في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري تطوير العملية التعليمية بما يواكب المتطلبات الحديثة، ومن أبرز هذه المتطلبات توظيف الذكاء الاجتماعي في التعليم، فالذكاء الاجتماعي، الذي يعرف بقدرة الفرد على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بشكل إيجابي، يمثل عنصراً أساسياً في بناء بيئة تعليمية فعالة وشاملة.
في الكويت، يواجه التعليم تحديات تتعلق بضعف التفاعل داخل الصفوف، وغياب المهارات الحياتية لدى بعض الطلبة، وهو ما يجعل من إدماج الذكاء الاجتماعي أداة فعالة لتحسين جودة التعليم، من خلال تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية لدى المعلمين والطلبة، يمكن بناء علاقات صحية تسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي، وتحسن مناخ المدرسة بشكل عام.
كما أن الذكاء الاجتماعي يساعد المعلمين على إدارة الصفوف بشكل أكثر كفاءة، وفهم احتياجات الطلبة على المستوى النفسي والسلوكي، مما يتيح استراتيجيات تدريس أكثر مرونة وإنسانية. أما بالنسبة للطلبة، فإنه ينمي لديهم مهارات التواصل، والتعاطف، والعمل الجماعي، وهي مهارات أساسية لمجتمع المستقبل.
تطبيق الذكاء الاجتماعي في التعليم يتطلب تدريباً متخصصاً للمعلمين، وتضمين هذه المهارات في المناهج، إضافة إلى تهيئة بيئة مدرسية تحفز على الحوار والتفاعل الإيجابي، ويعد هذا التوجه استثماراً بعيد المدى في الإنسان الكويتي، حيث يسهم في تخريج أجيال أكثر وعياً وتعاوناً، قادرة على التعامل مع تحديات العصر بذكاء وتفاهم.