مرة أخرى، تثبت المملكة العربية السعودية قدرتها الفائقة على إدارة أعظم تجمع بشري في العالم بكل اقتدار وتميز، فقد جاء موسم حج عام 2025 شاهدًا حيًا على عظمة الجهود التي تبذلها الدولة، قيادةً وشعبًا، في سبيل خدمة ضيوف الرحمن وتوفير أجواء آمنة وميسّرة لأداء المناسك.
إن ما شهدناه هذا العام لم يكن مجرد تنظيم تقليدي لموسم الحج، بل كان استعراضًا لمدى التطور الحضاري والتقني الذي وصلت إليه المملكة، فقد استخدمت أحدث الابتكارات، بدءًا من بطاقة “نسك الرقمية”، مرورًا باستخدام الطائرات المسيّرة في التنظيم، ووصولًا إلى الطرق المبردة التي خففت عن الحجاج لهيب الشمس.. كل هذه التقنيات لم تكن هدفًا بحد ذاتها، بل كانت وسيلة لخدمة الإنسان، ولتجسيد رؤية المملكة 2030 التي تضع كرامة الحاج وراحته في صميم أولوياتها.
كما لا يمكن إغفال الدور البطولي للكوادر الأمنية والطبية، الذين أثبتوا أن الكفاءة السعودية لا تعرف المستحيل، وقدموا أروع صور التفاني والالتزام في مختلف المواقع.
تناغم الجهود، وحسن الإدارة، وسرعة الاستجابة، كلها رسمت لوحة مشرقة يحق للمملكة أن تفخر بها.
ولعل أعظم ما يميز هذا النجاح، أنه لم يكن محليًا فقط، بل وجد صداه في قلوب ملايين المسلمين حول العالم الذين شعروا بالطمأنينة والثقة في أداء المناسك، وهكذا، ترسّخ المملكة مكانتها ليس فقط كبلد الحرمين، بل كقدوة عالمية في الإدارة والتنظيم.
تحية إعزاز وتقدير للمملكة العربية السعودية على هذا النجاح المبهر، ودعاء صادق بأن يديم الله عليها الأمن والاستقرار والرفعة.