتياطيات.
واشار الى ان ذلك لا ينطبق على النفط الحجري الذي هو بعيد كل البعد عن الغاز من الناحية الفيزيائية والكيمائية وكذلك في سبل الاستخراج والسعر أيضا.
وعن الاحصائيات حول الانتاج والاستهلاك افاد البزاز بان الولايات المتحدة ستصل الى مليوني برميل نفط حجري سائل بحلول عام 2020 وثلاثة ملايين برميل سائل خلال 2035 من النفط الحجري غير التقليدي وهي حصة متواضعة مقارنة مع حجم المخزون وتعادل تقريبا حصة نيجيريا الآن موضحا ان استهلاك الولايات المتحدة قد يصل الى 25 مليون برميل في اليوم الواحد.
وذكر ان أمريكا تستورد 60 في المئة من احتياجاتها النفطية الخام وعند وصولها الى أعلى دولة منتجة للنفط سوف تقلل احتياجاتها من 60 في المئة الى 40 في المئة فقط «وهذه نسبة كبيرة مع دخول القادم الجديد من النفط الحجري فنرى أنها ستظل تعتمد على النفط العربي لأن إنتاجها المحلي «وان كان الأعلى في العالم» لا يغطي احتياجاتها».
وشدد الدكتور البزاز على ان تكلفة انتاج النفط غير التقليدي تعتمد على سعر النفط التقليدي لأن الأول يحتاج الى الثاني كطاقة تحويلية وفي عمليات التطوير والإنتاج لذلك لن يستغني منتجوه عن النفوط العربية.
وقال ان تطوير النفط غير التقليدي يحتاج الى استثمارات ضخمة قد تتأثر بارتفاع وهبوط أسعار النفط التقليدي الذي يجب ألا يقل عن 90 دولارا أمريكيا حتى تكون هناك جدوى اقتصادية لهذا النوع من المشاريع.
واوضح ان تكلفة انتاج برميل النفط غير التقليدي الحالي تبلغ 85 دولارا أمريكيا قد تصل الى 50 دولارا أمريكيا للبرميل الواحد وهذا هدف بعيد المنال نظرا لتعزيز إمدادات أبحاث الطاقة البديلة الأخرى بعيدا عن الوقود الأحفوري بينما النفط التقليدي حاليا قد يصل الى ثلاثة دولارات أمريكية فقط ويمكن أن يصل في بعض البلدان العربية الى عشرة دولارات أمريكية بعد 2025 مؤكدا ان الأسبقية والريادة من ناحية تكلفة الإنتاج ستكون لمصلحة النفط العربي.
ولفت الدكتور البزاز الى صعوبة التحول المفاجئ في إمدادات الطاقة بالعالم لعدة اسباب منها عدم سرعة انتاج هذا النوع من النفوط غير التقليدية مشيرا الى أن البئر الانتاجية الواحدة تنتج ألف برميل في اليوم خلال أسابيعها الأولى ثم يتضاءل الإنتاج ومن ثم يتوقف تماما خلال الأشهر الثلاثة اللاحقة مما يسبب تبني سياسة الحفر المستمر الباهظ الثمن بينما النفط العربي قد يستمر الإنتاج فيه لسنوات عديدة وبكميات تزيد على ثلاثة آلاف برميل في اليوم الواحد لفترات تزيد على عدة سنوات للبئر الإنتاجية الواحدة.
واشار الى المعارك البيئية مع قوانين الطاقة الجديدة وكذلك معاركها مع تسارع تكنولوجيات الحفر الجديدة مثل التكسير الهيدروليكي «الفراكنج» لافتا الى ان النفط الصخري اكثر تلويثا للبيئة وهو ما سيجعل هذه المعارك مستمرة وتعوق انتاجه.