مع انقشاع غبار الحرب بين إيران والكيان الصهيوني إلا بعض التحرشات بين الطرفين ، برزت الكويت كنموذج يحتذى به في إدارة الأزمات والاستعداد للطوارئ. فلأول مرة، يشهد الشعب الكويتي عملاً مؤسسياً متكاملاً أثبت قدرته على مواجهة التحديات الإقليمية الكبرى.
لم تكن الكويت في موقف المتفرج، بل كانت في طليعة الدول التي وضعت خططًا مدروسة ومحكمة لضمان سلامة مواطنيها واستقرار مؤسساتها الحيوية.
نجاح الكويت في تجاوز آثار الحرب لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لرؤية ثاقبة وقيادة حكيمة تمثلت في سمو أمير البلاد، الذي استحق عن جدارة لقب “أمير الحكمة”. فقد قاد البلاد بحنكة واتزان، ووجه بضرورة رفع جاهزية مؤسسات الدولة، وتعزيز التنسيق بين الجهات الأمنية والصحية والخدمية، الأمر الذي مكّن الكويت من تجاوز تداعيات الحرب دون أي انهيار داخلي أو فوضى.
خطط الطوارئ التي وضعتها الجهات المختصة لم تكن مجرد أوراق على الرف، بل تحولت إلى واقع عملي.
لقد شهدنا تنفيذ تدريبات ميدانية، وتأمين المرافق الحيوية، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية، إلى جانب الحملات التوعوية التي طمأنت المواطنين ورفعت من مستوى استعدادهم النفسي.
لقد أثبتت هذه التجربة أن الكويت قادرة، في ظل قيادة راشدة ومؤسسات فاعلة، على التعامل مع أصعب الظروف بأعلى درجات المهنية والوعي، وربما تكون هذه المرحلة بداية جديدة لنهج استراتيجي أكثر ثباتًا واستدامة في إدارة الأزمات.
كما كانت الكويت على الدوام واحة أمان واستقرار، فإنها اليوم تكتب صفحة مشرقة في سجل الدول التي تحولت التحديات فيها إلى فرص للنهوض والتطور.