
دفع سوق الكويت أمس وفي آخر جلسة له في هذا الأسبوع فاتورة الوضع السياسي المتأزم، وما زاد الطين بلة «تداعيات» حادثة تسرب غازات سامة وما نتج عنها من ردود فعل بسبب مخاوف من التلوث، وهذا انعكس ايضاً على «المشهد العام» وفقاً لقول أحد المراقبين.
وطوال أمس ترقب السوق صدور قرارات مصيرية تنهي حالة الاحتقان السياسي، اذ ظل المتداولون يترقبون بحذر مثل هذه القرارات، وهذا ما ادى الى تدني السيولة وتراجع أسعار العديد من الشركات، في حين ان المحفظة الوطنية سارعت في عمليات شراء استهدفت بعض الشركات التشغيلية ما ادى الى ارتفاع موشر كويت 15 والمؤشر الوزني.
تراجعات مستمرة
وأكد المراقبون ان التراجعات استمرت لليوم الرابع على التوالي، لكن بدرجة اقل حدة مقارنة مع ما حصل في جلسة الثلاثاء الماضي، مشيرين الى ان بعض المجاميع تراجعت بشكل واضح، اذ ان الموشر السعري لم يقلص خسائر وقت الاقفال «المزاد» بل أقفل على 26.4 نقطة.
وأضاف المراقبون: ان السوق مازال يتعرض الى ضغوطات بيعية ناتجة عن عدم وضوح الرؤية للمشهد السياسي، إلا أن الكل يترقب صدور قرارت مهمة.
وزاد المراقبون: ان الحذر بات يسود قاعة التداول خشية من حدوث تطورات سياسية خلال الأسبوع المقبل، وهذا ليس له علاقة بأوضاع الشركات المدرجة بشكل عام.
وعاد سوق الكويت في نهاية الأسبوع الى الانخفاض ليواصل رحلة الهبوط، وتماسكت بعض الشركات الكبير الى حد كبير بدعم من المحفظة الوطنية بل ان بعضها حقق ارتفاعاً عكس البنوك التي تعرضت الى عمليات متفرقة، فيما سارت الأمور باتجاه الترقب، رغم ان بعض المراقبين توقعوا استمرار موجة الهبوط العنيفة التي ضربت السوق بعد تصاعد وتيرة الشغب في ساحة الارادة ليل الاثنين الماضي.
وأكد المراقبون ان الحركة في سوق الكويت أمس وأول من أمس كانت حذرة للغاية، وهذا ما عكستها السيولة التي وصلت الى 26 مليون دينار بعد ان كانت تجاوزت الأسابيع الماضية حاجز الـ45 مليون دينار على وقع الرغبة بتنشيط الوضع الاقتصادي وعلى وقع ترقب صدور قرارات اقتصادية مهمة.
وكان سوق الكويت تعرض الى موجة هبوط عنيفة من «النزيف الحاد» في اسعار العديد من الشركات بسبب تداعيات ما شهدته ساحة الارادة من اضطرابات ومواجهات مع رجال الأمن، وانزلقت المؤشرات الرئيسية الى أدنى حد متأثرة بهبوط حاد لعدد واسع من الاسهم بغض النظر عن وضعها المالي والاستراتيجي، اذ ان «الاضطراب» القى بظلاله على السوق، وهذا ما كان يخشاه المتداولون منذ جلسة بداية الأسبوع.
واعتبر المراقبون ما يشهده سوق الكويت من انخفاضات هو ردة فعل طبيعية لما حصل من ارتفاع حاد في نبرة الخطاب، فالسوق يتفاعل مع الاحداث السياسية بالسلب او بالايجاب، خاصة في ظل عدم ظهور قرارات اقتصادية حاسمة للوضع الاقتصادي حتى الآن، ما دفع المضاربين الى استغلال الظرف الطارئ إلى استغلال «حالة الهلع» والقيام باقتناص الفرص وشراء أسهم محددة كانت معروضة بالحدود الدنيا، لكن هناك من يرى ان الصورة ستتضح الأسبوع المقبل.
وقال المراقبون: ان المشهد السياسي ظل المسيطر وفرض نفسه على قاعة التداول، فيما يرى آخرون ان السوق يستعد لانفراج الازمة السياسية، إذ ان كبار المضاربين استغلوا فرصة الهبوط.
مؤشر «كويت 15»
وأغلق مؤشر «كويت 15» على ارتفاع قدره 7.84 نقاط في نهاية تداولات أمس ليبلغ مستوى 988 نقطة.
وأغلق المؤشر السعري على تراجع قدره 26.45 نقطة ليبلغ مستوى 5909.91 نقطة كما أغلق المؤشر الوزني على ارتفاع قدره 1.49 نقطة عند مستوى 412.18 نقطة.
وبلغت كمية الاسهم المتداولة عند الاغلاق نحو 238.7 مليون سهم بقيمة بلغت حوالي 26.3 مليون دينار وذلك عبر 4338 صفقة نقدية.
وحقق سهم «خليج زجاج» أعلى مستوى بين الاسهم الرابحة مرتفعا بنسبة 7.35 في المئة تلاه سهم «اجيال» بارتفاع نسبته 6.64 في المئة ثم سهم «مبرد» بنسبة ارتفاع بلغت نحو 5.66 في المئة.
وسجل سهم «صيرفة» أكبر تراجع بين الاسهم الخاسرة متراجعا بنسبة 9.09 في المئة تلاه سهم «سنام» متراجعا بنسبة 8.33 في المئة ثم سهم «منشآت» بنسبة تراجع بلغت نحو 7.27 في المئة.