تشهد الكويت اليوم قضية إنسانية تستدعي وقفة جادة من قبل المعنيين في "الداخلية" والمؤسسة العامة للرعاية السكنية، وهي تتعلق بسحب البيوت الشعبية من العاملين السابقين من فئة البدون في الوزارة ، الذين قدموا خدمات جليلة للوطن، وخصوصاً أولئك الذين انتهت خدماتهم.
إن هؤلاء الأفراد، الذين خدموا الكويت بجد واجتهاد، يواجهون حالياً وضعاً صعباً للغاية، فقد تم منحهم مهلة قصيرة لا تتجاوز شهراً واحداً للإخلاء، وهو ما يجعلهم ويجعلنا معهم أمام أزمة إنسانية كبيرة.
إن الوضع الحالي يشكل تحدياً كبيراً لأولئك الأفراد الذين لا يملكون مصادر دخل ثابتة ولا يستطيعون الحصول على مسكن ملائم في ظل ظروفهم المعيشية الصعبة، ومن غير المعقول أن نفكر ونحن ُنجبر هؤلاء على مغادرة مساكنهم قبل توفير البديل المناسب لهم.
حتى وإن كان القانون يقول ذلك .. من الضروري أن تُبدي الحكومة في بلاد الإنسانية لمسة وفاء تجاه هؤلاء الأفراد الذين خدموا الوطن بكل إخلاص.
المقترح هنا هو تأجيل عملية الإخلاء حتى يتم بناء بديل مناسب لهم في منطقة النعايم، وهذا سيوفر لهم الوقت الكافي للانتقال دون أن يواجهوا أزمة سكنية، وفي حال تم توفير المساكن الجديدة، يمكن عندها للمسؤولين سحب البيوت القديمة بشكل منظم وآمن والبدء بهدمها.
إن هذا الإجراء سيسهم في تحقيق العدالة الإنسانية ويوفر الظروف المناسبة للأفراد الذين خدموا الكويت، مما يعكس تقدير المجتمع لمساهماتهم القيمة.